ما-هو-النذر
النّذر
إنّ النّذر من العبادات المُستمرّة منذ القِدَم، حيث أتى الإسلام بها ووضّحها توضيحًا جليًّا والدّليل على ذلك؛ أنّ القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة ذُكِر فيهما النّذر في مواضِع عديدة، ممّا يعني أنّ الأصل في حكمه الجواز في القرآن والسّنّة والإجماع، ومن الأدلّة على ذلك قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}،[١]ومن السّنّة قول النّبي -عليه السّلام-: "مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلا يَعْصِهِ"،[٢]والمعنى العام للنّذر: هو أن يُوجب العبد على نفسه شيئًا مُحببًّا له ويملكه بدون إلزام أيْ من باب التّقرُّب إلى الله تعالى، وفي هذا المقال سيتمّ الإجابة عن سؤال: ما هو النّذر في المعنى الخاص؟ بالإضافة إلى أقسام النّذر.[٣]
ما هو النّذر؟
وبعد أن تمّت الإجابة عن سؤال ما هو النّذر؟ على وجه العموم لا بُدّ من الإجابة عليه على وجه الخصوص، ومعناه في اللّغة: النّحْب، أيْ أن يجعل الإنسان الشيء نحبًا وواجبًا على وجه التّبرُّع والصّدقة، أمّا في الصطلاح: هو أن يوجب الإنسان شيئًا لم يلزم الشّرع على فعله، ولا بُدّ من الوفاء به وإلاّ تلزمه الكفّارة، أمّا بالنّسبة لصيغة النّذر فلا يوجد صيغة معيّنة، وإنّما كلّ صيغة دلّت على اللّزوم فإنّ المُكلَّف يلزم بأداء الذي أوجبه على نفسه؛ كأن يقول النّاذر: والله لأفعل كذا إن حصل كذا، لله عليّ أن أفعل كذا، إن رزقني الله العافية سأصوم شهرًا كاملًا.[٣]
شروط النّذر
وبعد أن تمّت الإجابة عن سؤال ما هو النّذر؟ من الجدير بالذّكر أنّ النّذر يحتوي على عدّة شروط؛ فمنها ما تتعلّق بالنّاذر، ومنها ما تتعلّق بالمنذور، وفيما يأتي سيتمّ بيان شروط كلّ قسم من هذه الأقسام:[٣]
شروط النّاذر
لا بُدّ للنّاذر أن يكون مُسلمًا؛ فلا يصحّ من الكافر، ولكن إنْ أسلم الكافر يُندب له النّذر، وأن لا يكون مُكرهًا؛ لذلك الاختيار شرط لصحّة وقوع النّذر على صاحبه، ولا بُدّ أن يكون بالغًا عاقلًا رشيدًا؛ فلا يصحّ النّذر من المجنون ولا من الصّبيّ، بالإضافة إلى وجوب النّطق بصيغة النّذر إنْ كان النّاذر يستطيع التّحدّث، أمّا إن لم يستطِع كالأخرس فيصحّ النّذر منه إنْ كانت إشارته مفهومة.[٣]
شروط المنذور
أن يكون النّذر من باب القربات، فلا يصحّ أن يكون من الواجبات، وأن يكون أيضًا ممّا يُتصوَّر فعله، فلا يصحّ النّذر على شيء ليس موجودًا؛ كقول الحائض: لله عليّ أن أصوم في فترة حيْضي، أو أن يقول المُكلَّف: لله عليّ أن أصوم باللّيل، ومن شروط المنذور أيضًا، أن لا يكون من الوسائل المُؤدّية لفعل الواجب مثل: لله عليّ أن أتوضّا، ولله عليّ أن أغتسل.[٣]
أنواع النّذر
إنّ النّذر مُشتمل على أنواع عديدة، ومن هذه الأنواع؛ نذر الطّاعة: وهو أن يُلزم المُكلِّف نفسه على فعل طاعة معيّنة؛ كالصّلاة والصّوم وغيرها، ونذر المعصية: هو النّذر على فعل معصيّة معيّنة ومُحرّمة شرعًا؛ كأن يقول: لله عليّ أن أسرق من فلان، في هذه الحالة يجب على المُكلَّف كفّارة اليمين، والنّذر المُباح: هو أن يلزم المُكلّف على نفسه شيئًا يستوي فيه الفعل والتّرك؛ كأن يقول لله عليّ أن أركب الحِصان، والنّذر اللّجاج: هو أن يقصد النّاذر المنع ويكون نذره مُعلّقًا على شرط؛ كأن يقول: إنْ فعلتُ كذا فعليّ حجّة.[٤]المراجع[+]
- ↑ سورة الحج، آية: 29.
- ↑ رواه ابن العربي، في عارضة الأحوذي، عن عائشة أم المؤمني، الصفحة أو الرقم: 4/29، صحيح.
- ^ أ ب ت ث ج "النذر: أنواعه وأحكامه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "ملخص أنواع النذر وأحكامه"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.