ما-هي-الهجرة
محتويات
الوطن
يدلُّ مصطلح الوطن إلى الأرض أو المنطقة الجغرافية أو الدولة التي ينتمي إليها الفرد معنويًّا أو ماديًّا، وهي عادة البلد التي ولد فيها ونشأ فيها أو يعود في أصله إليها ويعترف بها معنويًا كأصل لنشأة عائلته وأجداده، وفي الأدب يكتسب الوطن أهمية خاصّة؛ فقد غنّى الشاعر وقال: حب الأوطان من الإيمان، وهنا أصبح الوطن معبرًا عن إيمان الإنسان، ورغبته الدائمة في حماية وطنه وحدوده، ومعبّرًا عن عواطف الشوق له وللأهل وللعائلة، خاصة متى اغترب الإنسان أو هاجر كما في موسم الهجرة إلى الشمال، حيث حملت الهجرة مدلولًا أدبيّا وسياسيًّا، فما هي الهجرة التي دفعت الإنسان للتخلي عن وطنه والتغنّي به من بعيد، هذا ما سستناوله المقالة.[١]
ما هي الهجرة
هي أن يترك شخص أو جماعة من الناس مكان إقامتهم ومولدهم الأصلي للعيش في مكان آخر، وفيما ما هي الهجرة تتضمن فكرتها البقاء في المكان الجديد لفترة طويلة تتجاوز كونها زيارة أو سفر، ومن أهم أنواعها الهجرة القروية من القرية إلى المدينة فينتج عنها تمزق النسيج الأسري للكثير من المجتمعات، والهجرة القروية فيما هي الهجرة قضية عالمية، وإن كانت مدن العالم تتفاوت في ضغط المهاجرين عليها.[٢]
أسباب الهجرة
هناك العديد من الأسباب التي تدفع بالأشخاص إلى ترك المكان الذين يعيشون فيه، ومغادرته إلى مكان آخر، وقد تكون هذه الأسباب اقتصادية أو مهنية أو سياسية، وربما تكون بسبب الظلم والاضطهاد الناتج عن التمييز العنصري والتطهير العرقي، وقد يكون من دوافع الهجرة التقاعد والانتقال للبحث عن الثروة أو مكان أرخص للحياة، أو لأسباب عاطفية كجمع شمل العائلة، أو أسباب شخصية كمحبة بلد آخر. [٢]
، وتختلف أسباب الهجرة باختلاف أنواع الهجرة، فمنها الهجرة الخارجية من بلد إلى آخر، ومنها الهجرة الداخلية من الأرياف إلى المدن التي تعمل على تمدد المدن والتّضخم السكاني، والأسباب التي تؤدي إلى الهجرة الداخلية تعود لعاملين:[٢]
- عامل القرية: فالناس يهاجرون من الأرياف إلى المدينة إذ تكون الأرياف عامل طرد لانخفاض مستوي دخل الفرد وانتشار الفقر، وانخفاض الخدمات الصحية والاجتماعية، وارتفاع معدلات البطالة الموسمية والمقنعة والسافرة، وانخفاض أجور العمال الزراعين، وصغر حجم الملكية الزراعية، وانخفاض خصوبة التربة، وتحول الاقتصاد الزراعي من استهلاكي إلى تجاري، وارتفاع نسبة الزيادة الطبيعية لسكان الريف.
- عامل المدينة: وفيه تغدو المدينة عامل جذب لما تمثله من نقيض تام لعوامل الطرد في المدينة، وآثار الهجرة على الفرد والمجتمع تتنوع، فتبدأ من ارتفاع متوسط الدخل الفرد، وتوافر الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية، وتوافر فرص العمل في المدن، ومركزية الإدارة، ورغبة الفرد في رفع مستوي دخله، وازدهار الأحوال الاقتصادية في المدن، وتركز استثمارت رؤوس الأموال فيها، ولكن قد يكون لها جوانب سلبيّة تتمثل في التضخّم السكاني في المدينة.
أنواع الهجرة
مع اختلاف أسباب الهجرة، اختلفت أنواع الهجرة أو مسمّياتها، وذلك بناءً على كثافة الهجرة إحصائيا في هذا المجال، أو ظهوره بوصفه ظاهرة جديدة لم تكن مسبوقة من قبل، ومن أنواع الهجر المعروفة عالميًّا بأسمائها ما يأتي.
هجرة الأدمغة
وبمصطلح آخر تعرّف بهجرة العقول للدلالة على هجرة المختصين من العلماء في مختلف الفروع العلميّة من بلد -وعادة من البلدان النامية- إلى بلد آخر -من البلدان المتقدّمة- طلبًا للدخل المادي الأعلى ولتحسين الأحوال المعيشية والفكرية إلى الأفضل، وكان أوّل من استخدم هذا المصطلح الجمعية الملكية البريطانية لوصف هجرة عُلمائها إلى الولايات المتحدة وكندا في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وقد استخدمت الدول العربية هذا المصطلح، وقدّمت دراسات إحصائية مستمرّة حول هجرة العقول العربية إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، فرصدت في بحث أصدرته عام 2011، حول ما هي الهجرة هجرة 50% من الأطباء، و23% من المهندسين و15% من العلماء، و54% من الطلاب العرب الذين سافروا للدراسة ولم يعودوا إلى بلدانهم.[٣]
الهجرة غير الشرعية
وهي الهجرة السرّية من بلد إلى آخر بصورة غير قانونية، لا تراعي قوانين البلد المهاجَر منها ولا المهاجَر إليها، ويتم فيها دخول البلاد الثانية دون تأشيرة الدخول، وأغلب من يمارس هذا النوع من الهجرة هم المهاجرون غير الشرعيين من بلدان العالم الثالث، إلى الدول المتقدمة كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، ومن أسباب الهجره غير الشرعية الحروب، والكوارث الطبيعية، والاتجار بالبشر وغيرها[٤]
هجرة الأطفال
ما هي الهجرة المقترنة بالأطفال؟ هي انتقال الأطفال دون والديهم إلى دولة أو منطقة أخرى، ويتم هذا الانتقال بصورة قسرية، كأن يهاجر أطفال مراكز الرعاية التابعة للدولة، لاستغلالهم في عمالة الأطفال، أو سلب الأباء أبنائهم وانتقالهم لمان آخر لأغراض سياسية، ومن حوادثة هجرة الأطفال، ما لحق بأطفال سكان أستراليا الأصليين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، عندما نقلوا وأودعوا في مؤسسات الرعاية، حتى عُرفوا باسم الأجيال المسروقة، كما يمارس هذا التهجير قسريا على الأطفال بفصلهم عن آبائهم ونقلهم إلى أماكن أخرى، بغرض إدماجهم في ثقافة المجتمع الجديد، الناتج عن الاحتلال، أو السكان الأصليين والدخلال، كما حدث مع أبناء السكان الأصليين في أمريكا في القرن التاسع، بغرض دمجهم في الثقافة الغربية.[٥]
الهجرة الدينية
للإجابة عن سؤال: ما هي الهجرة الدينية، فكما ورد في الاصطلاح أنها: "ترك دار الكفر إلى دار الإسلام"، والغرض الأساسي منها، المحافظة على الدين متى تعرّض الإنسان فيه للمحاربة والاضطهاد والتعذيب، ومن أمثلة هذه الهجرة، الهجرة النبوية لرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ومن آمن معه، فقد ولد الرسول -صلى الله عليه وسلّم- في مكّة، ولكنه هاجر وبعض من معه إلى المدينة لما لقيه وقومه من تعذيب على يد قريش، وقد قال الرسول في تركه مكّة: "واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ ولولا أن أَهْلَكِ أخرَجوني منكِ ما خَرجتُ".[٦]
[٧]
الهجرة في الأدب
ظهرت تجربة الهجرة في الأدب، فعبر الأدباء عنها في الشعر والقصة والرواية العربية، ورافقها في ذلك هجرة للنصوص العربية، وقد عبّر الأدباء عنها، من خلال الحديث عنها مباشرة، أو من خلال الرمز إليها، وقد وردت بلفظتها المباشرة كما في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، ومن خلال التسمّي بها كما فعل شعراء المهجر ليدلوا على أنفسهم بأنهم من هاجروا لظروف معينة، وعاشوا في أوطان غير أوطانهم، أو من خلال العديد من القصائد التي تغنّت بالأوطان وحب الأوطان والشوق إليها، وخاصة التغني بالشوق للأوطان، فما هي الهجرة إلا لوعة في قلوب المهاجرين، فما قصدوها لو وجدوا ما يحقق له ما يريدون في أوطانهم.[٨]المراجع[+]
- ↑ "وطن"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "هجرة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "هجرة الأدمغة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "هجرة غير شرعية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "هجرة الأطفال"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن عبد البر، في الاستذكار، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، الصفحة أو الرقم: 451/2.
- ↑ www.alukah.net</i>، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "شعراء المهجر"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 18-07-2019. بتصرّف.