وصايا-لقمان-العشر
الحكمة في الإسلام
تُعرَّف الحكمة في الإسلام على أنَّها العقل والفقه والمعرفة والعلم المُقترن بالعمل، وهي الإلمام بشرع الله تعالى، وتكون الحكمة في حسن التصرف ووصع الأشياء في مواضعها التي تليق بها، وهي أن يحسن الإنسان الإقدام والشجاعة في مكانها الصحيح والإحجام والهدوء في الوقت الصحيح أيضًا، والحكمة هبة من هبات الله تعالى، قال تعالى في سورة البقرة: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}،[١]وقد وهب الله الأنبياء الحكمة والمعرفة إلى جانب النبوَّة، وهذا المقال سيتحدث عن لقمان الحكيم وعن وصايا لقمان العشر.[٢]
لقمان الحكيم
قبل الحديث عن وصايا لقمان العشر، إنَّ لقمان الحكيم هو عبد من عباد الله الصالحين، حباه الله الحكمة فكان من أحكم الناس، ولقمان الحكيم عبد صالح من عباد الله تعالى، وقيل إنَّه نبي من أنبياء الله، وقد جاء ذكر لقمان الحكيم في كتاب البداية والنهاية حيث يقول ابن كثير فيه: "هو لقمان بن عنقاء بن سدون، ويقال: لقمان بن ثاران، وكان نوبيا من أهل الصلاح، ذا عبادة وعبارة وحكمة عظيمة، ويقال: كان قاضيًا في زمن داود -عليه السَّلام- فالله أعلم، ثم قال: وعن عكرمة عن ابن عباس أنه كان عبدًا حبشيًّا نجَّارًا من سودان مصر، ثم قال: والمشهور عن الجمهور: أنه كان حكيمًا وليًا ولم يكنْ نبيًّا، وقد ذكره الله -عزَّ وجلَّ- في القرآنِ الكريم وأثنى عليه وحكى من كلامِهِ"،[٣]وقد سُمِّيت إحدى سور القرآن الكريم باسمه، يقول الله تعالى في سورة لقمان: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}،[٤]وفيما يأتي وصايا لقمان العشر.[٥]
وصايا لقمان العشر
في الحديث عن وصايا لقمان العشر، يمكن القول إنَّ القرآن الكريم ذكر أنَّ لقمان الحكيم أوصى ابنه ذات يوم بعشر وصايا، كانت هذه الوصايا تربوية تعليمية تدلُّ على الحكمة العظيمة التي حباها الله تعالى لعبده لقمان الحكيم، وفيما يأتي تفصيل في وصايا لقمان العشر كما جاءت في القرآن الكريم:[٦]
- الوصية الأولى: أوصى لقمان ابنه بعبادة الله وعدم الإشراك به أبدًا، قال تعالى على لسان لقمان: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[٧].
- الوصية الثانية: أمَّا الوصية الثانية فقد أوصى لقمان ابنه ببر الوالدين والإحسان لهما، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}[٨].
- الوصية الثالثة: أوصى لقمان بعدم طاعةِ الوالدين فيما لا يرضي الله تعالى ومصاحبتهما بالمعروف والإحسان، قال تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[٩].
- الوصية الرابعة: بيَّنَ لقمان لابنه دوام مراقبة الله تعالى له في السر والعلن، وأوصاه بالمحافظة على حدود الله تعالى، فالله تعالى يعلم ما في السماوات وما في الأرض، قال تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}[١٠].
- الوصية الخامسة: أوصى لقمان ابنه بالعبادات بشكل عام، وبالصلاة بشكل خاص، قال تعالى على لسان لقمان الحكيم: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ}[١١].
- الوصية السادسة: أوصى لقمان ابنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على النوائب جميعها، قال تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[١١].
- الوصية السابعة: أوصى لقمان ابنه بحسن التعامل مع الناس وعدم الكبر والتعالي، قال تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[١٢].
- الوصية الثامنة: أكَّد لقمان على ضرورة عدم التعالي والكِبر مع الناس، وشدَّد على ضرورة لين الجانب في التعامل مع الناس دون الفخر والكبر والتعالي عليهم، قال تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[١٢].
- الوصية التاسعة: أوصى لقمان ابنه بالقصد في المشي، أي السير بين الناس بالهدوء والتروي، دون عجلة ولا إبطاء، وهي وصية تشمل كلَّ مناحي الحياة وليس فقط في المشي والسير، إنَّما تشمل التعامل والعمل والاختلاط وغيره، قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}[١٣].
- الوصية العاشرة: أوصى لقمان ابنه أخيرًا بخفض صوتهِ وعدم رفعه، فارتفاع الصوت فيه من سوء الأدب ما فيه، قال تعالى: {وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}[١٣].
المراجع[+]
- ↑ سورة البقرة، آية: 269.
- ↑ "الحكمة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "شجرة لقمان الحكيم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية: 12.
- ↑ "تفسير سورة لقمان"، www.quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 20-01-2020.
- ↑ "وصايا لقمان الحكيم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية: 13.
- ↑ سورة لقمان، آية: 14.
- ↑ سورة لقمان، آية: 15.
- ↑ سورة لقمان، آية: 16.
- ^ أ ب سورة لقمان، آية: 17.
- ^ أ ب سورة لقمان، آية: 18.
- ^ أ ب سورة لقمان، آية: 19.