كيف-أتخلص-من-التكاسل-عن-أداء-الصلا
فضل الصلاة
إنّ الحديث عن التخلّص من التكاسل عن أداء الصلاة من أهمِّ المواضيع وأكثرها فائدة لما فيها من تحقيق أهمِّ ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولمعرفة أسباب التكاسل عن أداء الصلاة، يجب بيان فضل الصلاة وفيها؛ أنّ العبد إذا عرف فضل الشيء حرص على إتقانه، فالصلاة قد أمر الله -عزوجل في كتابه- ورغّب بها رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سنته، وهي وصية الله لرسوله، قال الله تعالى لنبيه موسى {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري}[١] وسيتحدث هذا المقال في كيف يتخلص المرء من التكاسل عن أداء الصلاة.[٢]
كيف أتخلص من التكاسل عن أداء الصلاة
في الحديث عن كيفية التخلص عن الكسل في أداء الصلاة، لابدّ من بيان أهمّ الأمور التي تراعى في هذا الجانب ولعلّ من أهمها لزوم الطاعات وفي ما يأتي بيان ذلك:
- لزوم الاستغفار والإنابة والتوبة من جميع الذنوب والمعاصي، فإنّ المعاصي والذنوب تعدّ عائقًا كبيرًا وسدًا منيعًا لمن أراد الخشوع وإستحضار الخشوع في الصلاة، فمن هجر المعاصي والذنوب سيقبل على ربه -تبارك وتعالى- بنشاط وحبٍّ لأدائها.
- الإكثار من قول "لاحول ولا قوة إلا بالله"، فإنّها من أعظم الأسباب التي تعين على طاعة الله -عزوجل- وهي كنز من كنوز الجنة.
- والدعاء في السجود وفي الصلاة بما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يدعو فيقول: "اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ، صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ"[٣] وبقوله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"[٤]
وبالجملة فإنّ الطاعات مجملة من أعظم ما يقوي على النشاط في أداء الصلاة، وأعظم ما يُعين على التخلّص من الكسل في أداء الصلاة، كما أنّ صدق التوجه إلى الله والإلحاح عليه -سبحانه وتعالى وكثرة الاستغفار وأن يقدم بين يدي الصلاة شيئًا من الصدقة، كل ذلك من شأنه أن يعين بإذن الله على التخلّص من الكسل في لأداء الصلاة.[٥]
الفرق بين المؤمن والمنافق في إقامة الصلاة
أخبر الله عزوجل عن حال المنافقين في قيامهم للصلاة وأنّهم يقومون لها متكاسلين متقاعسين يُرَاءُون الناس بصلاتهم وبأعمالهم قال تعالى في وصفهم في سورة النساء:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَـؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَـؤُلَاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا}[٦] فهم لايريدون بصلاتهم ما عند الله من الأجر والمثوبة لأنّ أعمالهم وعبادتاهم الظاهرة من صلاة أو صيام أو قيام؛ لايريدون منها سوى الرياء وفي الأخرة مالهم من الله من خلاق، بخلاف حال المؤمن الذي تتشوف نفسه شوقًا ولهفةً ومحبةً لها كما جاء في الأثر:" يا بلالُ أقمِ الصلاةَ، أرِحْنا بها"[٧] ، فهي للمؤمن راحة وسعادة وطمأنينة فلايجد المؤمن راحته وسعادته وقرّة عينه إلا أذا دخل في الصلاة.[٨]المراجع[+]
- ↑ سورة طه، آية: 14.
- ↑ "فضل الصلاة (خطبة)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الأمام مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2654 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في مسند الإمام أحمد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7982، صححه الإمام الألباني.
- ↑ "يتكاسل أحيانا عن الصلاة فما العلاج ؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 04-02-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 142،143.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن سالم بن أبي الجعد، الصفحة أو الرقم: 1209، إسناده صحيح.
- ↑ "حالنا مع الصلاة (خطبة)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-02-2020. بتصرّف.