سؤال وجواب

الفرق-بين-الغيبة-والنميمة


الكبائر في الإسلام

إنّ الكبائر جمع كبيرة، وهي كلّ ما كبر وعظم من الذّنوب والمعاصي، كالإشراك بالله، وعقوق الوالدين والغيبة والنّميمة، وقد اختلف العلماء في وضع الضابط لمعرفة الكبيرة، ولعلّ أقرب الآراء هي بأنّ الكبيرة كلّ ما ترتّب عليها حدّ، وصُرّح عليه بالوعيد، أو قُرن بنار، أو عذاب، أو لعن، وأخطرها السّبع الموبقات، وهي: الشّرك بالله، والسّحر، وقتل النّفس التي حرّم الله إلّا بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، وقد وصفت بالموبقات أيّ المهلكات، والكبائر تتفاوت درجاتها من حيث القبح وعظم الجرم، والسبع الموبقات هي أخطرها وأعظمها، ومحور المقال حول الفرق بين الغيبة والنميمة.[١]

الفرق بين الغيبة والنميمة

كثير من الناس لا يعرف الفرق بين الغيبة والنميمة، فالغيبة هي اسم من الفعل اغتاب اغتيابًا؛ أيّ ذكر المسلم أخاه المسلم بما يكره من العيوب في غيبته، وهي موجودة فيه، فإن لم تكن فيه فهو بهتان، كما في الحديث الشّريف: قيل يا رسولَ اللهِ، ما الغِيبةُ؟ قال: ذِكْرُك أخاك بما يَكْرَهُ. قيل: أفرأيْتَ إن كان في أخي ما أقولُ؟ قال: إن كان فيه ما تقولُ فقد اغْتَبْتَه، وإن لم يكنْ فيه ما تقولُ فقد بهَتَّه"،[٢] وأمّا النّميمة فهي الإفساد والإيقاع بين شخصين من النّاس أو أكثر، سواء كانا صديقين أو زوجين أو جارين أو شريكين، وذلك من خلال نقل الكلام بينهما، وتُعدّ كلّ من الغيبة والنّميمة محرّمتين شرعًا في الكتاب والسّنّة والإجماع، ومذمومتين طبعًا، وكثير من العلماء عدّهما من الكبائر.[٣]

مما جاء في تحريمهما في الكتاب:

  • قال الله -تعالى- مشبّهًا المغتابين بآكلي لحوم من اغتابوا، حيث قال: {وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيه مَيْتاً فَكَرِهْتُموه}.[٤]
  • قال -تعالى- منفّرًا من النّمام: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ* هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}.[٥]

ممّا جاء في تحريمهما في السّنّة:

  • فقد جاء في المغتابين قوله، صلّى الله عليه وسلّم: "لمَّا عُرِجَ بي إلى ربِّي عزَّ و جلَّ مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاسٍ، يَخمُشُونَ وجوهَهم وصدورَههم، فقلتُ: منْ هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ الذين يأكلونَ لحومَ النّاسِ، ويقعونَ في أعراضِهم".[٦]
  • وممّا جاء في السّنّة في النّمّامين فقد روي عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- "أنَّهُ مَرَّ بقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَقَالَ: إنَّهُما لَيُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وأَمَّا الآخَرُ فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ".[٧]

خطر الغيبة والنميمة

بعد معرفة الفرق بين الغيبة والنميمة، والتّعريف بكلّ منهما، فلا بدّ من معرفة أنّ كلًّا منهما كبيرة منكرة من كبائر الذّنوب، ولا كفّارة لهما إلّا التّوبة، وإذا كان النّمّام أو المغتاب قد أوقع ضررًا بمن اغتابه أو نمّ عليه، فلا بدّ من التماس المسامحة ممّن أوقع به الضّرر، وإلّا فلا تُقبل توبته، ولخطورة ذلك فإنّ على المسلم أن يحذر هذه الذّنوب، لقول الله -تعالى- محذّرًا من الغيبة: {وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيه مَيْتاً فَكَرِهْتُموه}.[٤] وقوله داعيًا إلى نبذ النّمّام: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ* هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}،[٥] وقال -صلّى الله عليه وسلّم- في عقوبة النّمّام: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ"،[٨] ولذلك يتوجّب على المسلم أن يترك مجالسة المغتابين والنّمّامين من النّاس، وإذا جالسهم أن ينكر عليهم ما يقعون به من الغيبة والنّميمة، وأن يحذرّهم من خطر ومغبّة ذلك على المجتمع وعلى الفرد، وأن يخبرهم بأنّ ما يقعون به لا يجوز، وأنّه منكر ومحرّم، فإن تركوه، وإلّا فعليه أن يتركهم ويهجرهم، حتّى يتوبوا عمّا يقعون به، وإن لم يفعل ذلك، وشاركهم في حديثهم فهو شريك معهم في الإثم والذّنب.[٩]

المراجع[+]

  1. " ما هي الكبائر من الذنوب"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-02-2020. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4874، حديث صحيح .
  3. "الغيبة والنميمة وما يتعلق بهما من أحكام "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-02-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب سورة الحجرات ، آية: 12.
  5. ^ أ ب سورة القلم، آية: 10-11.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 7353، حديث صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1361، حديث صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 105، حديث صحيح.
  9. "التحذير من الغيبة والنميمة "، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 13-02-2020. بتصرّف.