سؤال وجواب

الحضارات-القديمة-في-بلاد-الشام


الحضارة

إنّ الحضارة مرحلة من المراحل التي سبقت التّطوّر الإنساني، ولفظ الحضارة مأخوذ من مصدر حَضَرَ وجمعه حضارات ومعناها التّمدُّن، والحضارة في الاصطلاح تعدّدت مفاهيمها، فقد عرّفها ابن خلدون؛ أنّها مرحلة طبيعيّة يمرّ بها الإنسان في مُختلف المُجتمعات حيث يتّصف أهلها بالتّرف الذي يجعل المُجتمع ينتقل من مرحلة البداوة إلى مرحلة العمران والتّحضُّر، كما أشار إلى أنّ المرحلة التي تسبق التّحضُّر تحمل في باطنها عوامل الفساد والانهيار الحضاري، أمّا بالنّسبة للحضارة الإسلاميّة؛ فهي مجموعة من المبادئ التي تنبثق من الشّريعة الإسلاميّة والمُرتبطة بجميع نواحي الحياة ممّا تجعلها تتّصف بالشّمول، وفي هذا المقال سيتمّ التَّعرُّف على الحضارات القديمة في بلاد الشّام بالإضافة إلى خصائص الحضارة.[١]

الحضارات القديمة في بلاد الشام

تعدّدت الحضارات القديمة واختلفت مظاهرها باختلاف العادات التي تمسّكوا بها، حيث اتّسع مفهومها ليعمّ ويشمل جميع الأمم، فكل فئة تتميّز بعادات وتقاليد وقوانين مُختلفة عن غيرها، فمثلاً الحضارة السّومريّة تختلف عن الحضارة البابليّة وتختلف أيضًا عن الحضارة الإغريقيّة، وفيما يأتي سيتمّ التَّعرُّف على بعض الحضارات القديمة في الشّورى في دار النّدوة الذي كان أساس لنجاح هذه الحضارة.

  • الحضارة البابليّة: تُعدّ هذه الحضارة من أقدم الحضارات في العالم، نشأت سنة 1894م، فهي من أعرق الحضارات القديمة في بلاد الشام، وسمّيت بهذا الاسم لاتّخاذها منطقة بابل الواقعة في مدينة سومر عاصمة لها، وتمّ تأسيسها على يد حمورابي، واعتمدت على الزّراعة بشكل رئيس بالإضافة إلى بعض العوامل؛ كالاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة.
  • الحضارة السّومريّة: نشأت هذه الحضارة بين نهريْ دجلة والفُرات، وتُعدّ هذه الحضارة أوّل حضارة في العالم، حيث توسّعت قبل القرن الخامس عشر على يد الملك لوجلالمند، وسُمّيت هذه الحضارة بهذا الاسم؛ نسبة لإنجاز الشّعب السّومري وتقديرًا لجهودهم القيّمة، وقد ارتكزت على عوامل عديدة؛ كالعامل الاقتصادي والسّياسي.
  • خصائص الحضارة

    تميّزت الحضارات عبر التّاريخ بالعديد من المميّزات كوْنها ارتبطت بالتّمدُّن، ممّا يعني وجود عدد كبير من السّكان، وهذا يدلّ على وجود تطوّر مُستمرّ وملحوظ لتفاوت قدرات النّاس في كلّ حضارة، واختلاف ميولهم ومواهبهم، فقد أدّى هذا إلى سرعة ارتقاء الحضارات إلى مستوى عالٍ من التطوّر، وفيما يأتي بيان خصائص الحضارة:[٣]

    • الإنسانيّة: ممّا يعني انسجامها مع فطرة الإنسان وتلبية حاجاته ومصلحته، فالحضارة جاءت لتحقق للإنسان أفضل ما لديه من القدرات العقليّة والبدهيّة.
    • العالميّة: ممّا يعني أنّها ليست محصورة في فئة معيّنة أو جنس واحد، فقد راعت اختلاف العقائد والدّيانات وأنماط الحياة الفكريّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة.
    • التطور: فهي ليست جامدة بل تتغيّر بتغيّر المفاهيم والعادات والتّقاليد، كما أنّها لم تقف عاجزة عن التّغيّرات التي تحدث في المجتمع بل وضعت الحلول والأسس قبل حدوث التّغيّرات ممّا يعني أنها صالحة لكلّ زمان ومكان.

    المراجع[+]

    1. عطية محمد عطية (2011)، مقدمة في الحضارة العربية الإسلامية ونظمها (الطبعة الأولى)، عمان: يافا العلمية للنشر والتوزيع، صفحة 13-17. بتصرّف.
    2. عبداللطيف بن محمد بن عبدالعزيز الحميدان (2017م)، سنن قيام الحضارات وسقوطها: قديمًا وحديثًا بآراء ابن خلدون (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: العبيكان للنشر، صفحة 11-52. بتصرّف.
    3. "خصائص الحضارة"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 06-02-2020. بتصرّف.