ما-هي-الأشهر-الهجرية

التقويم الهجري

أُنشأَ التقويم الهجري نسبة إلى هجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، حيث اعتمده الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في السنة السابعة عشرة للهجرة، مع بداية هذا التاريخ بدأت النقلة النوعية للإسلام والمسلمين من انتشار الإسلام في بقاع الأرض ورفعة وعزّة المسلمين بين قبائل الجزيرة العربية على نحو خاص، وبين شعوب العالم على نحو عام، ويعتمد هذا التقويم على دورة القمر خلال السنة في تحديد الأشهر وتتكون السنة من 354 أو 355 يوماً و12 شهراً، حيث ساد مؤخرًا التقويم الميلادي في معظم الدول العربية، لكن ما زال التقويم الهجري هو المرجع الأساس للمسلمين، لا سيّما في شهر رمضان والحج والمناسبات الإسلامية.^[١]

تقسيم الأشهر الهجرية

إنّ كلمة تقويم تعني قوّم الشيء؛ أيّ رتبه ونظّمه، وجاءت كلمة تقويم في ذلك السياق لتفيد ترتيب الوقت على فترات "سنوات، أشهر، أيام"، فلا بدّ أن تكون تلك الطريقة نابعة من عصر قديم، فيعود تاريخ أول تقويم إلى منطقة الشرق الأوسط إلى الشمسية، ومن هنا قسَّم العرب الأشهر الهجرية إلى قسمين، وفيما يأتي بيان تلك الأقسام:^[٢]

• الأشهر الحُرُم: وهي الأشهر التي جاء الإسلام محرمًا القتل وسفك الدماء فيها؛ إلاّ في حال الرد على عدوان ما، حيث كان هذا قائمًا منذ زمن الجاهلية، وجاء الإسلام موكدًا على ذلك، وهي أربعة أشهر؛ شهر ذو القعدة، شهر ذو الحجة، شهر محرَّم وشهر رجب.
• الأشهر الحِل: وهي الأشهر المتبقية من السنة الهجرية وعددها ثمانية، وسميت بهذا الاسم لأنّ الله تعالى أحلّ فيها قتال المسلمين للمشركين، حيث قال تعالى: {فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،^[٣] وهي شهر صفر، شهر ربيع الأول، شهر ربيع الثاني، شهر جمادى الأولى، شهر جمادى الثانية، شهر شعبان، شهر رمضان وشهر شوّال.

ما هي الأشهر الهجرية

تتكون السنة الهجرية من اثني عشر شهرًا، حيث قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}،^[٤] فاعتمد العرب في تحديد وتعيين بدايات الأشهر على إهلال القمر؛ فإذا اختفى القمر ولم يظهر فهذا يدل على آخر الشهر وانتهاؤه، وبداية الشَّهر تكون بظهور القمر، كما ربطوا اسم كل شهر بما يتناسب مع الوضع في وقته من حروب أو سلام، كما ربطوا أيضاً بناءً على حال الطقس من حرٍّ أو بردٍ، فرتبت الأشهر على النحو الآتي:

• محرّم: يُعدّ شهر محرّم أول الأشهر الهجرية، وهو من الأشهر الأشهر الحرم وعليه سمي بهذا الاسم، وهو من أقدس الأشهر الهجرية بعد شهر رمضان، كما تقوم مجموعة طوائف من المسلمين في بعض دول العالم بالصيام فيه، وخاصة في يومه العاشر المسمى بيوم عاشوراء.
• صفر: إنّ كلمة صَفر تعني الفارغ، فسمي بهذا الاسم نسبة لخلو بيوت العرب من أهلها؛ وذلك لخروجهم إلى الحروب، وقيل لأنّهم كانوا يجرِّدوا العدو من كلّ ما يملك خلال جمع الغنائم؛ فيُترك صفر المتاع.
• ربيع الأول: سمي بهذا الاسم كونه كان في فصل الربيع، وبقيت هذه التسمية مقترنة به.
• ربيع الثاني: سمي بربيع لأنّ العرب كانوا يرتبعون فيه، أمّا تسمية الثاني لكونه يلي ربيع الأول.
• جمادى الأولى: كلمة جمادى مشتقة جُمدى؛ والتي تعني الأرض الجافة، ويُقال أيضاً بأنّها تعني جمود الماء، فسُمي شهر جمادى بهذا الاسم؛ لوقوعه في فصل الشتاء.
• جمادى الثانية: لترتيبه الذي يأتي بعد جمادى الأولى.
• رجب: يُعدّ من الأشهر الحرم، إذ تعني كلمة رجب الاحترام أو التعظيم، فسمي بذلك؛ لترجيب العرب رماحهم أيّ توقفهم عن القتال.
• شعبان: سمي بهذا الاسم لتشعُّب العرب طلبًا وبحثًا عن الماء، وفي أقوالٍ أخرى قيل لأنّه يقع في المنتصف بين شهري رجب ورمضان، كما تتجلى فيه ليلة مباركة، وهي ليلة النصف من شعبان؛ والتي تعرف بليلة البراء، كما تم فيه تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام في مكة المكرمة.
• رمضان: يعود أصل كلمة رمضان إلى كلمة رمض، وتعني شدّة الحر؛ وذلك لتوافق زمن قدوم شهر رمضان في معظم السنين مع فصل الصيف المعروف بدرجات الحرارة المرتفعة، وهو أقدس الأشهر الهجرية إذ فيه نزل القرآن الكريم، كما فُرض الصيام فيه على المسلمين؛ فالصيام يُعدّ الركن الرابع من أركان الإسلام.
• شوّال: وفيه يأت عيد الفطر، وسُمي بذلك لتشويل لبن الإبل، أيّ نقصه وجفافه، وقيل إنّ الإبل كانت تشول بأذنابها أيّ ترفعها طلبًا للإخصاب.
• ذو القعدة: وهو من أول الأشهر الحرم، وسُمي بذلك لقعود العرب في رحالهم وتوقفهم عن الغزو.
• ذو الحجة: يُعدّ أيضًا من الأشهر الحرم، وفيه يكون عيد الأضحى المبارك وموسم الحج وعليه سُمّي بهذا الاسم.^[٥][٢]

أولوية تقديم التقويم الهجري

من واجبات المسلم الحقّ إتجاه التقويم الهجري إعادته إلى مكانته المسبوقة الذي عهدها الإسلام في مشارق الإرض ومغاربها، ويكون ذلك بقرن التاريخ الهجري بالتاريخ الميلادي، وذكر تواريخ الميلاد بناء على الأشهر الهجرية، بالإضافة إلى ذكر جميع المناسبات الهجرية والاحتفال بها بما في ذلك استحضار الدروس والعبر التي استُخلصت من انتصارات المسلمين السابقة، ويجب أن يُزاد من نسبة حصول وتبني تلك الفكرة من قبل أولياء الأمور والمؤسسات الكبرى المعنية، حيث إنّّ في التاريخ الإسلامي حضارة ونبلٌ أحوج ما تُظهر في كل وقت، وحمل تطبيقها يقع على عاتق كلّ مسلمٍ.^[٦]

المراجع[+]

1. ↑ "أول من اقترح التقويم الهجري"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} "التقويم الهجري و الميلادي"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
3. ↑ سورة التوبة، آية: 5.
4. ↑ سورة التوبة، آية: 36.
5. ↑ "التقويم الهجري"، marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
6. ↑ "التقويم الهجري: هوية أمة وتاريخ حضارة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.