سؤال وجواب

تعليم-المرأة-في-الإسلام


المرأة قبل الإسلام

نظر المجتمع إلى المرأة قبل الإسلام نظرة دونيّة، فرأوا في المرأة عارًا وإثمًا، وسعت بعض القبائل إلى وأدها والتّخلّص منها، ليتخلّصوا من العار الذي تلبّسهم بولادة فتاة، حيث قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.[١] وكذلك في الأمم الأخرى لم يكن للمرأة أيّة حقوق، وكانت ممتهنة وخادمة، وتستخدم للمتعة لا أكثر، وهناك من كان ينظر إليها على أنّها حقيرة ووضيعة، وكانت في الجاهليّة إذا مات عنها زوجها ورثها ابنه الأكبر، إن شاء تزوّجها، وإن شاء حبسها ومنعها من الزّواج، وفي هذا المقال سيتم طرح مسألة تعليم المرأة في الإسلام.[٢]

تعليم المرأة في الإسلام

عندما جاء الإسلام نظر إلى المرأة على أنّها روحًا وجسدًا، لها إنسانيّتها وكرامتها، ولها من الحقوق ما للرّجل، من الاحترام والرّعاية، والميراث والتّربية الصّالحة والتّعليم، فتعليم المرأة في الإسلام، لا يختلف عن تعليم الرّجل، فأول ما بدأ به الوحي الدّعوة إلى تعلّم القراءة والكتابة دون التّمييز بين الجنسين، وذلك من خلال الخطاب الرّباني للنّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، بقوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}،[٣] وعندما بدأ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بتعليم رجال كزبيدة زوجة هارون الرّشيد التّي عرفت بعلمها، وكريمة بنت محمد المروزيّة جاورت بمكّة، وروت صحيح البخاري، وكانت من نابغات زمانها في الفهم والنّباهة، وقد رحل إليها أفاضل العلماء، وزينب بنت أبي القاسم كانت عالمة زمانها، أدركت جماعة من أفاضل العلماء وأخذت عنهم، وأجازها أبو القاسم محمود بن عمر الزّمخشري والمؤرخ ابن خلكان، وغيرهنّ كثر.

نصوص نهي المرأة عن التعلّم

وقد استشهد من يقولون بأنّ الإسلام ضدّ تعليم المرأة بحديث عائشة -رضي الله عنها- مرفوعًا: "لا تُنزلوهنَّ الغُرَفَ ولا تُعلمُوهنَّ الكتابةَ وعلِّموهنَّ المِغْزَلَ وسورةَ النّورِ".[٩] هذا الحديث قد تكلّم العلماء في ضعفه ووضعه وإنكاره، لوجود محمّد بن إبراهيم الشّاميّ في سنده، حيث قال ابن الجوزي عنه: "هذا الحديث لا يصح، لأنّ محمد بن إبراهيم الشامي كان يضع الحديث"، ونقل الذّهبي عن الدّارقطني تكذيبه، وقال ابن حجر: "منكر الحديث". وقال شمس الحقّ العظيم آبادي: "هو منكر الحديث ومن الوضّاعين"، إذًا هذا الحديث لا يصحّ الاستشهاد به؛ لعدم ثباته وصحّته، بينما هناك أحاديث كثيرة تحضّ على العلم للرّجال وللنّساء، ممثل بقوله صلّى الله عليه وسلّم: "وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ"،[١٠] والخطاب النّبويّ موجّه للرّجال والنّساء.

المراجع[+]

  1. سورة النحل، آية: 58-59.
  2. "تعليم المرأة في الإسلام وضوابطه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
  3. سورة العلق، آية: 1-3.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 101، حديث صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 150، حديث صحيح.
  6. "الإسلام وتعليم المرأة"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
  7. "شبهات حول المرأة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
  8. سورة العلق، آية: 1-5.
  9. رواه ابن حبان، في المجروحين، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/320، الديث: [فيه] محمد بن إبراهيم الشامي يضع الحديث على الشاميين لا تحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2699، حديث صحيح.