سؤال وجواب

ما-هي-شبه-الجملة-في-اللغة-العربية


أقسام الكلام في اللغة العربية

يُعرّف ابن هشام الكلام في كتابه عظيم الشّأن "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" أنّه: "القول المفيد بالقصد، والمُراد بالمُفيد ما دلّ على معنًى يحسُن السّكوت عليه"، وبذلك يكون الكلام كلّ قول مفيد،[١] والكلام يتألّف من كلمات تُشكّل جملًا، وقد تُطلق الكلمة على الجمل المفيدة، كقوله تعالى في ظرفي الزّمان والمكان، ويدخل تحت الظروف أسماء الشرط والاستفهام التي تدلّ على الظّرفيّة، وتعود تسمية شبه الجملة في اللغة العربية لأنّ الظّرف والجارّ والمجرور يتردّدان بين المفردات والجُمَل، وأوجه الشّبه بين شبه الجملة والجملة هي:[٦]

  • التّركيب: إذ تتألّف شبه الجملة -كما الجملة- من أكثر من كلمة عادةً؛ فالجار والمجرور كلمتان، والظّرف ويليه المضاف إليه، والمعلوم أنّ المضاف والمضاف إليه كالشّيء الواحد.
  • الدّلالة: فقد تدلّ شبه الجملة على مكان الفعل أو زمانه أو علّة وقوعه، وقد تدلّ كذلك على ما حُذِفَ من الأفعال، كقولهم: عرفتُ ما في يدكَ؛ فشبه الجملة هنا حلّ محلّ جملة صلة الموصول، وأغنى عن ذكر الفعل.
  • العمل: فقد كان القُدماء يُعمِلونَ شبه الجملة عملَ سورة الفاتحة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}،[٧] فشبه الجملة هنا هي الجار والمجرور "عليهم".
  • قول الشّاعر ابن دريد:

واشتَعَلَ المُبْيَضُّ في مُسوَدِّهِ

مثلَ اشتِعالِ النّارِ في جَزْلِ الغضى

وشبه الجملة في البيت السابق هو الجار والمجرور "في مسودّه"، وكذلك الجار والمجرور "في جزل".

  • قول الشاعر عبيد الله بن ماويّة:

أنا ابنُ ماويَّةَ إذْ جدَّ النَّقُرْ

وجاءَتْ الخيلُ أثافيَّ زُمَرْ

وشبه الجملة هنا هو ظرف الزّمان "إذ"، ويعني "عندما".

  • قول الشاعر ساعدة بن جُؤيَّةَ الهذليّ:

حتّى شَآها كَلِيلٌ مَوهِنًا عَمِلٌ

باتَتْ طِرابًا وباتَ اللّيلُ لم يَنَمِ

وشبه الجملة هنا هو ظرف الزّمان "مَوهِنًا"، وبذلك يكون قد تمّ مقال شبه الجملة في اللغة العربية.

المراجع[+]

  1. ابن هشام الأنصاري (1999)، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الأرقم بن أبي الأرقم، الصفحة 5 وما بعدها، الجزء الثاني. بتصرّف.
  2. سورة المؤمنون، آية: 100.
  3. سورة المؤمنون، آية: 99،100.
  4. ابن هشام الأنصاري (2012)، سبيل الهدى على شرح قطر الندى وبل الصدى (الطبعة الرابعة)، دمشق: مكتبة دار الفجر، الصفحة 45 وما بعدها. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ابن هشام الأنصاري (1999)، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الأرقم بن أبي الأرقم، الصفحة 75 وما بعدها، الجزء الثاني. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أ. رامي تكريتي (2014)، الموجز في تعلّم فنّ الإعراب (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الدقّاق، صفحة 68 وما بعدها. بتصرّف.
  7. سورة الفاتحة، آية: 7.