كيف-تكون-سعيدًا
السعادة
إن السعادة مطلب الإنسان من قديم الأزمان، ولهذا كانت مجال بحث المفكرين وعلماء النفس وعلماء الاجتماع، فكانت البحر الخضم الذي ضاعت فيه السفن، حتى يصل الكثيرون بعد طول بحث وعناء إلى أن السعادة سراب في سراب، يتضح طيفها ويشتد في ذروة الظمأ؛ حتى إذا جاءه الإنسان لم يجده شيئًا، فقد بنى السعادة على شيء وعندما وصل إليه وجد أن السعادة ليست في ذياك المكان، ويكون بعدها الإنتظار لوضع الحد لنهاية المشوار، ومن خلال هذا المقال ستتم الإجابة عن سؤال: كيف تكون سعيدًا.[١]
كيف تكون سعيدًا
يختلف تعريف السعادة بالنسبة للأشخاص؛ باختلاف طباعهم واهتماماتهم وتطلعاتهم؛ لهذا كان تعريف السعادة أشبه بطيف له أبعاده وله جماله ولكن له حدوده، ولو اجتمعت هذه التعريفات لشكلت تحفةً فنيةً رائعةً اسمها السعادة الحقيقية، وهناك عدة خطوات للوصول إلى إجابة سؤال: كيف تكون سعيدًا، منها:[٢]
- التفاؤل من أساسيات السعادة: وبالتفاؤل تفتح الأبواب المغلقة؛ فالإنسان وإن كان في عز محنته يجب أن يتحلى بالتفاؤل، ويعلم أن الشدائد لا تدوم، وقد رأى المسيح -عليه السلام- رجلًا يعمل في الأرض وبيده المسحاة، فقال: "اللهم انزع منه الأمل" فترك الرجلُ المسحاة وقطّب وجهه وجلس إلى الأرض، ثم قال المسيح: "اللهم رد إليه الأمل" فقام الرجل يعمل بجد ونشاط، فإذا لم يكن هناك أمل؛ فإن الإنسان تعيس وأي تعاسة.
- الاشتغال بعمل من الأعمال: وعلم من العلوم تأنس به الروح، ويتسلى به الفؤاد، ويهرب من القلق واضطراب الأعصاب، فينسى ما قد يسبب له الأحزان والآلام، ويغتنم الوقت بما يعمر به ظاهره وباطنه ومجتمعه وأمته.
- الإحسان إلى الخلق: فلا يوجد طريق مثله لانشراح الصدر، وهذا معروف بالتجربة العملية.
- ترك الخوف من المستقبل: وترك الحسابات المعقدة لأمور غيبية، لا طاقة للإنسان بالتنبؤ بها، فضلًا عن حلها، فإن اكتفاء الإنسان بالتفكير في الوقت الحاضر يخفف الحمل على العقل والقلب معًا.
- أن ينظر الإنسان إلى من هو دونه في النعم: لا إلى المترفين المنعمين، فيكون راض عما هو فيه، منشرح الصدر قرير العين، لا تذهب نفسه على الدنيا حسرات.
- نسيان الماضي الأليم: وما مرّ به من أحداث، وذلك من خلال مجاهدة النفس، والتفكير بما ينفعها، ولا يشغلها بما لا طائل تحته من الهموم.[٢]
تأثير السعادة على الصحة النفسية
هناك علاقة مضطردة بين السعادة والصحة النفسية، فكلما كانت السعادة موجودةً، كانت الصحة النفسية موجودةً، فإذا زادت السعادة زادت الصحة النفسية، وإذا نقصت السعادة نقصت الصحة النفسية، وإن للصحة النفسية دورًا أساسيًا في الحياة، ففيها يواجه الإنسان الصدمات والمشاكل الخارجية، والإنفعالات والمشاعر الداخلية، فيجب على الإنسان المحافظة على سعادته النفسية، فإن من آثار اعتلال الصحة النفسية إفراز هرمون الكورتيزون؛ الذي يسبب القلق ونقص المناعة والمشاكل الكثيرة في الجسم، التي قد تودي بحياة صاحبها، مثل: الجلطة الدموية والسرطان والصداع، فالسعادة فوق أنها مطلب لذاتها، هي مطلب حتى يحيا الإنسان حياةً هانئةً طيبةً بعيدةً عن الأمراض والعقد النفسية.[٣]المراجع[+]
- ↑ مقداد يالجن (1407هـ/1987م)، طريق السعادة (الطبعة الأولى)، الرياض: الرياض، صفحة 5. بتصرّف.
- ^ أ ب "حقيقة السعادة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "صحتك النفسية ومقاومة الضغوط .. كيف تعزز مناعتك النفسية؟ "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.