طرق-حل-المشاكل-الزوجية
محتويات
الحياة الزوجية في الإسلام
وصف الله -سبحانه- طبيعة الحياة الزّوجيّة في الإسلام بقيامها على المحبّة والمودّة، بقوله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}،[١] وصف المرأة بأنّها سكن للرجل، ويكون ذلك من خلال الاختيار السّليم من قبل الرّجل للمرأة، والذي قد أوصى به النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-: "تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ" ،[٢] وكذلك لم يتوقف الأمر على اختيار الرّجل للمرأة دون النّظر لاختيار المرأة، فقد كان للمرأة اختيارها، قال النّبيّ مخاطبًا المرأة وأهلها: "إذا جاءكم مَن ترضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه فزوِّجوه"،[٣] فجعل النّبيّ اختيار المرأة للرّجل على أساس الدين والخلق، وسيكون محور المقال حول طرق حل المشاكل الزوجية.[٤]
المشاكل الزوجية وأسبابها
قبل الوصول إلى لبّ الموضوع وهو طرق حل المشاكل الزوجية، لا بدّ من الحديث عن المشاكل الزّوجيّة وأسبابها، وهي كثيرة، فلكلّ أسرة مشاكلها الخاصّة بها، ولكن هناك مشاكل أسريّة مجمع عليها بين غالبيّة الأسر، وسيتمّ ذكر بعض هذه المشاكل، ومنها:
- المال: فإنّ المال في المجتمعات الفقيرة هو السّبب الرئيسيّ في الخلافات الأسريّة، حيث يقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ، وإِنَّ فتنةَ أمتي المالُ"،[٥] فغيرة المرأة من قريباتها أو صاحباتها، تدفعها إلى رفع سقف مطالبها من زوجها، والله تعالى يقول واصفًا المتّقين: {وممّا رزقناهم ينفقون}.[٦]
- سوء المعاملة: وبسبب متاعب الحياة، يلاحظ بأنّ الرّجل يأتي من عمله إلى البيت عابث الوجه مقطّب الحاجبين، قد لا يُلقي السّلام عند دخوله البيت، وقد يرفع صوته على زوجته وأبنائه، وبالمقابل الزّوجة قد تستقبل زوجها استقبال الكارهة لعودته للبيت، فأحدهما أوكلاهما بعيدان كلّ البعد عن الكلام الذي يحمل للطّرف الآخر رسائل الحبّ والمودّة التي كانت في بداية زواجهما.[٦]
- تدخّل أحد الزّوجين في شؤون الآخر: كثير من الأزواج يتدخّل في شؤون زوجته وخصوصًا علاقتها مع أهلها، من خلال منعها عنهم أومنعهم من زيارتها، والاستيلاء على مالها، لأنّه في نظره هي وما تملك ملك له، وبالمقابل قد تكون السّيطرة في البيت للمرأة، فتصبح هي المتحكّمة به فقد تمنعه عن أهله وأصحابه، وتستولي على كلّ ممتلكاته دون التّمييز بين الحلال والحرام .[٧]
- عدم انصياع الزّوجة للزّوج: ويكون ذلك بعدم طاعة الزّوج وخصوصًا عند خروجها من المنزل، ويكون ذلك لفقر الزّوج أو لضعف شخصيّته، أو إذا كانت أعلى مرتبة منه نسبًا أو غنًى أو جمالًا أو غير ذلك.
- عدم التأقلم فيما بين الزّوجين: يجتمع الزّوجان من أسرتين مختلفتين مع بعضهما في بيت واحد، وقد لا يستطيعان التّأقلم مع بعضهما لاختلاف طباعهما، أوشخصياتهما أوثقافتهما أوغير ذلك، لذلك تنشب الخلافات فيما بينهما.[٧]
طرق حل المشاكل الزوجية
بعد معرفة بعض المشاكل الزّوجية التي قد تودي بالأسرة إلى التّفرقة والطّلاق، أو عيشهم طيلة حياتهم بالنّكد والخصام، ممّا يجرّ للأبناء منعكسات نفسية سيئة، ولتلافي ذلك، سيتمّ ذكر طرق حل المشاكل الزوجية، فقد يكون الزّوج هو السّبب الرئيسيّ في الخلافات الزّوجية، كسوء طبعه أوعدم اهتمامه بزوجته أو بالأبناء أوبالبيت، أوغير ذلك، فعلى الزّوج أن لا ينتظر من يأتي ويصلح بينهما، فلا أحد يعرف أسرارهما غيرهما إن لم يفشيا أسرارهما للنّاس، فعليه أن يجلس مع زوجته جلسة تصافٍ، ويلاطفها بالكلام الجميل والتعابير المنمّقة، وأن يخلص لها بالحبّ، ويعدها بالاهتمام بها وبأبنائه وببيته، وإن كانت أسباب المشاكل الزّوجيّة من الزّوجة، فعلى الزّوج أن يكون حاذقًا وذكيًّا، فمن خلال التّقرّب من زوجته والإحسان إليها، ومعاملتها بكلّ لطف وحنان، فسيكسب قلبها، فإن رضيت به زوجًا، فإنّها مستعدّة أنْ تقدّم له كلّ رغباته، فالمرأة بطبيعتها تتعامل بالعاطفة، ولذلك يسهل السّيطرة على مشاعرها من خلال الصّدق معها والإخلاص لها والتّعامل معها بالحكمة والموعظة الحسنة، فيجعلها تحبّ ما يحبّ وتكره ما يكره، ولذلك من هنا جاء تحريم زواج المسلمة من كافر خوفًا من اتّباع دينه لحبّها له.[٨]
نصائح لحل المشكلات الصعبة بين الأزواج
عند الحديث عن أهمية الحياة الزوجية والواجبات المترتبة على كلٍّ من الزوج والزوجة يكون ذلك من أجل استقرار بلدٍ بأكمله، فلا يكون معيار نجاح دولةٍ، إلا من خلال أفرادها، فعند النَّظر إلى مؤشر الطلاق في بلدٍ ما، وملاحظة ارتفاعه يترتب على ذلك فشل الدولة والمجتمع بأكمله؛ لذلك كان لا بدَّ من اختصاصِ مقالٍ يتحدَّث عن نصائح لحل المشكلات الصعبة بين الأزواج بالتفصيل:[٩]
- قد يتبع الأزواج بين بعضهم طريقة الاستفزاز لأجل حل المشكلة معتقدين أنَّ في ذلك كشفٌ للدواخل في النَّفس االبشرية، وهنا يكمن صلب الخطأ فبهذه الطَّريقة يسيران على حافة الهاوية والأفضل للمرأة أن تحاول امتصاص المشكلة، واحتوائها ومن ثم محاولة حلها بطريقة أخرى.
- لا بدَّ من استيضاح المشكلة، ومعرفة أسبابها الحقيقية قبل أن تبدأ دوامة الصُّراخ بينهما ويعيش الأولاد والبيت بأكمله في حالةٍ من الرُّعب الدَّائم.
- عند الانتهاء من حل المشكلة يجب على الزوجين أن يقوما بدفنها نهائيًّا، دون أن يعودا إليها عند حدوث مشكلة أخرى شبيهة أو من نفس النَّوع، وذلك منعًا لتجدد المشكلة وتعقدها وتضخمها بشكلٍ كبير.
- لا بدَّ من تبادل الاحترام بين الزوجين حتى في أكثر المواقف غضبًا وشحنةً؛ لأنَّ تلك المواقف قد تورِّث في النُّفوس ما لا يُحمد عقباه مما يجعل الحياة ساحة حرب أو مبارزة ٍبينهما.
- لا بدَّ من الحفاظ على سرية المشكلات بين الزوجة وزوجها دون اللجوء إلى الصراخ وإسماع الجيران والآخرين، أو التطرُّق لإدخال الأطفال في تلك المشكلة محاولةً من أحدهما أن يضغط على الآخر.
نصائح لحياة زوجية سعيدة
إنَّ امتلاك مفاتيح الحياة السعيدة بين الزوجين ليس بالأمر الصَّعب أو المعقَّد أبدًا، هي تنازلاتٌ صغيرةٌ تكون بين الاثنين للمحافظة على جمالية العلاقة وحيويَّتها؛ لذلك فبعد أن تمَّ إعطاء نصائح لحل المشكلات الصعبة بين الأزواج بات لا بدَّ من الحديث عن نصائح تجعل الأزواج يتنعمون بحياة هانئة، وفيما يأتي تفصيلٌ لذلك:[١٠]
- إنَّ التعبير عن تقدير وامتنان كل من الزوجين على الآخر يُسهم بشكل كبيرٍ في توثيق أواصر المحبة بينهما.
- لا بدَّ أن يُحافظ الشريكان على تجديد المشاعر بينهما، وذلك من خلال التعبير الدَّائم عن أحاسيس كلٍّ منهما نحو الآخر.
- إنَّ تبادل الهدايا ولو كانت صغيرة بين الشَّركين من شأنه أن يقوي المشاعر بين الطرفين، خاصَّةً وأنَّ الهدية تترك ي النَّفس أثرًا عظيمًا.
المراجع[+]
- ↑ سورة الرّوم ، آية: 21.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5090، حديث صحيح.
- ↑ رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7/131، لم يرو هذا الحديث عن بن عجلان عن المقبري إلا نوح بن ذكوان تفرد به عمرو بن عاصم ورواه عبد الحميد بن سليمان عن محمد بن عجلان عن بن وثيمة النصري.
- ↑ "الحياة الزوجية في هدي الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن كعب بن عياض، الصفحة أو الرقم: 2148، حديث صحيح.
- ^ أ ب "استقصاء لحل المشاكل الزوجية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أسباب مشاكل الزوجين وعلاجها"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "اختلافات شديدة بين زوجين ، فهل ننصحه بالطلاق ؟ "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 08-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "نصائح لحل المشاكل الزوجية بنجاح"، www.hiamag.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "إستفيدوا من هذه النصائح لحياة زوجية سعيدة"، www.elfann.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-02-2020. بتصرّف.