معلومات-عن-الشاعر-أبو-نواس
محتويات
شعراء العصر العباسي الأول
شَهدت الفنون الأدبية في والمتنبي، والبحتري، وأبو تمام وغيرهم الكثير ممن فاضت أفئدتهم بشعر جديد بات مهوى عقول وقلوب الأجيال، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على الشاعر أبي نواس.[١]
الشاعر أبو نواس
يعدّ الشاعر أبو نواس من أشهر شعراء العصر العباسي، وهو أبو عليّ الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، ولد عام 145هـ لأمٍ فارسية وأبٍ دمشقي، توفي والده وهو في سن صغير، فعملت والدته على تربيته والعناية به، وقامت بإرساله إلى عطار حتى يعملَ عنده أجيرًا، فتولى العطار تربيته، حيث كان يصحبه معه إلى مجالس العلم والشعر ويشحعه على التعلم والذهاب إلى الكتاب لحفظ القرآن الكريم، أضف إلى ذلك حبّه الشديد للطلاع الذي مكنه أن يصبح غزير المعرفة وملمًا بعلوم عديدة، فتناول في شعره معظم الأغراض الشعرية، من مديح وهجاء وغزل وغيرها، وقد تميز أيضًا بكثرة وصفه وحديثه عن الخمر في أشعاره حتى أنّه لقب بشاعر الخمر، حيث تميز شعره في معظمه بسهولة ألفاظه ولين عباراته وجزالة تراكيبه، وكانت وفاة الشاعر أبي نواس في 199هـ، وتم دفنه في مدينة بغداد.[٢]
التجديد في شعر أبي نواس
ممّا لا شك فيه أنّ الشاعر أبا نواس قد خلّف موروثًا شعريًا، كان حافلًا بالمفردات اللغوية القويمة بالإضافة إلى التعابير البلاغية الرصينة، وإن كان من ناحية أخرى يعاب عليه مجونه وانحرافه، فقد كان أبو نواس لديه دافعًا للتجديد والتطور، وذلك بحكم ما اجتمع لديه من عوامل خارجيّة ونفسيّة، ويمكن حصر مظاهر التجديد في شعر أبي نواس فيما يأتي:[٣]
- البنية: استبدل الشاعر أبو نواس الوقفة الطللية التي اشتهرت بالشعر الجاهلي بالوقفة الخمرية، حيث أنه تخلى عن البنية الثلاثية التي امتازت بها القصيدة الجاهلية، وثار عليها.
- الغرض: إنّ من أهم الأغراض التي استحدثها الشاعر أو نواس هو الخمرية، والحديث عن الخمر في الكثير من قصائده.
- الايقاع: لقد ركز الشاعر أبو نواس على الايقاع الداخلي للقصيدة، الذي نشأ بسبب التكرار الاستعارة في تشكيل صوره الشعرية.
الخمرة في شعر أبي نواس
لم يكن الشاعر أبو نواس أوّل من وصف الخمر، إنّما قد سبقوه لذلك شعراء كُثُر، أغلبهم كان في الجاهلية كالأعشى، لكنّ أبا نواس قد فاق سابقيه ولاحقيه جميعهم في وصفه للخمر، وذلك لأنّه تجاوز الوصف إلى اتّخاذه الخمر عقيدةً يُجاهر باعتناقها ويدعو إليها، فلم تكن الخمر عنده للهو فقط، بل اتخذها وسيلة إلى شيء من الجد، والمتأمل في شعر أبي نواس سيجد أنّ وصفه للخمر والغزل والمجون لم يكن للمتعة وحسب، بقدر ما كان رغبة منه في الجهر بالمحرّمات، وقد تميز شعره في الخمريات بسهولة ألفاظه ولين عبارته وخفة تركيبها، بالإضافة إلى سلاسة المعاني وبعدها عن التعقيد والغريب والحشو، كما أنّ له يرجع الفضل في إضافة صور شعرية جديدة على الشعر العربي بشكل عام، وتصويره للخمر بشكل خاص، ويجدربالذكر كذلك خروجه عن المألوف في تقاليد القصيدة العربية.[١]
قصائد أبي نواس
يعدّ الشاعر أبو نواس فحلًا من فحول الشعراء بشهادة كبار الأدب والشعر، وممّا يشهد على ذلك القصائد عينها التي خلفها هذا الشاعر الكبير، فقد عُدّ من أعاجيب عصره في الشعر، كونه كان يحظى بمَلَكات شعريّة بديعة، وفيما يلي سيتم استعراض بعض من نماذج شعره:[١]
- قصيدة دَعْ عَنْكَ لَوْمي:[٤]
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
- ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها
- لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
مِنْ كف ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ
- لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
َقامْت بِإبْريقِها، والليلُ مُعْتَكِرٌ
- فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة ً
- كأنَّما أخذَها بالعينِ إغفاءُ
- قصيدة يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ:[٥]
يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ، يا مَهُرها
- بالرّطلِ يأخذ منها مِلأَه ذهبا
قصّرْتَ بالرّاح، فاحْذَرْ أن تُسمِّعها
- فيحلِفَ الكرْمُ أن لا يحملَ العنبَ
إنّي بذلتُ لها، لمّا بصُرْتُ بها،
- صاعًا من الدُّرّ والياقوتِ ما ثُقِبَا
فاسْتوحشَتْ، وبكتْ في الدّنّ قائلةً:
- يا أُمُّ ويحكِ، أخشى النّار والّلهبَ
- قصيدة سألْتُها قُبْلَةً:[٦]
سألْتُها قُبْلَةً، ففزْتُ بها
- بعدَ امتِناعٍ وشِدّة ِ التَّعَبِ
فقُلتُ: باللّه يا مُعَذِبَتي جودي
- بأخرى أقضي بها أرَبي
فابْتَسَمَتْ، ثمّ أرْسَلَتْ مثلًا
- يَعْرِفُهُ العُجمُ ليسَ بالكَذِبِ:
لا تُعطِيَنَّ الصّبيَّ واحدةً،
- يَطلُبُ أُخْرَى بأعنَفِ الطَّلَبِ
- قصيدة نال مني الهوى:[٧]
نالَ منّي الهوى منالاً عجيبًا
- وتَشَكّيْتُ عَاذلي والرّقيبَا
شبتُ طفلًا، ولم يحن لي مشيبٌ
- غير أن الهوى رأى أن أشيبا
أسعديني على الزّمانِ عَريبٌ،
- إنّما يُسعدُ الغريبُ الغريبَا
وإذا جِئْتُها سَمَعْتُ غِناءً
- مُرجِعًا للفؤادِ منّي نصيبا
- قصيدة سخر الله للأمين مطايا:[٨]
سَخّرَ الله للأمِينِ مطايا
- لم تسخّر لصاحب المحرابِ
فإذا ما رِكابُهُ سِرْنَ بَرًّا،
- سار في الماءِ راكباً ليثَ غابِ
أسدًا باسطًا ذارعيه يغدو
- أهْرتَ الشِّدقِ، كالحَ الأنيابِ
لا يُعانِيهِ باللّجامِ، ولا السّوْ
- طِ، ولا غمز رجلهِ في الرّكابِ
المراجع[+]
- ^ أ ب ت "الأدب في العصر العباسي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما لا تعرفه عن أبو نواس"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "مظاهر التجديد في العصر العباسي "، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "دع عنك لومي فإن اللوم إغراء"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2019.
- ↑ "يا خاطب القهوة الصهباء"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2019.
- ↑ "سألتها قبلة"، http://www.adab.com/، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2019.
- ↑ "نال مني الهوى"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2019.
- ↑ "سخر الله للأمين مطايا"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2019.