سؤال وجواب

طرق-الحفاظ-على-البيئة


البيئة

تعرف البيئة بأنها مجموعة العوامل الفيزيائية والكيميائية والحيوية التي تؤثر على الكائنات الحية أو على المجتمع مُحَدِدةً أخيرًا عبر تدخلاتها وتأثيراتها شكله العام كمجتمع، أو حتى بقائه على قيد الحياة، والبيئة في الأصل تتكون من كل ما هو موجود طبيعيًا، فهي تدخل في الغلاف الجوي وتركيبه، وفي الغطاء المائي والنباتي أيضًا، وهي كل ما يحيط الحياة على الكوكب، فهي تدخل في التربة والهواء وما يمكن تصوره كأحد المكونات البيئية، وهي عرضةٌ للخطر نتيجةً لظروفٍ عدةٍ، وعليه فإن هذا المقال سيناقش طرق الحفاظ على البيئة.[١]

التحديات البيئية

في منظومة الحياة على كوكب الأرض، تأخذ كلمة البيئة حيزًا كبيرًا في إدراك البشر، وليس ذلك بكونها لفظةً مجردةً، وإنما بما تحويه من دلالاتٍ ومعانٍ، وعلى ذلك كله فإن للبيئة بالغ الأثر على الإنسان كما هو العكس تمامًا، ولعل أبرز التحديات البيئية هي نتاجٌ لممارساتٍ بشريةٍ في غالبها، ولهذا التأثير البشري تاريخٌ بعيدٌ، دون إغفال تأثير الطبيعة نفسها على البيئة، وللمزيد من التبيين سيسعى هذا المقال لتوضيح أهم التحديات البيئية ليخلص أخيرًا إلى طرق الحفاظ على البيئة.[١]

التلوث البيئي

باختصارٍ شديدٍ، يعرف التلوث البيئي بأنه إضافة أي مادةٍ -بأي من حالاتها الثلاث- أو حتى أي شكلٍ من أشكال الطاقة -الحرارة والصوت وصولًا إلى الإشعاعات والانبعاثات- في البيئة بسرعةٍ تفوق الوقت الذي يلزم للتخلص منها بالطرق السليمة، مثل التشتيت والتحليل وإعادة التدوير والدفن الآمن، ويشمل التلوث البيئي تلوث الهواء والماء والتلوث الأرضي والتلوث الضوئي والضوضائي، إضافةً إلى التلوث البلاستيكي، والجدير بالذكر هنا أن أكبر مساهمٍ في التلوث البيئي هو الإنسان، فردًا كان أم جماعة، نتيجة ممارساتٍ وأنشطةٍ من شأنها أن تساهم كثيرًا في كل شكلٍ من أشكال التلوث البيئي المذكورة، ولعل هذا ما يحتاج وقفةً جادةً للبحث في سبل تطبيق طرق الحفاظ على البيئة.[٢]

الاحتباس الحراري

ويعرف بظاهرة الاحتباس الحراري، إذ يمتد تاريخ هذه الظاهرة إلى حدود قرنين من الزمان وحتى الوقت الراهن، حيث تعرف بأنها زيادة متوسط درجات الحرارة، خاصةً حرارة الهواء القريب من سطح الأرض عن معدلاتها الطبيعية، ولعل أبرز الأسباب التي يمكن ذكرها هو زيادة انبعاثات الكربون في الجو حتى الوصول إلى الغازات الدفيئة، إذ عبر دراساتٍ مناخيةٍ قام بها علماء المناخ عبر سجلاتٍ مناخيةٍ، تبين من خلالها أن النشاط البشري هو صاحب الأثر الأكبر المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك منذ بداية الثورة الصناعية ولا يزال، حيث شهدت الأرض زيادات في معدلات درجات الحرارة بعد الثورة الصناعية وخصوصًا تلك التي كانت لوحِظت في النصف الثاني من القرن العشرين، وتعد هذه الظاهرة تحديًا بيئيًا خطيرًا، وهي ذات انعكاساتٍ صعبةٍ على كوكب الأرض، وللحد من آثارها فإن معرفة طرق الحفاظ على البيئة ضرورةٌ ملحّةٌ.[٣]

انقراض الأنواع

يعد انقراض الأنواع الجانب الأوضح لما يعرف بفقدان التنوع البيولوجي وحتى يكون الموضوع أقرب للفهم، ويمكن القول بأن تقديرات علماء البيئة تشير مجددًا كما في التلوث والاحتباس الحراري إلى أن الأنشطة البشرية دفعت وبشكلٍ كبيرٍ معدلات الانقراض إلى الزيادة بما يقارب 1000 ضعفٍ عن المعدل الطبيعي حسب السجلات البيئية لهذا الموضوع، والمشكلة الأساسية تتمثل في أن معدلات الانقراض تزيد بينما يجب أن تتراجع، وهناك العديد من الأنواع المهددة بالانقراض نباتاتٍ كانت أم حيوانات، وهو في نهاية المطاف خطرٌ محدقٌ بالبشر.[٤]
وفي الغالب تعد هذه التحديات الثلاث أهم التحديات البيئية لكوكب الأرض وللحياة عليه، غير أن ذلك لا يعني أن المقال حصرها بشكلٍ تامٍ، لكنه يقدم صورةً عاماً للوصول إلى مناقشة أهم طرق الحفاظ على البيئة.

الحفاظ على البيئة

هناك الكثير من المؤسسات الدولية العالمية المعنية بالحفاظ على البيئة، ولعل أبرزها وأكثرها نشاطًا ما يعرف ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة التابع للأمم المتحدة، حيث وضع البرنامج وتأسس عام 1972م في السويد، ويقع مقره في كينيا، وتغطي أنشطة برنامج الأمم المتحدة للبيئة مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالغلاف الجوي والنظم الإيكولوجية البحرية والبرية والإدارة البيئية والاقتصاد الأخضر، وأما على صعيد المجتمعات فهناك الكثير من مؤسسات المجتمع المدني المعنية بذلك أيضًا، لكن المهم هنا هو الشعور بالمسؤولية الشخصية على المستوى الفردي، فالبيئة تمس الناس جميعًا، لذا فإن معرفة طرق الحفاظ على البيئة مهمٌ للجميع، فحماية البيئة ضرورةٌ أمنيةٌ في المقام الأول.[٥]

طرق الحفاظ على البيئة

إن مجرد المعرفة لا يعني شيئًا بالضرورة، كما سبق الحديث فإن الأمر يتطلب إحساسًا شخصيًا فرديًا بالمسؤولية، وهناك الكثير من الطرق التي يمكن استخدامها للحفاظ على البيئة، وفي ما يأتي ذكر لبعض طرق الحفاظ على البيئة، خاصةً تلك التي يمكن للأفراد ممارستها:

  • ترشيد استهلاك المياه: تغطي المياه ما نسبته 75٪ من سطح الأرض، وتعد المياه عصبًا رئيسًا للحياة، وبينما توجد على الأرض هذه النسبة العظيمة منها فإن الجدير بالذكر أن أغلبها مياه مالحة، وعليه فمن الممكن القول إن هناك ثمة ندرةٌ في موارد المياه العذبة على الأرض، فإذا أدرك الناس ذلك، صار لزامًا عليهم أن يسترشدوا في استهلاكهم المائي، وأن يحافظوا على المياه نظيفةً، وعلى صعيد المياه الملوثة فإن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن حوالي 80٪ من الأمراض في الدول النامية سببها تلوث المياه.[٦]
  • تنويع الأنماط الغذائية: يمكن القول بأن تناول الأطعمة التي ترتكز على الخضراوات والمزروعات عمومًا، يساهم في زيادة المساحة الخضراء، مضيفًا بذلك فائدةً بيئية تتمثل باستهلاك وقود أقل في نقل المزروعات ورعايتها، وزيادة نسبة امتصاص النباتات لثاني أكسيد الكربون واستبداله بالأكسجين، إضافةً إلى ذلك فإن تقليل نسبة اللحوم -بأنواعها- من المائدة يعني حماية مساحات زراعيةٍ شاسعةٍ من الرعي الجائر.[٦]
  • الزراعة: بعيدًا عن توجهات الدول، فإن كل فردٍ في المجتمع العالمي يحمل مسؤوليةً تجاه البيئة، ولذا فإن إسهامه في زراعة الأشجار يساعد على صفاء الجو، وكنصيحةٍ في هذا الشأن فإنه من الأفضل زراعة أشجارٍ معمّرة، لأن مجرد الزراعة ليس إلا تأجيل لحل المشكلة فالشجر يبعث حين موته غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، كما أن زراعة الأشجار المعمرة تعطي الظل للمساكن مما يعني فاتورة تبريدٍ أقل مثلًا إلى جانب العديد من المزايا.[٧]
  • استخدام الطاقة المتجددة: يعد التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة أمرًا محببًا، نظرًا لانعكاستها الإيجابية على البيئة، فإن استخدام الطاقة المتجددة يقلل من استهلاك الوقود الأحفوري، وبالتالي توفير بيئةٍ أمنةٍ من الانبعاثات الكربونية الضارة، وتوفيٌر اقتصاديٌ مهمُ.[٧]
  • استخدام المصابيح الموفرة للطاقة، فاستخدام المصابيح الموفرة يعطي في الأساس ضوءًا أقوى، إلى جانب أنه يوفر في استهلاك الطاقة، فلو استخدم الجميع هذه المصابيح في منازلهم وشركاتهم صار استخدام الطاقة الكهربائية أقل، ما يعني حرق وقودٍ أحفوريٍ أقل وبالتالي انبعاثات كربونٍ أقل. [٧]
  • اقتناء السيارات الكهربائية أو الهجينة -تعمل بالكهرباء والوقود- واستخدام وسائل النقل العام، ولهذا أبعادٌ إيجابيةٌ عديدة، كتوفيرٍ من فواتير الطاقة على الصعيد الشخصي، والتخفيف من الاختناقات المرورية، وانبعاثاتٍ أقل في المحصلة.[٧]
  • شراء المواد المدورة وتلك القابلة لإعادة التدوير، فتلك المواد الغير قابلة للتدوير ولا التحلل ستكون عبئًا على الإنسان والبيئة معًا.[٧]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "Environment", www.britannica.com, Retrieved 23-07-2019. Edited.
  2. "Pollution", www.britannica.com, Retrieved 23-07-2019. Edited.
  3. "Global warming", www.britannica.com, Retrieved 23-07-2019. Edited.
  4. "Conservation", www.britannica.com, Retrieved 23-07-2019. Edited.
  5. "United Nations Environment Programme ", www.wikiwand.com, Retrieved 24-07-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "The 5 Most Important Things You Can Do for the Environment", www.thoughtco.com, Retrieved 23-07-2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "10 Ways You Can Improve Earth's Health", www.livescience.com, Retrieved 23-07-2019. Edited.