سؤال وجواب

معلومات-عن-المناذرة


تاريخ العرب قبل الإسلام

قَسّم المؤرّخون الرومان واليونان والغساسنة، وهذه المقالة ستقدم معلومات عن المناذرة بوصفهم مملكة سكنت الجزيرة العربية قبل الإسلام.[١]

المناذرة

يُعرف المناذرة بأنهم سلالة عربية حكمت العراق قبل الإسلام، ويعود نسبهم إلى بني لخم من تنوخ، القبيلة التي هاجرت من مأرب في اليمن، بعد خراب سد مأرب بعد وقوع "السيل العرم"، وقد هاجروا إلى العراق واتخذوا الحيرة عاصمة، وكوّنوا لهم مملكة قوية في العراق، حتى اعتبرت من أقوى الممالك العربية قبل الإسلام، التي امتد سلطانها من العراق ومشارف الشام شمالًا حتى عُمان جنوبًا، ومعها البحرين وهجر وساحل الخليج العربي، وقد استمرت مملكة المناذرة طوال الفترة من 266م- 633م، أي أنها حكمت لـ367 سنة.[٢]

احتل الفرس مملكة المناذرة في مهدها، فكانت شبه مستقلة وتابعة للفرس، إلا أنها أكملت وجودها في الحيرة وازدهرت وقويت هناك، وكانت مملكة المناذرة ذات دور تجاري وديني بارز بين الممالك العربية، من خلال صلاتها مع تدمر، والحضر، والأنباط، والقرشيين؛ فآلهة هذه الممالك كانت نفسها موجودة في الحيرة منها اللات والعزى وهبل، ويؤكد ذلك صلات جذيمة الأبرش بالملكة زنوبيا ملكة تدمر، وعلاقة ملوك الحيرة بملوك الحضر، حتى أنّ بعض المؤرخين نسبوا السلالة الحاكمة بنو لخم في مملكة المناذرة إلى ملوك الحضر في العراق، ومن الناحية التجارية، فقد كان لمملكة المناذرة سوق مشهور من أشهر أسواق العرب القديمة يقام في الحيرة وفي دومة الجندل، لتبادل البضائع والشعر والخطب والأدب، وقد لقّب ملوك المناذرة أنفسهم "بملوك العرب"، ودليله النقش الموجود على قبر الملك إمرئ القيس الأول مكتوب فيه: "هذا قبر امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم"، وقد عمل هذا الملك على تكوين أسطول بحري في البحرين، هاجم فيه مدنًا فارسية وأخضعها إلى سيطرتِه في العراق حتى نجران.[٢]

كانت الكتابة على شاهد قبر الملك امرئ القيس من أقدم الكتابات التي عثر عليها بالخط العربي الحالي، وهذا ما جعل العلماء ومن البلاذري يعتقدون أن الحيرة كانت مهد الخط العربي. أما الديانة السائدة في مملكة المناذرة فكان الدين المسيحي، مذهب المسيحية النسطورية التي ازدهرت وسهلت ترحيب الأكاسرة الساسانيين بهذه الطائفة التي تعاديها المسيحية الأرثوذكسية، عقيدة أعدائهم البيزنطيين. وقد كان للأرثوذكس آنذاك أسقفيتان عربيتان، هما: أسقفية الحيرة وأسقفية عاقولا. وقد احتل المناذرة مناصب في الرومان في معركة سمّيت "بكالينيكوم" قريب الرها في تركيا. ويذكر ابن قتيبة هذه الحرب بين المناذرة والغساسنة في "يوم حليمة" بقوله "وما يوم حليمة بسر" على شهرتها. [٢]

الأوضاع السياسية في مملكة المناذرة

بعد انتهاء حكم مملكة تدمر العربية في منطقة غرب الفرات، أخذ جذيمة الأبرش يحاول حكم تلك المنطقة، وهي آنذاك عدو شديد للفرس، وكانت الحيرة فيها مركز ملك جذيمة الذي ضم إليها هيت وعانة وبقة والأنبار، وبعد جذيمة استلم الحكم عمرو بن عدي أول ملوك المناذرة والذي شهد قيام الإمبراطورية الساسانية، وكان للمناذرة ففي ذلك الوقت جيش كبير.[٣]

جيش المناذرة تكون من خمس كتائب هي: الأشاهب ودوسر والرهائن والوضائع والصنائع. كانت "الأشاهب" من الفرس المسخرين لخدمة ملوك الحيرة، وكانت "الدوسر" مجموعة عربية مسخرة لخدمة ملوك الحيرة وكانت كتيبة قوية، ذات بأس وبطش شديد، حتى ضرب المثل فيها، فقيل "أبطش من دوسر"، وكانت الأشاهب والدوسر هما الفرقتان الرئيستين في الجيش، أما الفرق الثلاث الأخرى، فكانت "الرهائن" التي تتكون من خمس مئة رجل رهائن لقبائل العرب، ويعملون على خدمة ملوك الحيرة ثم يحل محلهم ألف آخرين في فصل الربيع، والفرقة الكتيبة الثانية وهي "الصنائع" وهم من خواص الملك من بني قيس وبني تيم اللات ابني ثعلبة الذين نذروا أنفسهم للحرب، أما كتيبة "الوضائع" فهي كتيبة مكونة من ألف مقاتل من الفرس، يتركهم ملك فارس في الحيرة لمساعدة ملوك الحيرة ونجدتهم، وكانوا يرابطون سنة ثم يستبدلون بألف آخرين مكانهم، وكانت هذه الكتائب تقيم في حصون يقال لها "المسالح".[٣]

اشتهرت الحيرة عاصمة المناذرة بصناعة الأسلحة البيضاء، كالسيوف، ونصال الروماح، والسهام، كما صنعوا المنجنيقات والقنابل الحارقة. ولأن المناذرة كانوا يسعون لتوسيع رقعة حكمهم على العرب، ضموا إلى مملكتهم شرق الجزيرة العربية، وأجزاء من نجد إلى جانب العراق، وهذا ما جعلها تخوض نزاعات مستمر مع الحميريين، لبسط النفوذ على الجزيرة العربية، وقد خاض المناذرة نزاعاتٍ مستمرة مع الحميريين، لبسط النفوذ على الجزيرة العربية، وقد خاض المناذرة معارك ذائعة الصيت في تاريخ العصر الجاهلي، ومنها: معركة "يوم حليمة" 554م التي وقعت بين المناذرة والغساسنة وانتصر الغساسنة بها، انتقاما من المناذرة لهزيمتهم في معركة قادها حاكم المناذرة المنذر الثالث، وتمكن فيها من أسر واحد من أبناء الحارث الغساني وقدمه قربانا للعزى، وتمثلت نتائج المعركة في خروج قنسرين والبيضا من تحت حكم المناذرة.[٣]

كما خاض المناذرة حروب الشام عام 563م قادها عمرو بن هند، وأرسل إلى أخيه قابوس لمواصلتها عام 566م، وجاءت هذه الحروب لتأديب الروم الذين أساؤوا إلى رسوله عندما ذهب إلى قسطنطينية لمفاوضة قيصر الروم على دفع الإتاوة. ومن حروب المناذرة "يوم السلان" و"يوم طفخة" التي وقعت بين المناذرة والعرب، وفيها اشترك المناذرة مع الفرس الساسانيين لمساندتهم، فقد ساند المنذر الأول بن النعمان الفرس وقدم لهم مساعدة قيمة في حروبهم التي ظلت مستمرة حتى الصلح الأول. وفي عام 519م خاض المنذر الثالث بن ماء السماء بدور معركة أسر فيها قائدان بيزنطيان هما "ديموستراتوس" و"يوحنا"، فأرسل البيزنطيون وفدًا من "شمعون الأرشامي" و"نص غير منسقأبراهام" والد المؤرخ نونوس و"سرجيوس" أسقف الرصافة إلى المنذر الثالث لفك أسرهما.[٣]

كما شارك المناذرة في المعارك الواقعة ضد القائد الروماني بلزاريوس، وهي معركة "نصبين" عام 530م، ومعركة "كالينيكوم" عام 531م، وقد انتهت الأخيرة بانتصار الفرس وتوقيع معاهدة سلام مع البيزنطيين الذين دفعوا جزية كبيرة، وتمكن فيها المناذرة من صد الجيوش الرومانية المتجهة إلى حرب الفرس في زمن إياس الذي وجهه الفرس لقتال الجيش الروماني في نهر ساتيدما والواقع القرب أرزن فهزمهم إياس، إومع ذلك فقد قام الفرس بقتل آخر حكام المناذرة النعمان بن المنذر غدرًا، مما أثار حمية العرب ضد الفرس، فاستبكوا معهم في معركة ذي قار عام 610م.[٣]

ملوك المناذرة

ملوك المناذرة هم ملوك الحيرة من آل نصر بن ربيعة، كان أول من حكم الحيرة من بني تنوخ، وهي قبائل من عربية جنوبية أغارت على حدود الدولة الفارسية فترة ضعفها أثناء سقوط البارثيين وقيام الساسانيين، وكانت هذه القبائل قد وصلت إلى البحرين من اليمن واستقرت فيها، ثم انتقلت إلى العراق عندما قامت الحرب الأهلية فيها في فارس أواخر عصر الدولة البارثية، فهاجرت إلى منطقة الحيرة والأنبار.[٤]

وكان اسم الملك الأول الذي حكم من بني تنوخ "مالك بن فهم" وهو من الأزد، ثم انتقل الحكم بعده إلى أخيه عمرو بن فهم، ثم انتقل بعدهما إلى جذيمة الأبرشالذي يعود في نسبه إلى العرب العاربة، وكان كما ذكر الإخباريون: "من أفضل ملوك العرب رأياً وأبعدهم مغارًا، وأشدهم نكاية، وأظهرهم حزمًا، وأول من استجمع له الملك بأرض العراق وضم إليه العرب"، وكان مقتله على يد الزباء، وتولى الحكم من بعده ابن أخته عمرو بن عدي ابن نصر بن ربيعة بن الحارث من بني نمارة من لخم، ويعتبر عمرو مؤسس الإمارة اللخمية في الحيرة، وقد كان: "منفردًا في ملكه، مستبدًا بأمره، يغزو المغازي ويصيب الغنائم، وتفد عليه الوفود دهره الأطول، لا يدين لملوك الطوائف بالعراق، ولا يدينون له"، وقد تحالف عمرو بن عدي مع الفرس ليقوي نفوذه في العراق، ولم يزل عمرو بن عدي التي حكمها حتى مات عن عمر مئة وعشرين سنة، واستمرّ ملكة على الحيرة 55 سنة.[٤]

تولّى الملك بعد عمرو بن عدي ابنه امرؤ القيس البدء الذي حكم 114 سنة، وكان امرؤ القيس بن عمرو أول من تنصر من ملوك الحيرة، وجاء بعده عدد من الملوك اللخميين، الذين لم يتغف المؤرخين على أسمائهم وتتابع حكمهم أو مدة حكمهم، ولكم يبدو أن حكمهم امتد في الفترة بين النصف الأول من القرن الرابع ونهايته، وفي مطلع القرن الخامس، يأتي اسم النعمان الأول الذي حكم في الفترة ما بين 390- 418م، وقد عُرف باسم النعمان السائح؛ لأنه ترك ملكه في أواخر أيام حكمه، وخرج مستخفيًا لابسا المسوح هاربًا لايعلم به أحد. وقد ذكر عنه أنه كان محاربًا قويًا ورجلًا حازمًا، اشترك في معارك كثيرة مع عرب الشام، وكان يستخدم فيها كتيبتي الدوسر والشهباء، كما ينسب إليه بناء قصر الخورنق.[٤]

تبع المنذر الأول في الحكم أباه النعمان الذي كان مقربًا من كسرى يزدجرد، الذي شرّفه وأكرمه كما ذكر الطبري، ومنحه الملك على العرب، وكان له دور فاعل في الحرب بين الروم والفرس في عهد بهرام بن يزدجرد. ثم جاء المنذر بن ماء السماء من ملوك المناذرة 512-554م، نسب لأنه ماء السماء مارية بنت عوف ابن جشم بن هلال بن ربيعة من بني النمر بن قاسط، التي اشتهرت بجمالها، وقد كان للمنذر ضفيرتين من شعره. تزوج المنذر من هند بنت عمرو بن حجر آكل المرار الكندي، وأنجبت له عدة أولاد منهم عمرو بن هند نسبة إلى أمه، كان من أهمها الحرب التي خاضها المنذر إلى جانب حلفائه الفرس حرب استطاع فيها التوغل في أنطاكيا سنة 529م، ومنها دخل إلى الأراضي البيزنطية في آسيا الصغرى، وأحرق فيها عددًا من المدن والقرى من بينها مدينة خلقدونية.[٤]

حكم عمرو بن هند من ملوك المناذرة بعد أبيه المنذر 554 -574م، وقد وقعت بينه وبين عمرو بن كلثوم التغلبي، وهو شاعر جاهلي من الطبقة الأولى من أصحاب المعلقات، من الطبقة الأولى، ولد في الجزيرة العربية في نجد وتجوّل في الشام والعراق.[٨]

  • النابغة الذيباني: وهو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، أبو أمامة، لقب بالنابغة لنبوغه في الشعر.[٩]
  • طرفة بن العبد: وهو أبو عمرو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، شاعر جاهلي عربي من شعراء الطبقة الأولى ومن أصحاب المعلقات.[١٠]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "تاريخ العرب قبل الإسلام"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "مناذرة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج "مناذرة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "مملكة المناذرة"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  5. "إليا الحيري"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 20011-2019. بتصرّف.
  6. "موسى بن نصير"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  7. "عبيد بن الأبرص"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  8. "عمرو بن كلثوم"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  9. "النابغة الذبياني"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  10. "طرفة بن العبد"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.