سؤال وجواب

معلومات-عن-إن-وأخواتها


الجملة الاسمية

الكلام في اللغة العربيّة له أقسام، وهي: الاسم والفعل والحرف، واجتماع هذا الكلام في جمل ذات معنى واضح يسمى جملة، والجملة أيضًا تقسم إلى جملة فعلية وجملة اسمية، والكلام في هذا المقال سيختص بما له علاقة بالجملة الاسمية وتفاصيلها، ومن المعروف أن الجملة الاسمية هي التي تبدأ باسم ويُطلق عليه المبتدأ، ومن بعده الخبر وهو الذي يتمم معنى الجملة الاسمية، وممّا هو جدير بالذكر أن الجملة الاسمية قد يغيرها طارئ أو يدخل عليها بعض الحروف أو الأفعال التي تؤثر في معانيها وفي إعراب مفرداتها، ومن هذه الحروف إن وأخواتها، وهذا المقال سيبين بالشرح والتفصيل ما هو عمل إن وأخواتها.[١]

إن وأخواتها وعملها

عند بدء الشرح والتفصيل في إنّ وأخواتها، لا بُدّ من معرفة الأحرف التي تسمى بأخوات إنّ، وهي إن، أن، كأن، ليت، لعل، لكنّ وهي كلها حروف مشبهة بالفعل، ولكل واحد من هذه الحروف دلالة تغير معنى الجملة، ويُستعمل حسب سياق الكلام، ولكن الأمر المشترك بين هذه الأحرف المشبهة بالفعل والتي تُسمى إن وأخواتها، أنها تختص بالدخول على الجملة الاسمية المكونة من المبتدأ والخبر، فتنصب المبتدأ الذي كان بالأصل مرفوعًا، وتغير اسمه ويصير اسمه اسم إنّ وأخواتها، وترفع الخبر ويسمى خبرها.[٢]

وبعض العلماء يبين في كتب النحو أن الخبر بقي مرفوعًا ولم يتغير، والبعض الآخر يقول إن الرفع هو غير ذلك الرفع الذي كان عليه الخبر قبل دخول إن وأخواتها على الجملة؛ إذ إنه كان مرفوعًا لأنه خبر المبتدأ، أما بعد دخول الأحرف المشبهة بالفعل صار مرفوعًا بسبب الأحرف المشبهة بالفعل، والذي يهم الدارس والباحث أن اسم الأحرف المشبهة بالفعل منصوب، بينما خبرها مرفوع.[٢]

إن وأخواتها ودلالاتها

بعد معرفة الأحرف المشبهة بالفعل، وعملها والتغييرات التي تطرأ على الجملة الاسمية بسببها يمكن الانتقال إلى معاني هذه الأحرف المشبهة بالفعل، وما الدلالة التي تفضي إليها عند استعمال واحد منها دون غيره في الجملة الاسمية، ويمكن البدء بالحرف الأول وهو "إنّ" فهذا الحرف هو أول الحروف المشبهة بالفعل، ويقال إنه يفيد التوكيد والقوة في التعبير عن الفكرة، وكذلك الأمر مع الحرف الثاني وهو "أنّ" يفيد التوكيد ولكن بشكل أخف من إنّ، ومن الفوارق بينهما أن الحرف المشبه بالفعل "إنّ" يأتي في ابتداء الكلام، أما "أنّ، فلا يصح الابتداء به.[٣]

والحرف الثالث "كأنّ" يفيد التشبيه والتمثيل قيستخدمه المتكلم عندنا يريد أن يشبّه شيئًا بشيء آخر، و"لكنّ" تفيد الاستدراك أي الإعراض عن كلام سابق أو تعديل فكرة سابقة، وهذا يعني أنها أيضًا لا تستعمل في بداية الجملة؛ إذ لا بد أن تسبق بكلام قبلها، "ليت" تفيد في الجملة معنى التمني وهذا فيه نوع من طلب الشيء المستحيل الحصول، بخلاف "لعل" التي تفيد الترجي وفيها معنى الرجاء والأمل بطلب شيء ممكن الحصول؛ ولذلك يُفضل استعمال الترجي على التمني لما فيه من تفاؤل واستبشار بتحقق الرجاء المطلوب.[٣]

تسمية إن وأخواتها بالأحرف المشبهة بالفعل

إنّ الأحرف الناسخة التي تدخل على الجملة الاسمية والتي تحدث هذا المقال عنها بالتفصيل لها اسم آخر في اللغة العربية ومصادر النحو والإعراب، وهو الأحرف المشبهة بالفعل، وهذا الاسم أُطلق عليها لكونها تشبه الفعل في نواحٍ عدة، وهي أنها أولًا كلها مبنية على الفتح كما هو حال الفعل الماضي إن لم يتصل به شيء، حتى في إعرابها يُقال: حرف مشبه بالفعل مبني على الفتح الظاهر على آخره.[٤]

والأمر الآخر الذي تشبه الفعل فيه هو أنها تعمل في الجملة الاسمية بالنصب والرفع كما هو حال الجملة الفعلية التي تبدأ بفعل والذي يكون المفعول به المنصوب بعده متقدمًا على الفاعل، والأمر الثالث الذي يجعلها شبيهة بالفعل أنها تحمل معاني الأفعال؛ أي الحرف إن يحمل معنى الفعل أكّد، الحرف لعل يحمل معنى الفعل رجا، وليت بمعنى تمنى، ولكنّ بمعنى استدركَ، لكأن بمعنى شبّه، ولهذه الأسباب أطلق علماء النحو على هذه الحروف اسم الأحرف المشبهة بالفعل.[٤]

أمثلة عن إن وأخواتها

في ختام هذا المقال وبعد أن صارت أغلب المعلومات المتعلقة بإنّ وأخواتها واضحة من ناحية عملها ودلالتها، وسبب تسميتها بالأحرف المشبهة بالفعل لا يبقى إلا أن تُعرض أبرز الشواهد والأمثلة التي استُعملت فيها هذه الأحرف، وذلك في مختلف أنواع الكلام من القرآن الكريم والشعر العربي والنثر الفصيح، واختلاف الحالات والأشكال التي جاءت فيها هذه الأحرف واسمها وخبرها، وهذه الأمثلة والشواهد تكاد لا تعد ولا تحصى، ويمكن عرض البعض منها، مثل:

  • قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[٥]
  • قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}[٦]
  • قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}[٧]
  • قوله تعالى: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا}[٨]
  • قول أبي العتاهية:[٩]

فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْمًا

فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ
  • قول امرئ القيس:[١٠]

كَأَنَّ قُلوبَ الطَيرِ رَطبًا وَيابِسًا

لَدى وَكرِها العُنّابُ وَالحَشَفُ البالي
ومما هو جدير بالذكر أنّ ما ورد ذكره من شواهد من القرآن الكريم والشعر العربي تنوعت فيها أشكال اسم الأحرف المشبهة بالفعل، وكذلك أشكال الخبر، فتارة يكون الاسم ضميرًا متصلًا والخبر اسمًا مفردًا، وتارة يكون الخبر جملة فعلية في محل رفع خبر، وتارة يكون جملة اسمية، وهذه الأشكال هي مشابهة كلّ الشَّبَه لأشكال المبتدأ والخبر في حالهما العادي؛ أي قبل دخول الأحرف المشبهة بالفعل عليهما، وما ينطبق عليهما من أحكام ينطبق على اسم الأحرف الشبهة بالفعل وخبرها.

المراجع[+]

  1. "جملة اسمية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "شرح إن وأخواتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب " معنى مفردتا إنّ- أنّ‌ "، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "الأحرف المشبهة بالفعل"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019. بتصرّف.
  5. سورة الأحزاب، آية: 56.
  6. سورة الكهف، آية: 6.
  7. سورة النازعات، آية: 46.
  8. سورة مريم، آية: 23.
  9. "بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019.
  10. "ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019.