إعراب-إن-وأخواتها
إن وأخواتها
يُطلق على إنّ وأخواتها اسم الأحرف الناسخة، وهذه الأحرف مجموعة من الحروف المشهورة باللغة العربية، وتسمَّى أيضًا الأحرف المشبهة بالفعل، وهذه الأحرف إذا دخلت على المبتدأ والخبر فإنَّها تنصبُ المبتدأ، وترفعُ الخبر، أما إذا دخلت على الجمل الإسمية فإنها تنسخها، والجدير بالذكر أنَّ المبتدأ يسمّى اسمها، أما الخبر فيُسمَّى خبرُها، كأنْ نقولَ: اسم إنَّ منصوب، وخبر إنَّ مرفوع، والجدير بالذكر أيضًا أن الكثيرين يعقدون مقارنة ما بين إعراب إن وأخواتها وإعراب كان وأخواتها، لكن الفرقَ أنَّ إعراب إن وأخواتها حروف، وكان وأخواتها أفعال، وهذا المقال مخصّصٌ للحديث عن إعراب إن وأخواتها.
أحرف إن وأخواتها
يبلغُ عدد أحرف إن وأخواتها سبعة أحرف، ولا بدَّ لكلِّ طالبِ علمٍ أنْ يكون على دراية بأحرف إنّ وأخواتها، وإعراب إن وأخواتها أيضًا، وأحرف إنّ وأخواتها هي كما يأتي مع معانيها:
- إنّ وأنَّ: وتُستخدمان للتوكيد، أي إنَّ معناهما واحد، والفرق بينهما: أنَّ (إنَّ) بكسر الهمزة تبدأُ بها الجملة، وهي مع اسمها وخبرها كلامٌ تامٌّ، بخلافِ (أنَّ) بفتح الهمزة؛ فإنَّها لا بدَّ أن يسبقَها كلامٌ، كما أنها تعدُّ مع اسمِها وخبرِها في حكم المفرِد؛ كقوله تعالى في القرآن الكريم: "أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ"،[١]، ولإفادتهما التوكيد يقال فيهما عند إعرابهما: حرف توكيد، وتُكسرُ همزة (إنّ)، بعد القول، وبعد إذ، وبعد حيث، وبعد اسم الموصول.
- كأنّ: وتستخدم للتشبيه، وهي تدل على تشبيه المبتدأ بالخبر؛ كقول الله عز وجل: "كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ" [٢]، وقولُهُ سبحانَهُ وتعالى: "كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ"، [٣].
- لكنَّ: وهي تفيد الاستدراك، والاستدراك هو: اتباع وتعقيب الكلام السابق بنفي ما يتوهَّم ثبوته؛ نحو: زيد عالم، فيوهم ذلك أنه صالح لملازمة الصلاح للعلم، فتقول: لكنَّه فاسق، ومن الجدير بالذكر أنَّ (لكنّ) لا تأتي في بداية الجملة أبدًا.
- ليت: وتُستخدم للتمني؛ والتمنِّي هو طلب الشيء المحبوب المستحيل حدوثه؛ أو العسير تحققه؛ كقول مَن يريد الحج وليس لديه مال: "ليت لي مالًا فأحجَّ منه"، فإنَّ حُصول المال ممكن، ولكن فيه عُسر، كقول أبي العتاهية: ألا ليتَ الشباب يعود يومًا فأُخبِرَهُ بما فَعَلَ المشيبُ
- لعلّ: تُستخدمُ للترجي، والترجِّي: هو طلب الأمر المحبوب، ولا يكون هذا إلا في الممكن الميسور التحقُّق؛ كأنْ يُقال: "لعلَّ زيدًا يقدم غدًا، ومن المعروف أنّ زيد قريب المجيء غدًا بإذن الله تعالى، ومن ذلك قولُ الله تعالى: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ"، [٤]. وتستخدم لعلَّ أيضًا في الإشفاق والتوقّع، أي انتظار وقوع الأمر المكروه في ذاته؛ كأنْ يُقال: لعلَّ زيدًا هالكٌ، وهنا ليس الرجاء أنْ يكونَ زيدٌ هالكًا، ولكنَّه توقُعٌ بهلاك زيد، ومن ذلك قول الله تعالى: "لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ" [٥].
- لا: وهي لا النافية للجنس، وقد تعمل لا النافية للجنس عمل إنّ في بعض الحالات، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمّى خبرها. [٦].
إعراب إن وأخواتها
إنَّ القاعدةَ الأساسيّة في إعراب إن وأخواتها تكون كما يلي: تُعرب إنَّ وأخواتُها بأنَّها حرف نصب على الفتح، وكما ذكرنا سابقًا فإن حروف إنَّ تدخل على المبتدأ فتنصُبُهُ ويُسمَّى اسمُها، وتدخلُ على الخبر فترفَعُهُ ويسمَّى خبرُها، حيث إنَّه من ضمنِ أحكامِها أنَّ الاسمَ يتقدَّمُ على الخَبرِ، ولكن لأنَّ لكل قاعدةٍ ما يشذُّ عنها، فإنَّهُ في بعض الأحيان يتقدم خبر إنَّ على اسمها، وهذا في حالة شبه الجملة، أي أنْ تتكون الجملة من ظرف أو جار ومجرور، ومن الأمثلة على طريقة إعراب إنّ وأخواتها، إعراب جملة "إنَّ الحياةَ جميلةٌ" الذي يكون كما يأتي:
- إنّ: حرف نصب واستقبال ومصدر مبني على الفتح يدخل على الجملة الاسمية فينصب المبتدأ اسمًا له ويرفع الخبر خبرًا له.
- الحياة: اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبهِ الفتحةُ الظاهرة على آخرِهِ.
- جميلة: خبر إنَّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخرِهِ.
وإعراب جملة: "كأنَّ الوردتينِ ذابلتانِ":
- كأنَّ: حرف تشبيه و نصب مبني على الفتح.
- الوردتين: اسمَّ كأن منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى، والنون عِوضًا عن التنوين في الاسم المُفرد.
- ذابلتانِ: خبر كأنَّ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، والنون عِوضًا عن التنوين في الاسم المُفرد.
وإعراب جملة "ليتَ الموظفينَ مخلصون":
- ليت: حرف ناسخ مبني على الفتح ينصب المبتدأ ويرفع الخبر.
- الموظفين: اسم ليت منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوضًا عن التنوين في الاسم المفرد.
- مخلصون: خبر ليت مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عِوضًا عن التنوين في الاسم المُفرد.
وإعراب جملة "لا موظفٌ متقاعسٌ في العمل":
- لا: نافية للجنس تعمل عمل إنّ، وهي حرف ناسخ ينصب المبتدأ ويرفع الخبر.
- موظف: اسم لا النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة؛ لأنه لم يوجد إحدى حروف العلة.
- متقاعس: خبر لا النافية للجنس مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخرِهِ.
- في: حرف جر.
- العمل: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخرهِ. [٧].
بعدَ التعرّف على إعراب إن وأخواتها لا بدّ من ذكرِ بعض الحالات الإعرابية التي قد تردُ مع إنّ وأخواتها، ومن هذه الحالات:
- دخول لام التوكيد على جملة إنّ: إذا دخلت (إنّ) على مبتدأ مقترن بلام التوكيد، زُحلِقت اللام فأُخِّرت وجوبًا، وقد تحقّق ذلك في الآية القرآنية: "إنّ ربي لَسَميع الدعاء" [٨]، إذ كان الكلام مبتدأً وخبرًا "ربي سميع"، ثمّ أُكِّد بلام الابتداء "لَرَبي سميع"، ثم أُكِّد مرة أخرى بـ (إنّ) فاجتمع أداتا توكيد هما: (إنّ + اللام) وهذا ممتنع، فزُحلقتِ اللامُ إلى الخبرِ على الشكل الآتي: (إنّ ربي لسميع)، فالقاعدة أنّهما إذا التقتا زُحلِقت اللام إلى الخبر، اسمًا كان الخبر أو فعلًا، كما جاء في الآية الكريمة: "إنّ ربك لَيَحكم بينهم" [٩].
- دخول ما الزائدة على إنّ: إذا اتصلت (ما) الزائدة، بالأحرف المشبهة بالفعل كفّتها عن العمل فعاد الكلام مبتدأً وخبرًا. كما وردَ في الآية القرآنية الكريمة: "قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلَهٌ واحد" [١٠]، في الآية نموذجان من ذلك: الأول: (إنَّما أنا بشرٌ)، فقد اتصلت (ما) بـ (إنّ) فكفّتها عن العمل، فعادت كلمة (أنا) مبتدأً، وكلمة (بَشَرٌ) خبرًا للمبتدأ، والثاني: (أنما إلهكم إلهٌ)، وهي ذات الحالة تمامًا.
- تقدُّم خبر إنّ على اسمها: كما في قولِهِ تعالى: "إنّ فيها قومًا جبّارين"، [١١]، فكلمة (قومًا) هنا اسم إنّ وقد تأخر، وتقدّم عليه خبرها، وهو شبه الجملة (الجار والمجرور، فيها)، والقاعدة تقول: إنَّ خبر الحرف المشبه بالفعل لا يتقدَّم على اسمهِ، إلاّ أنْ يكون الخبر شبه جملة فيجوز أن يتقدّم.
- تخفيف إنّ إلى إنْ: كما في الآية الكريمة: "وإنْ يكادُ الذين كفروا لَيُزلِقونك بأبصارهم" [١٢]، (إنْ) مخففة مِن (إنّ) ومتى خُفِّفت أُهمِلت ولزمتْها اللامُ الفارقة، الواردة في كلمة (ليزلقونك) وذلك في العربية كثير جدًا. [١٣].
المراجع[+]
- ↑ {البقرة: الآية 77}
- ↑ {الطور: الآية 24}
- ↑ {القمر: الآية 7}
- ↑ {غافر: الآية 36}
- ↑ {الشورى: الآية 17}
- ↑ شرحُ إنّ وأخواتها, ، "www.alukah.net "، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-09-2018، بتصرُّف
- ↑ إعراب إن وأخواتها, ، "www.analbahr.com "، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-09-2018، بتصرُّف
- ↑ {إبراهيم: الآية 39}
- ↑ {النحل: الآية 124}
- ↑ {الكهف: الآية 110}
- ↑ {المائدة: الآية 22}
- ↑ {القلم: الآية 51}
- ↑ من أدوات اللغة العربية, ، "www.diwanalarab.com "، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-09-2018، بتصرُّف