سؤال وجواب

معلومات-عن-الإبل


الحيوانات الصحراوية

تتميز البيئة الصحراوية بدرجات الحرارة المرتفعة ورمالها الساخنة وقلة النباتات والأشجار فيها؛ نظرًا لقلة كميات مياه الأمطار الساقطة فيها، لذلك تجد ظروف الحياة صعبة والحياة فيها تحتاج إلى التأقلم على طبيعة الحياة القاسية فيها، ولا يسكنها إلا البدو الذين استطاعوا التأقلم مع طبيعتها الجغرافية وقلة والزواحف والعناكب والفئران، وفي هذا المقال سيتم تقديم معلومات عن الإبل.[١]

الإبل

الإبل أو الجمل هو من الحيوانات البريّة التي تُصنّف ضمن الثدييات، والتي تعيش في صحراء القارة الأفريقية والقارة الآسيوية، ولقبّها الناس بسفينة الصحراء؛ لأنها تستطيع التكيّف مع البيئة الصحراوية وتتحمل العطش وقلة المياه لفترات طويلة، كما أنها تستطيع المشي على رمال الصحراء بكل سهولة، ويُغطي جسم الإبل الوبر الذي يحميها من البرد القارس في الصحراء ليلًا، ويستفيد الإنسان من حليبها ولحومها في شرابه وطعامه، ولها أربعة قوائم كبيرة وطويلة وذيل متوسط الطول، ويتميز جسم الإبل بوجود السنام على ظهره، وهي عبارة عن كتلة كبيرة من الدهون، واعتمادًا على وجودها يُصنف الإبل إلى نوعين هما:[٢]

  • الإبل العربي: الذي يوجد له سنام واحد فقط، ويعيش في شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا.
  • الإبل ذات السنامين: والتي تعيش في آسيا الوسطى.

كما تتميز الإبل بقدرتها على إغلاق خياشيمها حتى تمنع دخول الرمال إلى أجسامها، كما أن لديها صفّين من الرموش الطويلة؛ لحماية أعينها من الرمال أثناء العواصف الرملية، وتكون أقدام الإبل كالحوافر ذوات الأصابع وتكون مُبطّنة حتى تتحمل الحرارة العالية للرمال أثناء النهار، ويصل طول الإبل في العادة ما بين 6 إلى 7 أقدام إلى الرأس وطولها العرضيّ من 9 إلى 11 قدمًا، ويتراوح وزنها ما بين 800 إلى 2300 باوند، كما أن لها رقبة طويلة جدًا ومعوّجة للأسفل وشفاه كبيرة أيضًا وأسنان مسطحة لطحن الأعشاب التي تتناولها؛ حيث إنها من الحيوانات التي تتناول الأعشاب فقط، وتعيش الإبل بمتوسط فترة حياة ما بين 15 إلى 50 سنة.[٣]

تكاثر الإبل

تتكاثر الإبل عن طريق الولادة، ولا يوجد موسم محدد للتزاوج‘ إذ يمكن أن يحدث التزاوج بين الذكر والأنثى على مدار العام، وتصل مدة حمل أنثى الجمل من 12 إلى 14 شهرًا، وتلد مولودًا واحدًا في كل مرة، وفي بعض الأحيان الاستثنائية يمكن أن تلد توأمًا، وتُربي الجمل الأم صغيرها في مكان خاص لتربية الصغار وتُرضعه من حليبها بعيدًا عن القطيع، ويُطلق على صغير الإبل العِجل، ويستطيع صغير الجمل الوقوف على قدميه والمشي خلال 30 دقيقة من ولادته، وتنضم الأم وصغيرها إلى القطيع بعد حوالي أسبوعين من الولادة، وعند بلوغ الإبل عمر 7 سنوات تكون بالغة تمامًا وقادرة على التزاوج والإنجاب، وتُفضّل الإبل أن تعيش معًا على شكل مجموعة تُسمى القطيع، ويكون هذا القطيع تحت أمر ذكر إبل واحد يُسمى القائد والذي يقوده من مكان إلى آخر، وتُعد حيوانات الإبل من الحيوانات الاجتماعية جدًا والتي تقوم بإطلاق التحية لبعضها البعض بواسطة النفخ عن طريق شفاهها الكبيرة في وجوه بعضها البعض.[٤]

تكيّف الإبل مع البيئة

لا تقوم الإبل بتخزين الماء مباشرةً في سنامها، بل تقوم بتخزين الدهون التي تقوم بحرقها والاستفادة منها عند عدم وجود المياه أو الأعشاب للبقاء على قيد الحياة، فحجم السنام يتغير مع كمية الدهون المخزّنة فيه، ويستطيع الجمل التكيّف مع البيئة الصحراوية بشكل مناسب جدًا، ويمكن ذكر طريقة تكيّف الجمل مع البيئة على شكل نقاط كما يأتي:[٥]

  • عدم شرب الماء لمدة عشرة أيام وتحمّل العطش، وعندما يشرب الجمل الماء يمكن أن يشرب حوالي 200 لترًا من الماء خلال ثلاث دقائق، وتتكيّف خلايا الدم الحمراء في جسمه فتكون بيضاوية الشكل لتتحمل الضغط الأسموزي العالي عند شربه للماء دون التّعرض للتمزق.
  • لا تتعرّق الإبل، وعندما تكون درجة حرارة محيطها 49 درجة مئوية فإن أي عرق يمكن أن يحدث يتبخر تلقائيًا.
  • الحفاظ على درجة حرارة المخ، عن طريق فقدان أقل كمية من السوائل الممكنة، وكذلك تحتوي الأبل على مجموعة من الأوردة والشرايين المتقاربة جدًا من بعضها البعض، والتي تستخدم التدفق المعاكس للدم لتهدئة المخ.
  • عند تنفس الإبل يتم حصر بخار الماء في أنفه، فيتم إعادة امتصاصه من قبل الجسم كوسيلة لحفظ المياه.
  • تحول لون وبر الإبل إلى اللون الفاتح خلال فصل الصيف، فيُساعد على عكس حرارة الشمس وتجنب حروق الشمس أيضًا.
  • وجود الأرجل الطويلة يُساعد في الحفاظ على جسم الإبل بعيدًا عن الأرض، وبالتالي عدم التأثر بارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.
  • وجود بطانة جلدية سميكة في افواه الإبل، والتي تُساعدها في تناول النباتات الصحراوية الشائكة ومضغها.

أهمية الإبل للإنسان

الإبل من المخلوقات القليلة التي اعتمد عليها الإنسان بشكل كبير منذ القدم، وقد كان اقتصاد الإنسان البدوي يعتمد اعتمادًا كاملًا على إنتاج الإبل من الحليب واللحم، وحتى وبر الجمل كان يُستخدم لصنع القماش للملابس ولبيوت الشَعر، وساعدت الإبل الإنسان على التنقل بركوبها من مكان إلى آخر، وقد ساهم ذلك في زيادة الثقافة والوعي عند الناس والاعتماد على الذات، ومن شدة اهتمامهم بالإبل فقد ذكروها في أشعارهم وتغنّوا بكثرتها وقدرتها على التحمل، وحتى في القرآن الكريم تم ذِكر الإبل بقوله سبحانه وتعالى-{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}[٦]، ولم تقِل أهميتها للإنسان في العصور الحديثة أيضًا، فكان يستخدمها الإنسان في التجارة فكانت القافلة تتكون من الإبل فقط، التي تستطيع حمل البضائع وتتحمل أوزانها الثقيلة، والتي كانت الوسيلة المهمة لنقل الركاب والبضائع بين الدول المختلفة في كل من آسيا وأفريقيا والركيزة الأساسية للاقتصاد في تلك الدول، والتي بدأت من خلالها نمو المدن وازدهار التجارة وزيادة الثروة المالية لأصحابها ووصولهم إلى المناطق البعيدة جدًا، ولا تزال إلى اليوم أهمية الإبل كبيرة ومؤثرة في بعض الاقتصادات المحليّة، وتُربّى بكثرة بسبب لحومها وحليبها وحتى جلودها، وفي أواخر القرن العشرين تم استخدامها في سباقات الهجن خصوصًا في مناطق شبه الجزيرة العربية.[٢]

المراجع[+]

  1. "Desert", www.en.wikipedia.org, Retrieved 07-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "camel", www.britannica.com, Retrieved 07-10-2019. Edited.
  3. "Camel Facts", www.thoughtco.com, Retrieved 07-10-2019. Edited.
  4. "Camels: Facts, Types & Pictures", www.livescience.com, Retrieved 07-10-2019. Edited.
  5. "Camel", www.wikiwand.com, Retrieved 07-10-2019. Edited.
  6. سورة الغاشية، آية: 17.