سؤال وجواب

فضل-إماطة-الأذى-عن-الطريق


الصدقة

تتعدد أبواب الخير في الإسلام ووسائل القربة من الله -عزَّ وجلَّ- ونيل رضاه، ومن هذه الأبواب باب الصدقة، والصدقة هي العطيَّة التي يقدِّمها المسلم إلى غيره ويُبتغى بها وجه الله -عزَّ وجلَّ-، ومن نعم الله على الإنسان أن جعل للصدقة أنواعٌ عدِّة ولم يجعلها تقتصر على تقديم المال؛ليختار الإنسان ما يقدر على تقديمه منها ولا يُحرم الفقير وغيره من أجر الصدقة،[١] وقد جاء الحديث الشريف مبينًا بعض الصدقات حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ"،[٢] فإماطة الأذى كما بيَّن الحديث الشريف نوعٌ من أنواع الصدقة؛[١] لذلك سيتم تخصيص الحديث عن هذا النوع من الصدقات وفضل إماطة الأذى عن الطريق.

إماطة الأذى عن الطريق

هي شكلٌ من أشكال الصدقة،[١] حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وإماطتُه الأذى عن الطريقِ صدقةٌ"،[٣] والمراد بها إزالة كل ما يُؤذي المارَّة من شوكٍ ونحوه وهي سنة مستحبَّة، وقد ترتفع إلى درجة الوجوب كطمس البئر الموجود في وسط الطريق ويُخشى على أحدٍ الوقوع به، ومما دلَّ على استحباب إماطة الأذى عن الطريق بعض الأدلة الشرعية[٤] ومنها حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "الإيمانُ بضعٌ وسبعون شعبةً ، أعلاها قولُ لا إله إلا اللهُ ، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريقِ"،[٥] وإماطة الأذى فعلٌ بسيط لا يحتاج إلى جهدٍ، ولا بدَّ من التنويه على أنَّ من لا يستطيع فعل ذلك يكفي منه عدم إلقاء الأذى في طريق الناس.[٦]

فضل إماطة الأذى عن الطريق

حثَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على التعاون والمشاركة المجتمعية، ورتَّب على ذلك الأجر العظيم ليسعى كلُّ إنسانٍ إلى فعل الخير ولا يركن على أخيه المسلم، ومن هذه الأعمال التي رتَّب عليه جزيل الثواب إماطة الأذى عن الطريق،[٦] فمن فضل إماطة الأذى عن الطريق ما يلي:

  • أحد أفضل أعمل الأمَّة،[٧] حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عُرِضتْ عليَّ أعمالُ أُمَّتي حسنُها و سيِّئُها فوجدتُ في محاسنِ أعمالِها أنَّ الأذَى يُماطُ عن الطريقِ، ووجدتُ في مساويءِ أعمالِها النُّخاعةُ في المسجدِ لا تُدفَنُ".[٨]
  • سبب في مغفرة الذنوب،[٦] ودليل ذلك حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بينَما رجُلٌ يمشي بطريقٍ وجَد غُصْنَ شوكٍ على الطَّريقِ فأخَذه فشكَر اللهُ له فغفَر له".[٩]
  • سبب لدخول الجنَّة والتنعُّم بملذَّاتها،[١٠] ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ ، في شجرةٍ قطعَها من ظهرِ الطريقِ ، كانت تُؤذي النَّاسَ".[١١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت "الصدقة في الإسلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2989، حديث صحيح.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 5243، حديث صحيح.
  4. "أماطة الأذى عن الطريق هل هو سنة مستحبة أم واجبة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
  5. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7/9، حديث صحيح.
  6. ^ أ ب ت "سُنَّة إماطة الأذى عن الطريق "، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
  7. "إماطة الأذى عن الطريق"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 170، حديث صحيح.
  9. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 536، حديث أخرجه في صحيحه.
  10. "إماطة الأذى عن الطريق"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5134، حديث صحيح.