فترة-الخطوبة-وكيفية-التعامل-معها
مفهوم الخطوبة
يتم تعريف مصطلح الخطوبة أو الخِطبة بكسر الخاء بأنّه وعد للزواج، وأنّه اتفاق بين طالب الزواج و ولي أمر المطلوبة، على الزواج بعد مدّة متفق عليها، ويتمّ ذلك بالإشهار، أما تعريفها اصطلاحًا، فهو: الفترة الزمنية التي تأتي قبل الزواج وتلي عقد القران، وقد شرع الإسلام الحنيف فترة الخطوبة حتى يتمكن كلا المخطوبين من فهم بعضهما والتعرّف على طبع كلّ منهما، وتعرف الخطبة في بعض الأعراف بأنها تسبق القران، وفي بعض الأعراف، يتم عقد الزواج مقترنًا مع الخطوبة، ولكن لا يتم الدخول إلا بعد الزواج، وذلك حسب العرف، وتُعدّ فترة الخطوبة وكيفية التعامل معها من أجمل فترات الفتيات والشباب، وتاليًا تذكر فترة الخطوبة وكيفية التعامل معها.[١]
شروط صحة الخطبة
بعد ذكر تعريف مصطلح الخطوبة أو الخِطبة، وأصل فكرتها، يتمّ الآن إفراد الحديث عن شروط صحة الخطبة وليكون عقد القران صحيحًا تامًّا؛ يجب أن لا يخلو من تلك الشروط، وذلك أسلم وأنفع، وكلّه من حكمة الله تعالى، وتاليًا تُذكر شروط صحة الخِطبة:[١]
- أن لا تكون محرمة عليه تحريمًا أبديًا لا مؤقتًا، مثل تحريمها عليها بالمصاهرة أو النسب أو الرضاعة.
- أن لا يكون طلب عقد القران في إحرام من حج أو عمرة.
- أن لا تكون مخطوبة من شخص آخر.
- يجوز للخاطب أن يرجع عن خطبته إن كان الرجوع لوجود شيء لم يُعلم من قبل، كاكتشافه فيها عيبًا يمنعه عن قرار التزوّج بها، لأنّ الخطوبة لا تعدو كونها وعدًا بالقران، وليس أحد من الخاطبين ملزمًا بإكمال مسيرة الخطبة، فيحق لكل من الخاطبين الترك دون إلزام أيّ منهما للآخر بإتمام الزواج.
- أن لا تكون زوجة أحد الأزواج أو معتدته.
فترة الخطوبة وكيفية التعامل معها
بعد ذكر شروط صحة الخطوبة، والتي لا يتمّ عقد الزواج إلا بصحة جميع تلك الشروط، يتمّ الآن إفراد الحديث عن فترة الخطوبة وكيفية التعامل معها، والتي تُساعد الخاطبين في تسيير أمور خطبتهما في خير، ولا بدّ لكل خاطب أن يعرف المسائل التي تخصّ الخطبة، فيجب التفريق بين الخطبة سابقة العقد، والتي تضبط بضوابط شرعية خاصة، وبين الخطبة التي تتم بعد العقد، وهي المشهورة في الغالب، والتي لا تتقيد بقيود الخطبة المذكورة سابقًا، إذ يعد الخاطبان فيها زوجين، إلا أنّه لا يتم الجماع بينهما، وذلك درءًا للمفسدة.[٢]
وأمّا عن فترة الخطوبة وكيفية التعامل معها، فلم يُعرف عن الصحابة والتابعين أنّهم كانوا يطيلون الخطوبة، وذلك أسلم، إذ إنّ السرعة في الخطوبة لا تُتيح لكل من الخاطبين معرفة بعضهما بشكل كافٍ، كما وأنّ الإطالة سبيل للضجر وإثارة المشاكل، فالتوسط خير، وممّا ينبغي ذكره في التعامل مع الخطوبة عمومًا، هو معرفة أهداف الخطوبة أساسًا، كتيسير سُبل التعارف بين الخاطبين وأهليهما، وتنمية المودّة، والتكيّف التدريجي مع العشرة والتآلف، ومن المهم في التعامل مع الخطوبة كيفية اختيار المخطوبة، فالخاطب عندما يختار مخطوبته لا يختار ثوبًا ينزعه متى شاء، وغنما يختار شريكة أبدية له ويختار تلك التي ستكون من ضلعه أسرة، فينبغي له أن يختار من يثق بأنّها ذات كفاءة لإنشاء أسرة مثالية، ومن أهم ما يجب معرفته في هذا السياق، هو عدم استسلام الخاطبين لأول عائق يواجهانه، وألّا يعدّا نفسيهما غير متفقيَن ، فمرحلة الخطوبة معرّضة لذلك، ويجب تخطيها بكل سلاسة، لينعم كل من الخاطبين بحياة سعيدة، إلى ما بعد الزواج.[٣]