ما-هي-الصدقة-الجارية
الصدقة
الصدقة هي العطية التي تُعطى ابتغاء الأجر والثواب من الله تعالى، والصدقة من أهم العبادات في الإسلام، وقد أمر الله -تعالى- بها، فقد قال سبحانه: {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ}،[١] والمال بالصدقة يزيد ولا ينقص، وقد أقسم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على ذلك، فعن أبي كبشة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ثَلاثٌ أقسمُ عليهنَّ وأحدِّثُكُم حديثًا فاحفَظوهُ. قال: ما نَقصَ مالُ عبدٍ من صَدقةٍ، ولا ظلمَ عبدٌ مظلمةً صبرَ عليها إلَّا زادَهُ اللَّهُ عزًّا، ولا فتحَ عبدٌ بابَ مسألَةٍ إلَّا فتحَ اللَّهُ علَيهِ بابَ فَقر"،[٢][٣] وفي هذا المقال سيتم بيان مفهوم الصدقة الجارية.
ما هي الصدقة الجارية
الصدقة الجارية هي التي يبقى أثرها فترة طويلة، حيث تبقى حتى بعد موت المتصدق، حيث إنّ الإنسان ينقطع عمله بموته؛ إلّا إذا قام بأعمال معينة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له"،[٤] وأنواع الصدقة الجارية متعددة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "سبعٌ يَجري للعبدِ أجرُهُنَّ، وهوَ في قَبرِه بعدَ موتِه: مَن علَّمَ علمًا، أو أجرَى نهرًا، أو حفَر بِئرًا، أوغرَسَ نخلًا، أو بنَى مسجِدًا، أو ورَّثَ مُصحفًا، أو ترَكَ ولدًا يستغفِرُ لهُ بعد موتِه".[٥][٦]
فضل الصدقة
الصدقة الجارية نوع من أنواع الصدقات، ولذلك فإنّ فضل الصدقات يدخل فيه أيضًا الصدقة الجارية، والصدقة تُقرب المرء من الجنة، وقد وصف الله -تعالى- الانفاق في سبيله بالتجارة الرابحة التي لا تبور، فقد قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}،[٧] والصدقات سبب لمغفرة الذنوب، فقد قال سبحانه: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}،[٨] ومن فضائل الصدقة أنّ الملائكة تدعو للمتصدقين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا"،[٩] والذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ينجيهم الله -تعالى- من الفزع والحزن يوم القيامة، فقد قال سبحانه: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}،[١٠] وقد ذكر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ يوم القيامة الشمس تقترب من الخلائق، وأنّ هنالك سبعة أصناف يظلهم الله -تعالى- بظله، ومن هؤلاء الأصناف: رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.[١١]
المراجع[+]
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 31.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو كبشة الأنماري، الصفحة أو الرقم: 2325، حديث حسن صحيح.
- ↑ "الصدقة في الإسلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1631، حديث صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 4627، حديث صحيح.
- ↑ "ما هي الصدقة الجارية؟ وما الذي يصل الميت من أعمال الحي؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر، آية: 29.
- ↑ سورة التغابن، آية: 17.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1442، حديث صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 262.
- ↑ "فضل الصدقات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.