ما-هو-التنمر
السلوك العدواني
العدوان سلوكٌ مقصود يستهدفُ إلحاقَ الضّرر أو الأذى بالآخرين وينتج عنه أذى يصيب الإنسان أو الحيوان أو تحطيم الأشياء أو الممتلكات، ويكون الدافع ذاتيًا، وظهور سلوك العدوان من الإنسان دليل على أنه لم ينضج بعد بالدرجة الكافية من الناحية العقلية والإنفعالية التي تجعله ينجح في تنمية الضابط الداخلي اللازم لتحقيق التوافق المقبول في النظام المجتمعي وقيمه، ويظهر السلوك العدواني بمظاهر عديدة مثل: البكاء أو الصراخ أو المقاتلة أو الغضب فكل تلك التصرفات تنم عن ميل عدواني ومن أشكال السلوك العدواني هو ظاهرة التنمر فيطرح الكثير من المعلمين والمربيين سؤال: ما هو التنمر، وللإجابة عن سؤال: ما هو التنمر تمت دراسة أسبابه وأشكاله وطرق علاجه.[١]
ما هو التنمر
للإجابة عن سؤال: ما هو التنمر يمكن النظر إلى مفهوم التنمر وهو إيقاع الأذى على فرد أو أكثر بدنيًا أو نفسيًا أو عاطفيًأ أو لفظيًأ، ويتضمن كذلك التهديد بالأذى البدني أو الجسمي بالسلاح والابتزاز، وأيضًا مخالفة الحقوق المدنية، وكما يتضمن كذلك التحرش الجنسي، ويطلق على التنمر اسم الاستقواء أي ذلك السلوك الذي يحصل من عدم توازن فين فردين الأول يسمى المستقوي والآخر يسمى الضحية، ولا يعد الاستقواء أو التنمر شبيهًا للصراع، فالتنمر يكون بين فردين لا يملكان نفس القدرات البدنية أو العقلية فلا يتوقع من الضحية أن ترد الأذى الملحق بها، أما الصراع قد يكون الطرفان يمتلكان نفس القدرات البدنية أو العقلية.[٢]
يعد التنمر من المشكلات واسعة الانتشار في المدارس، وأصبحت هذه الظاهرة في تزايد مستمر، وللتنمر آثار سيئة جدًا على الضحاياه معظمها نفسية وأصبح سؤال ما هو التنمر مجالًا مهمًا للدراسة بسبب تزايد معدلات انتشاره، وكشفت إحدى الدراسات أن من 10% إلى 15% من جميع أطفال العالم يتعرضون للتنمر، وقد توصلت الدراسات إلى أبعد من ذلك فقد تحول الأطفال الضحايا إلى أطفال متنمرين على من هم أضعف منهم.[٢]
أشكال التنمر
وبالحديث عن ما هو التنمر لا بد من التطرق لأشكال التنمر، ويلاحظ أن للتنمر أشكالًا كثيرة ويعتمد على البيئة التي يحدث فيها السلوك فبعضها يحدث في المدرسة أو في مراكز الإصلاح او حتى بيئات العمل، كما يمكن أن يكون الإستقواء متطورًا أكثر ويحدث من خلال الوسائل الحديثة كالإنترت، ومن هذه الأشكال الآتي:[٣]
- التنمر الجسمي: وهو أوضح أشكال التنمر فعند سؤال ما هو التنمر يخطر على البال التنمر الجسدي، ويكون بأشكال متعددة مثل الضرب أو الصفع أو القرص أو الرفس أو السحب أو شد الشعر أو أي طريقة يمكن بها إيذاء جسد الضحية.
- التنمر اللفظي: ويكون بالسب والشتم واللعن أو التهديد أو نشر الإشاعات الكاذبة عن الضحية، أو تسيمة الضحية بألقاب ومسميات غير محببة، أو إعطاء تسمية عرقية.
- التنمر الجنسي: استخدام أسماء جنسية ينادى بها، أو كلمات قذرة، أو اللمس أو التهديد بالممارسة، وإن حدثت عملية الممارسة تتعدى مسمى التنمر وتصبح عملية إغتصاب كاملة.
- التنمر الاجتماعي: وتكون بمنع بعض الأفراد من ممارسة بعض الأنشطة الإجتماعية بإقصائهم أو رفض صداقتهم أو نشر الشائعات عنهم.
- التنمر على الممتلكات: تكون بأخذ ممتلكات الآخرين والتصرف فيها عنهم أو عدم إرجاعها أو اتلافها، ويختلف هذا السلوك عن السرقة بأن في السرقة تكون بدون علم المالك، أما في التنمر يكون أخذ الممتلكات في حضور المالك.
أسباب التنمر
تختلف النظريات المفسرة لسؤال: ما هو التنمر وما هي أسبابه، فباعتباره أحد الظواهر والموضوعات النفسية الهامة لما يترتب عليها من آثار سلبية ومدمرة على الفرد نفسه وعلى الآخرين، فقد درسه العلماء وأعطوه تفسيرات متباينة ويرجع هذا التباين إلى الأطر النظرية التي تعتمد عليها كل نظرية، ومن هذه التفسريات الآتي:
- أسباب بيولوجية: إن بعض الاتجاهات النفسية ترجع أسباب العدوان إلى الغريزة، فقد فسرت النظريات أن الإنسان إذا شعر بالإحباط يتجه إلى العدوان لتحقيق التوازن الداخلي، أي أن الإنسان يولد وبداخله غريزة العدوان وهنا يكمن دور الأنظمة لضبط هذه الغريزة، أو تظهر دون ضوابط لتكون سلوك التنمر.[٤]
- النمذجة: فمن الأسباب المفسرة لسلوك التنمر هي أن الأطفال يتعلمون سلوك التنمر عن طريق ملاحظة نماذج العدوان عند والديهم ومدرسيهم ورفقائهم، حتى النماذج التلفزيونية ثمّ يقومون بتقليدها، وتزيد احتمالية ممارسة التنمر إذا توفرت الفرص المناسبة ولم يعاقب المتنمر على السلوك.[٥]
- الأفكار الخاطئة: فيعتقد بعض الباحثون أن الأفكار والمعتقدات الخاطئة والقناعات هي التي تدفع المتنمر للاستمرار في سلوك التنمر، فقد يعتقد المتنمر أن الناس سيحترمونه إذا استمر في التنمر، أو إنكار أن سلوك التنمر هو سلوك خاطئ.[٥]
- الشعور بالنقص: يؤدي الشعور بالنقص أو تدني مفهوم الذات إلى تبني سلوك التنمر، فعندما يرى الطفل المتنمر أن الطفل الآخر يحصل على درجات عالية وهو لا يستطيع فعل ذلك، يذهب ليضرب الطفل الآخر لكي يشعر نفسه أنه غير ناقص ويستطيع التفوق على الآخرين.[٥]
كيفية حل مشكلة التنمر
بعد الإجابة عن سؤال: ما هو التنمر إن من الضروري الحديث عن أساليب العلاج لهذه المشكلة، لما لها من تأثير سلبي على المجتمع ككل، ويوجد بعض الأساليب العلاجية التي أثبتت فاعليتها في علاج مشكلة التنمر ومن هذه الأساليب المتبعة الآتي:[٦]
- العقد السلوكي: ويتم من خلاله خفض السلوك العدواني في المدارس عن طريق عمل اتفاق مكتوب بين المعلم والطالب المتنمر، يتم الاتفاق فيه على عدم التعرض للضحية بالمقابل سيتم تعزيز الطالب عند الالتزام أو عقابه عند عدم الاتزام، ويتم توقيع الاتفاق من الطرفين والاحتفاظ بنسختين.
- تطوير العلاقات الاجتماعية: ويتم ذلك عن طريق تعليم الطلاب الاستجابات المقبولة في المجتمع، والأمور الصحيحة الممكن استخدامها بدلًا عن الضرب والشتم، وعن طريق الأفلام المعروضة التي تبين العادات الاجتماعية الحسنة، وتعريفهم بأهم ضوابط النظام.
- زيادة الوعي: ويتم ذلك عن طريق تصحيح الأفكار الخاطئة لدى الطّلاب المتنمرين، وزيادة وعيهم في قدراتهم الخاصة وتنميتها، وتدريبهم على الحوار الداخلي الإيجابي الذي سيكون دليلهم للسلوكات الجديدة.
المراجع[+]
- ↑ محمد الهمشري، وفاء الجواد (2000)، عدوان الأطفال (الطبعة الثانية)، الرياض-السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة 8. بتصرّف.
- ^ أ ب د. علي الصبحين، د. محمد فرحان القضاة (2013)، سلوك التنمر عند الأطفال والمراهقين (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، صفحة 8،9،12. بتصرّف.
- ↑ د. علي الصبحيين، د. محمد القضاة (2013)، سلوك التنمر عند الأطفال والمراهقين (الطبعة الأولى)، الرياض: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، صفحة 11،12. بتصرّف.
- ↑ مصطقى القمش،خليل المعايطة (2013)، عمان-الأردن: دار المسيرة، صفحة 207. بتصرّف.
- ^ أ ب ت د. علي الصبحيين، د. محمد القضاة (2013)، سلوك التنمر عند الأطفال والمراهقين (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، صفحة 51،53،54. بتصرّف.
- ↑ مصطفى القمش، خليل المعايطة (2013)، الاضطرابات السلوكية والانفعالية، عمان-الأردن: دار المسيرة، صفحة 218،221. بتصرّف.