صفات-المنافقين
معنى النفاق
إنّ النفاق بالمعنى الشرعي هو مصطلح إسلامي إذ لم يكن مستعملًا في الجاهلية وإن كان أصله معروفًا؛ حيث اختلف العلماء في أصل كلمة النفاق وأرجح الأقوال أنّها تعود إلى نافقاء اليربوع الذي يحفر في الأرض دون أن يظهر ويترك قشرةً خفيفة فإذا سنحت له الفرصة أخرج رأسه، ومنه النفاق في المعنى الشرعي ويعني: "القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد"، والمنافق هو: "الذي يستر كفره ويظهر إيمانه"، وقد ظهر المنافقون منذ العهد الإسلامي الأوّل زمن الرسول الكريم؛ وتكلّم فقهاء الإسلام وبيّنوا عقوبة النفاق، وأحيانًا كان يُعبَّر عن المنافق بالزنديق في كتب سورة الحشر: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}،[٣] فالولاء للكفار والمشركين ومحاباتهم على المسلمين هو أحد صفات المنافقين؛ بالإضافة إلى الظن السيّئ وتوقع الهلاك والخيبة للمؤمنين والسخرية والاستهزاء بهم، كما أنّهم يتملّصون من الأوامر الشرعية بحجج واهية ويعرضون عن حكم الله ورسوله، وقد وصفهم سبحانه بأنّهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف بعكس أهل الإيمان والصلاح.[٤]
أمّا النوع الثاني من النفاق فهو نفاق أصغر ويُسمّى أيضًا بالنفاق العملي وهو غير مخرج من الملّة ولكنّ صاحبه على خطر وينبغي أن يتحرّز المسلم من الاتصاف بصفات المنافقين وذلك عن طريق معرفة هذه الصفات؛ وهي مذكورة في الأحاديث النبويّة ومنها ما ورد في صحيح البخاري؛ أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ"،[٥]والرياء والغدر بالعهد والميثاق وإبطان الكره وإظهار المحبة للآخرين من صفات المنافقين التي ينبغي الحذر منها وتدريب النفس على الإقلاع عن مثل هذه الصفات والعادات.[٢]
خطر النفاق
النفاق مرض اجتماعي خطير ينهش بالأمّة الإسلامية من الداخل ويُزعزع كيانها؛ وهو أشدُّ خطرًا من الكفر العلني؛ وذلك لأنّ الكفر واضح والكفّار هم أعداء ظاهرون، أمّا المنافقين فهم مستورون وتجري عليهم أحكام المسلمين، ولعظيم خطرهم وأثرهم السلبي على الإسلام أمر الربّ العظيم رسوله الكريم بجهادهم، وذلك في قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}،[٦] وقد بيّن -سبحانه- صفات أهل النفاق ليتجنب المسلمون ضررهم ويتقوّن شرّهم، كما أخبر عن عقوبتهم الشديدة بقوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}،[٧] فالمنافقين والكفّار في جهنم ولكنّ المنافقين في أسفلها؛ فعقوبة النفاق أشد لأنّه كفر بغطاء إسلامي.[٨]
المراجع[+]
- ↑ "أولاً: تعريف النفاق"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "ثانياً: أنواع النفاق"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الحشر، آية: 11.
- ↑ "صفات المنافقين في القرآن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 34، حديث صحيح.
- ↑ سورة التوبة، آية: 73.
- ↑ سورة النساء، آية: 145.
- ↑ "خطر النفاق"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.