ما-هي-الرحمة
الصفات الحميدة
الرحمة من صفات الله تعالى، فقد قال سبحانه: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،[١] وعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِئَةَ جُزْءٍ، فأمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَأَنْزَلَ في الأرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذلكَ الجُزْءِ تَتَرَاحَمُ الخَلَائِقُ، حتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عن وَلَدِهَا، خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ"،[٢] وقد قال الله -تعالى- عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.[٣][٤]
الرحمة
الرحمة لغة: "هي من رحمة يرحمه، رحمة ومرحمة، إذا رقّ له، وتعطف عليه، وأصلها يدل على الرقة والرأفة والعطف"، وأما الرحمة اصطلاحا: هي رقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، وقد تستعمل تارة في الإحسان المجرد من غير رقة، وتارة في الرقة المجردة،[٥] والرحمة صفة نبيلة تبعث على بذل المعروف وإغاثة المحروم ومنع التعدي على المظلومين، والرحمة تعني التعامل مع جميع المخلوقات بالحسنى والرفق واللين والرأفة والتسامح، والرحمة شعور في القلب ينعكس أثره على السلوك، وهو صفة المجتمع المؤمن، وعن النعمان بن البشير رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى".[٦][٧]
الأسباب التي تستجلب رحمة الله
الرحمة من صفات الله تعالى، والرحمن والرحيم من أسماء الله الحسنى، لكن الله -تعالى- لا ينزّل رحمته إلا على من يستحقها، ومن يريد أنّ يتغمده الله -تعالى- برحمته فعليه الأخذ بالأسباب والمفاتيح التي تؤدي إلى حصوله عليها، ومن هذه الأسباب والمفاتيح:[٨]
- الأيمان والعمل الصالح: فقد قال سبحانه: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}.[٩]
- طاعة الله -تعالى- ورسوله عليه الصلاة والسلام: فقد قال سبحانه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[١٠]
- التقوى: فقد قال سبحانه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[١١]
- الاستماع والإنصات للقرآن الكريم: فقد قال سبحانه: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[١٢]
- الاستغفار: فقد قال سبحانه: {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[١٣]
- الصبر: فقد قال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.[١٤]
- رحمة بالخلق: فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "الراحمون يرحمُهم الرحمنُ . ارحموا من في الأرضِ يرحمْكم من في السماءِ، الرحمُ شِجنةٌ من الرحمنِ فمن وصلها وصله اللهُ ومن قطعها قطعه اللهُ".[١٥]
المراجع[+]
- ↑ سورة الأنعام، آية: 54.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2752، حديث صحيح.
- ↑ سورة التوبة، آية: 128.
- ↑ "الرحمة والتراحم بين الخلق"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "معنى الرَّحْمَة لغةً واصطلاحًا"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 2586، حديث صحيح.
- ↑ "من معاني الرحمة"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "مفاتيح الرحمة"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الجاثية، آية: 30.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 132.
- ↑ سورة يس، آية: 45.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 204.
- ↑ سورة النمل، آية: 46.
- ↑ سورة البقرة، آية: 155-156-157.
- ↑ رواه عبدالله بن عمرو، في الترمذي، عن سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1924، حديث حسن صحيح.