تعريف-تطوير-الذات
مفهوم الذات
يُشير مفهوم الذات إلى كيفية تفكير وتحليل الشخص لذاته وإدراكه لها، أما عن صورة الذات فيعرفها الكثيرون على أنها رؤية الإنسان لنفسه، ولكنها ليس بالضرورة تمثل الواقع أو المحيط الفعلي للإنسان، فقد يرى المضطرب نفسيًا الذي يعاني من فقدان الشهية بأنه سمين، وبالطبع هذه لا تكون الصورة الحقيقية أو الواقعية للذات، ولكنها تنتج من أفكار معرفية خاطئة يؤمن بها ويعتنقها كجزء منه، وكذلك وسائل الإعلام والبيئة والأصدقاء وما إلى ذلك، قام كوهن باختبار لتحليل الذات باستخدام الأسئلة العشرون، والتي تعبر عن سؤال: من أنا، ولكن بصياغة مختلفة، ووجد أن الأجوبة تنقسم إلى مجموعتين من حيث الأدوار الاجتماعية أو السمات الشخصية فالسلوك الإنساني محكوم بكثير من المؤثرات، حيث يؤثر هذا في تعريف تطوير الذات.[١]
تقدير الذات
لتعريف تطوير الذات لا بد من التعريج على مفهوم تقدير الذات أيضًا، أو احترام الذات، أي مدى تقدير الفرد لنفسه، حيث يتضمن درجة من التقييم الإيجابية أو السلبية للنفس، ويؤدي ارتفاع تقدير الذات إلى الثقة في القدرات الذاتية، وعدم القلق فيما يعتقده الآخرون تجاهها، بينما يؤدي التقدير المتدني للذات إلى العكس تمامًا، هناك العديد من المقاييس التي تقيس تقدير الذات، مثل اختبار تات، والذي يستخدم الرسم الكاريكاتوري المحايد، ومن ثم يتعين على الفرد سرد قصة حول هذا الكاريكاتير، وكذلك يعد استبيان هاريل الذي يتكون من خمسة عشر سؤالًا حول الاهتمامات من وسائل وجمع المعلومات المهمة حول تقدير الذات، والجدير ذكره أن مفهوم الذات وتقديرها من المفاهيم المهمة التي يجب على كل شخص أن يفهمها ويحاول معرفتها لتطوير ذاته، وهذا يقود للتوسع وفهم ما هو تعريف تطوير الذات.[٢]
تعريف تطوير الذات
من الممكن أن يتم التعبير عن تعريف تطوير الذات بمصطلح آخر وهو المساعدة الذاتية، وهو عبارة عن تحسين موجه ذاتيًا مع أساس نفسي متطور جدًا، ويمكن تطوير الذات من خلال العديد من الوسائل والمجالات مثل مجموعات الدعم أو الشبكة العنكبوتية، ومجموعات المساعدة الذاتية، ويعد تطوير الذات من أهم الأمور التي يجب على كل إنسان أن يقوم بها سواء من الناحية الشخصية كتحسين نمط الغذاء الذي يتبعه الإنسان أو القراءة لتحسين المعرفة والناحية الثقافية، أو على الناحية العملية كإتقان العمل والمحاولة للوصول إلى الابتكار الذي يعني محاولة نقل العمل إلى مرحلة جديدة وليس فقط إتمامه على أكمل وجه، فجميع البشر على وجه الأرض يسعون لتطوير ذواتهم من خلال طرق مختلفة، فهناك من يهتم بالسفر، وهناك من يهتم بالثقافة وغيرها الكثير من الأمور، ومن هنا جاءت أهمية تعريف تطوير الذات.[٢]
تاريخ علم تطوير الذات
قديمًا، وتحديدًا في العصور الكلاسيكية، قدم الرواقيون أفكارًا عن الرفاهية والازدهار، وهذا العلم القديم يرتبط ارتباطًا وثيقًا في الأدب اليوناني، حيث تجسد المشورة الأخلاقية والعملية التقليدية للثقافة، وظهر مفهوم مساعدة الذات في القرن التاسع عشر في سياق قانوني، وبالنسبة للبعض فإن دستور جورج كامب الأخلاقي الذي يدعو فيه إلى تحمل المسؤولية الشخصية وإمكانية ضبط النفس من خلال التعليم قد أشار إلى حدٍ كبير إلى تعريف تطوير الذات، كما ساعد على انتشار هذا المفهوم المقال الذي نشره رالف والدو عام 1841 بعنوان التعويض، يشير فيه إلى أن كل فرد يحتاج إلى معرفة تعريف تطوير الذات واكتساب هذه المهارة، وتطور المفهوم مع الوقت.[٢]
أهمية تطوير الذات
يعتمد تطوير الذات في الأساس على الفضول البشري، حيث لا ينفك البشر من المحاولة من أجل تحقيق هدف ما واستكشاف كل شيء عنه، بالإضافة إلى معرفة كل ما هو جديد في كافة المجالات والحضارات، وخاصة التي تجذب انتباه الأفراد حسب اهتماماتهم وفروقهم الفردية، وحالما يتقنونه ويبدو سهلًا بالنسبة إليهم فإنهم يبدأون بالبحث عن هدفٍ جديد في الحياة يلبي رغباتهم واحتياجاتهم، وهذه طبيعة الإنسان حيث يحاول تعلم كل ما هو جديد حال إتقانه لأمر ما.[٣]
وقد أقر الكثير من العلماء بأن محاولة تطوير الذات تأتي بعد تحقيق الذات كخطوة تالية له، ببساطة فإن الرغبة في تطوير الذات هو أن يصبح الإنسان نسخة جديدة وأفضل عن نفسه السابقة، ويكون هذا بتطوير مهارات جديدة، فيستلزم تطوير الذات التركيز على الرغبات والمهارات التي تراعي الفروق الفردية للشخص ومحاولة إتقانها بشكل حقيقي واحترافي حتى يصل الفرد إلى الإبداع فيما يحب، وهذا ما يساعد على تحقيق الثقة بالنفس والثقة بالقدرات ولإفادة المجتمع بخبرات هذا الفرد الطموح. وبشكل عام، يعد التطوير الذاتي عملية تتطلب ممارسة دائمة للنشاطات المتعلقة بتحسين الأداء الكلي للتطوير الذاتي، ويمكن تحسين النمو الذاتي من خلال التسعة نقاط الرئيسة الآتية:[٣]
- وجود عقلية النمو: حيث يعتقد المرء بأنه من الممكن أن يطور مهاراته ويحسّنها.
- التخطيط: ويعني هذا التفكير بشكل مستمر فيما يمكن أن يطور الفرد نفسه فيه، ووضع الخطط والبدائل المناسبة للتطور.
- تطوير الرؤية: وتعني أن يطور الفرد منظومته الفكرية والعملية تجاه هدفه، فلا يظل راكدا وتقليديا مع مرور الزمن.
- تحديد مقاييس الأداء: أي وضع المؤشرات الدالة على النجاح أو الاستعانة بالمقاييس والاختبارات العلمية.
- التقييم الذاتي: تقييم الفرد لنفسه، ووضع الأسئلة التي تجيب عن معاييره الخاصة بنجاحه والإجابة عليها.
- إعادة التفكير: أي التفكير المستمر بالهدف والخطة وكمية المعرفة وتطوير ثقافة الفرد عن الهدف المحدد.
- التوجه لتحسين الذات وتحسين الآخرين: أن يدفع الإنسان نفسه خارج منطقة راحته ويحاول مساعدة الناس أيضًا.
- التصميم: ويتضمن التصميم المثابرة والعزم والإرادة على تحقيق الهدف المراد الوصول له.
- الشغف: أي أن يشعر الفرد بأنه قد خلق من أجل تحقيق هذا الهدف بالذات، وأنه منوط به.
المراجع[+]
- ↑ "self-concept.html", www.simplypsychology.org, Retrieved 29-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Self-help", en.wikipedia.org/wiki, Retrieved 29-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "What_is_Self-Growth", www.researchgate.net, Retrieved 29-11-2019. Edited.