ما-هي-أهمية-الصلاة
مكانة الصلاة في الإسلام
للصلاة في الدين الإسلامي منزلة عظيمة، ومكانة رفيعة، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ، إيمَانٍ باللَّهِ ورَسولِهِ، والصَّلَاةِ الخَمْسِ، وصِيَامِ رَمَضَانَ، وأَدَاءِ الزَّكَاةِ، وحَجِّ البَيْتِ[١]، وهي عمود الدين الذي لا يقوم إلا به؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف الذي يرويه عنه الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه: ألا أخبرُكَ بِرَأسِ الأَمرِ كلِّهِ وعمودِهِ ، وذِروةِ سَنامِهِ ؟ قلتُ : بلى يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : رأسُ الأمرِ الإسلامُ ، وعمودُهُ الصَّلاةُ ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ[٢]، ومما يدل أيضاً على عظمة الصلاة ومكانتها الرفيعة بين العبادات؛ أنها فُرضت على النبي صلى الله عليه وسلم عندما عُرِج به إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج، قبل الهجرة النبوية بثلاث سنوات، و بها يمحو الله سبحانه وتعالى خطايا عباده[٣]، فما هي أهمية الصلاة ، هذا ما ستتناوله هذه المقالة بإذن الله.
ما هي أهمية الصلاة
تعتبر الصلاة شريعة للأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، التي أوحى الله سبحانه وتعالى بها إليهم، قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ}[٤] فهي ذات أهمية كبيرة، وذات قدر عظيم، فما هي أهمية الصلاة ولذلك ذكر العلماء رحمهم الله سبحانه وتعالى للصلاة عدداً من فوائد الصلاة وأهميتها التي تعود على الفرد وعلى المجتمع،وما يأتي بيان ذلك:
- في إقامة الصلاة راحة لنفس العبد المؤمن وطمأنينة لقلبه.[٥]
- الصلاة ملجأ للعبد وسلوى له مما يصيبه من الهموم والأحزان[٥]، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة[٦].
- الصلاة تعين العبد على ما يصيبه من مصائب وشدائد في حياته[٥]، قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [٧].
- الصلاة سبب في تحصيل العبد للرزق الطيب الحلال[٥]؛ قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ}[٨].
- الصلاة وسيلة في حفظ الأمن في المجتمع، والقضاء على الجريمة فيه، وتربية أفراده على الفضيلة والعفة[٥]، قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[٩].
- الصلاة نورٌ يضيء للعبد ما في الدنيا من ظلمات، ويضيء له قبره وآخرته.[٥]
- الصلاة سبب في حصول النصر والتمكين والأمن والطمأنينة، لعباد الله المؤمنين.[٥]
- الصلاة خلاصٌ للعبد من الجزع عند حدوث الضرّاء، ومن المنع في السرّاء.[٥]
- تعوّد العبد المسلم على تنظيم وقته، واسترواحه من العمل بين فترة وأخرى فيستعيد بذلك نشاطه الذهني ونشاطه الجسمي.[١٠]
معنى الصلاة
الصلاة لفظ كغيرها من الألفاظ التي تحتويها اللغة العربية، لها معنيان في اللغة وفي الاصطلاح، وفيما يلي بيان لكلا المعنيين:
- الصلاة في اللغة: اسم ويُجمع على صلوات، يُراد به الدعاء، ويراد به الدين والعبادة، ومنه قول الله سبحانه وتعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا}[١١]، ويراد بها أيضاً؛ المغفرة والرحمة، ومنه قول الله سبحانه وتعالى: {أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ}[١٢]، والصلاة؛ بيت العبادة لليهود، قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}[١٣][١٤]
- الصلاة في الاصطلاح: عبادة ذات أقوال وأفعال خاصَّة، يتعبد فيها المؤمن لله سبحانه وتعالى، يفتتحها بالتكبير، ويختتمها بالتسليم.[١٥]
حكم الصلاة
أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالصلاة، وجعلها فرض عين على كل مسلم مكلّف منهم، وقد ثبتت فرضيتها بالقرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، وذلك جميعه يُشير إلى مدى أهمية الصلاة مكانتها في حياة المسلم؛ أما الدليل على وجوب الصلاة من القرآن الكريم، فقوله سبحانه وتعالى: {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ}[١٦]، وقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى}[١٧] ، وأما الدليل على ذلك من السنة النبوية فما رواه الصحابي الجليل ابن عباس: أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا بعَثَ معاذًا رَضِيَ اللهُ عَنْه إلى اليمنِ، قال: إنَّك تَقْدَمُ على قومٍ أهلِ كتابٍ؛ فليكُنْ أوَّلَ ما تدعوهم إليه عبادةُ اللهِ، فإذا عَرَفوا اللهَ، فأخبِرْهم أنَّ اللهَ قد فرَضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في يومِهم وليلتِهم، فإذا فَعَلوا، فأخبِرْهم أنَّ اللهَ فرضَ عليهم زكاةً من أموالِهم وتُردُّ على فُقرائِهم، فإذا أطاعوا بها، فخُذْ منهم، وتوقَّ كرائمَ أموالِ النَّاسِ[١٨]، وأما من الإجماع فقد نُقل إجماع العلماء رحمهم الله على فرضية الصلاة، وكان ممن نقل الإجماع؛ الإمام ابن حزم، والإمام ابن رشد، والإمام ابن تيمية والنوويُّ رحمهم الله.[١٩]
شروط الصلاة
ذكر العلماء رحمهم الله تسعة شروط للصلاة، وهذه الشروط هي:[٢٠]
- الإسلام: فمن الشروط الواجب توافرها في العبد حتى تكون صلاته صحيحة؛ الإسلام، فلا تقبل الصلاة من الكافر، بل وكل عمل يقوم به أو عبادة يقوم بها مردودة ومرفوضة لعدم إسلامه، وذلك لأهمية الصلاة، قال الله سبحانه وتعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا}[٢١].
- العقل: فمن شروط الصلاة أن يكون المكلّف عاقلاً، غير مجنون، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يشِبَّ وعن المعتوهِ حتَّى يعقِلَ[٢٢].
- التمييز: أي؛ أن يكون المكلف مميزاً بالغاً.
- رفع الحدث: أي أن يكون العبد متوضأً، وضوءً صحيحاً مؤدياً فروضه؛ من غسل للوجه وغسل لليدين للمرفقين، وغيرهما.
- إزالة النجاسة: سواء أكانت تلك النجاسة على البدن أو الثوب.
- ستر العورة: فلا بد للعبد أن يكون ساتراً للعورة التي حددتها الشريعة الإسلامية.
- دخول الوقت: فلكل صلاة وقت محدد لها.
- استقبال القبلة: أي أن يكون العبد متوجهاً في صلاته تجاه القبلة.
- النية: ومكانها القلب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ.[٢٣]
المراجع[+]
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم: 4514، معلق.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2616، حسن صحيح.
- ↑ "مكانة الصلاة في الإسلام"، www.islamqa.info.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 73.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "تعظيم قدر الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 4/304، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 45.
- ↑ سورة طه، آية: 132.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 45.
- ↑ "أهمية الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية: 87.
- ↑ سورة البقرة، آية: 157.
- ↑ سورة الحج، آية: 40.
- ↑ "معنى صلاة"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هي الصلاة وكيف تكون"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 72.
- ↑ سورة البقرة، آية: 283.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1458، صحيح.
- ↑ "حكم الصلاة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "شروط الصلاة وأركانها"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 23.
- ↑ رواه البخاري، في العلل الكبير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 226، حسن.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.