دعاء-لهداية-الأبناء-وصلاحهم
نعمة الأبناء
قبل الحديث عن دعاء لهداية الأبناء وصلاحهم، لا بُدّ من بيان أنّ نعمة الأبناء من أعظم النعم، فالأبناء هم السعادة والأمان، والراحة والاستقرار، وهم قرة الأعين، وفرحة القلوب، وقد قال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}،[١] وقال سبحانه: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}،[٢] فعلى من رزقة الله هذه النعمة أنّ يكثر من شكر الله تعالى، ويُحسن تربية أبنائه.[٣]
الهداية
خلق الله -تعالى- الإنسان وبيّن له طريق الهداية وأمره به، وبيّن له طريق الضلال ونهاه عنه، وجعل له حرية الاختيار والتصرف، فقد قال سبحانه: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}،[٤] وفي كل ركعة من ركعات الصلاة يتوجه المسلمون بالدعاء إلى الله -تعالى- بالهداية، وذلك من خلال قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}،[٥] فالهداية تكون بالسير على منهج الله تعالى، وإذا سار الإنسان على طريق الهداية فإنّ ذلك يحقق له كلّ خير في الدنيا والآخرة، ومن رحمة الله -تعالى- وعدله أن هيأ للناس سُبل الهداية، فجعل فيهم الفطرة والعقل، وأرسل فيهم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لكن قبل ذلك يجب بيان دور الوالدين في تريبة أبنائهم على طاعة الله تعالى، ويكونُ ذلك منذ صغرهم حتى يتربوا على محبة الدين، وبعد تربيتهم وتنشأتهم على منهج الله تعالى، يجب الاستمرار في الدعاء لهم،[١٠] ومما ورد من دعاء لهداية الأبناء وصلاحهم، ما دعا به إبراهيم عليه السلام، فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}،[١١] وقال: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ}،[١٢] وكان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو للأولاد بالبركة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: "قَالَتْ أُمِّي: يا رَسولَ اللَّهِ، خَادِمُكَ أنَسٌ، ادْعُ اللَّهَ له، قَالَ: اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ"،[١٣] وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ الخَلَاءَ، فَوَضَعْتُ له وضُوءًا قالَ: مَن وضَعَ هذا فَأُخْبِرَ فَقالَ اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ"،[١٤] فقد دعا له الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالفقه في الدين؛ لأنّه إذا كان العبد عارفاً وفاهماً لدينه عبد الله -تعالى- على أساسٍ متينٍ وصحيح.[١٥]
المراجع[+]
- ↑ سورة الكهف، آية: 46.
- ↑ سورة النحل، آية: 72.
- ↑ "أمانة الأولاد"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإنسان، آية: 3.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 6.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 86.
- ↑ سورة المنافقون، آية: 6.
- ↑ سورة غافر، آية: 28.
- ↑ "نعمة الهداية"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "دور الآباء تجاه أبنائهم ، في وسط مجتمع لا يساعد على التربية ؟!!"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الصافات، آية: 100.
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 35.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6344، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 143، حديث صحيح.
- ↑ "أثر الدعاء في صلاح الأبناء"، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.