ما-هي-حقوق-الجار
محتويات
الجار في الإسلام
الجار هو المُجاور أي القاطن بجانب البيت أو قريب منه، وكل جار وجبت له حقوق حث عليها الإسلام ونبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ما زال جبريلُ يُوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنَّه سيُوَرِّثُه"،[١] وهذا الظن جاء للنبي الكريم لكثرة ما كان يؤمر به من جبريل -عليه السلام- بالجار، فالجار في الدين الإسلامي له حُرمة مصونة وله حقوق، وذُكرت حقوقه في القراَن الكريم، هذا المقال يشمل إجابة سؤال ما هي حقوق الجار، بالإضافة إلى التطرق لفضل الإحسان إلى الجار، وحق الجار غير المسلم، كما يتطرق لآداب التعامل مع الجار المزعج.[٢]
ما هي حقوق الجار
لأن الناس تُخالط بعضها البعض وتعيش معًا يرد سؤالًا للبعض حول ما هي حقوق الجار، وحقيقةً فإجابة السؤال مأخوذة من القراَن الكريم والسُنة النبوية الشريفة، فتقارُب الناس من بعضِهم البعض في المسكن يجعل الظُلم وارد بقوة من حيث سرقة الأموال وطغاة أهل النفوذ، لهذا جاء الدين الإسلامي العادل وبين ما هي حقوق الجار، وأهمها حق الجوار والمقصد أن يكون جار في المسكن أو العمل أو المحال التجارية، وللتوضيح أكثر يجب معرفة أن الجيران أنوع ثلاث، الأول جار مسلم ذو قُربى، وهذه الحالة لها ثلاثة حقوق وهي حق الإسلام والقرابة والجوار، أما الثاني جار مسلم ليس بقريب وله حق الإسلام وحق الجوار، والنوع الأخير جار غير مسلم وليس له سوى حق الجوار.[٣]
وجاء في كلام الله تعالى توضيح لمعرفة ما هي حقوق الجار بقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ}،[٤] وحسب تفسير أبوعبدالله البخاري فإن ما ورد بالآية الكريمة عن أنواع الجيران، أي أن ذي القربى هو الجار القريب، فيما الجار الجُنُب هو الغريب، وأخيرًا الصاحب الجنب وهو الذي يُعين بالسفر، وحقوق الجار تتمحور حول الإحسان وهذا ما غيره الإسلام لأن عادات الجاهلية كانت الإساءة للجيران حسب النفوذ والمال والسُلطة.[٣]
وباستمرار الحديث حول ما هي حقوق الجار، يجب توضيح أن الجار الصالح يُسبب السعادة وبعكس ذلك يكون سببًا للشقاء، وبحال تمت حقوق الجيران لبعضِهِم البعض تكتمل صِفات المثالية في المُجتمع، ومن الحقوق المُترتبة كف الأذى فلا يجوز للمسلم أن يؤذي أحدًا مُسالمًا، والمُبتلى بالأذى عليه أن يصبر، وعلى المسلم تحري حقوق الجيران والعمل بها لكي ينول المسلم الفضل في الدُنيا والنجاة من العذاب والمؤاخذة في الاَخرة، ومن حق الجار بذل المعروف والإهداء بهدية تُقرب القلوب وتُهدي النفوس، والهدية ليست فقط للفقير وإنما لجميع الفئات، وعدم الحسد أيضًا ومحبة الخير، والمُساعدة المادية للمُحتاج، ومن حقوق الجار عدم خيانته في أهله والمحافظة على عوراته، ومؤاساته وعدم تذكيره ما يجعلهُ حزين.[٣]
فضل الإحسان إلى الجار
التعرف على إجابة سؤال ما هي حقوق الجار يستلزم التعريج على فضل الإحسان إلى الجار، الدين الإسلامي يُبنى على المعاملة والبر والتقوى، وبالطبع يبتعد تمامًا عن العدوان والعُنف، ومن أشكال البر والتقوى الإحسان إلى الجيران وإعطائِهِم حقُوقهُم وفي ذلك تعاون بين الجيران وتأليف قُلوبهم واجتماعهم على محبة الله تعالى، قال النبي الكريم: "مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، فليُكرِمْ جارَه"،[٥] ولا يرضى الإسلام الإساءة للجار سواء كانت إساءة فعل أو قول، وبحال قام شخص بإيذاء جاره فيكون بعيدًا تمامًا عن صفات المؤمنين.[٦]
وفي فضل الإحسان وردت عدة أحاديث عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- تحِث المُسلمين على الإحسان إلى الجيران ومُعاملتهُم بِلُطف، والمُعاملة الحسنة تنعكس على سُمعة صاحِبها بشهادة الجيران بحُسن الخُلق والرُقي بالتعامل، وحسب أهل العلم الفضل يبدأ بالجيران الأقرب فالأقرب، وذلك أن الأقرب في المسكن يُشاهد ما يدخل البيت بعكس البعيد، ولتطبيق ما يتمحور حول ما هي حقوق الجار على المسلم أن يتقي الله تعالى ولا يقترب من حليلة جاره لأن ذلك يُعد من أعظم أشكال الزنا، وجاء في قول النبي الكريم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ"،[٧] وبحال كان الجار من الأقارب يتضاعف الإثم ليدخُل ضمن دائرة قطع الأرحام، ويتضاعف الإثم أيضًا إذا كان الجار في عبادة مُعينة مثل الصلاة أو الجهاد أو طلب العلم.[٦]
حق الجار غير المسلم
معرفة ما هي حقوق الجار تُحتم الحديث عن حق الجار غير المُسلم، الجار غير المُسلم له حق يتمحور بالمُساعدة بالأمور المُباحة والإحسان إليه، فعلى المُسلم بِر جاره المُختلف معه بالدين ودعوته لدين الإسلام بالحسنى، أما بخصوص مُشاركتُهُم بالأعياد والمناسبات التي تخُصهم فلا يجوز ذلك، وجاء في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}،[٨] وفي الحضور لأعيادهم شكل من الموالاة المُحرمة، ولا خلاف بتناول الطعام في بيت الجار غير المسلم بشرط التحري بأن الطعام غير مُحرم، ولا خلاف بإقامة الصلاة في بيوتهم.[٩]
آداب التعامل مع الجار المزعج
بعد شرح تساؤل ما هي حقوق الجار، اَن الأوان الدخول في قضية آداب التعامل مع الجار المُزعج، حيث ينبغي على المُسلم أن يواجه الإزعاج من الجار بالإحسان، وتقديم النصيحة باستمرار للجار المُزعج بتغيير أُسلوبه الخاطئ وبالطبع النصيحة فيها مراعاة الحال والوقت، وجاء في قوله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}،[١٠] وعلى الجار المُنزعج إرسال أشخاص يُدرِكون معنى الإيمان لتقديم النصيحة للجار المُزعج، وباستجابته للنصيحة يحصل الجار المُحسن الصابر على الأجر والثواب بإذن الله تعالى، وبحال لم يستجب لدعوة الخيريين من الناس يترتب الصبر، أما إذا كان الأمر فيه معاصي وجهر بها ينبغي على المسلم العاقل الانتقال إلى مكان اَخر.[١١]
</ul>المراجع[+]
- ↑ رواه عبدالله بن عمر، في حقوق الجار، عن الذهبي، الصفحة أو الرقم: 45، إسناده واه.
- ↑ "الجار في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "حقوق الجار"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 36.
- ↑ رواه أبو شريح الخزاعي، في تخريج المسند، عن شعيب الأرناؤوط، الصفحة أو الرقم: 27161، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
- ^ أ ب "فضل الإحسان إلى الجار"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو هريرة، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم: 46، [صحيح].
- ↑ سورة المائدة، آية: 2.
- ↑ "كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الثانية» ***"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة فصلت، آية: 34.
- ↑ "كيفية التعامل مع الجار سيء الخلق"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.