سؤال وجواب

تعريف-الشجاعة


القيم الإنسانية

إنّ القيم الإنسانية -التي لا بُدّ أن يتحلى بها كل إنسان- كثيرة ومتعددة، وقد نادى بها الإسلام ودعا إليها لأنّها أساس بناء مجتمع سليم، ومن هذه القيم الإنسانية: الرحمة والتسامح والأخلاق الإسلامية، وهذه الكتب والمراجع عرفت الشجاعة في اللغة والاصطلاح، فالشجاعة في اللغة هي مصدر للفعل شَجُعَ، وتدل على الجرأة والإقدام. أمّا في الاصطلاح فهي الإقدام على المهالك والمكاره عند احتياج الأمر لهذا الإقدام.[٢]

وفي الشجاعة رباطة جأش وثبات، إضافة إلى الاستهانة بالموت وعدم الاكتراث أو الخوف منه، وقد ورد عن ابن حزم في تعريف الشجاعة أنها هي التي يبذل فيها الإنسان الشجاع نفسه دفاعًا عن الدين أو عن الحريم أو عن الجار أو المستجير المظلوم، وعن المظلوم في المال أو العرض أو في مختلف سبل الحق سواء كان الظلم قليلًا أو كثيرًا.[٢]

الفرق بين الشجاعة والتهور

إن الشجاعة من القيم العربية الأصيلة التي يفتخر بها العرب، ويباهون بها بين الأمم الأخرى، وقد تبين في ما ورد من تعريف الشجاعة أن فيها الإقدام والبعد عن الخوف أو التردد، وهي نصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، ولكن لا بُدّ من التنويه أن كل هذا يجب أن يكون بعيدًا عن الطيش والتهور، فثمة فارق بسيط ودقيق جدًا بين الشجاعة والتهور، فالشجاعة لا بد أن تكون بتعقل وحكمة وتروٍ، وأن تكون بعيدة عن الجنون والطيش واللاعقلانية في محاكمة الأمور.[٣]

فالإنسان الشجاع يزن الأمور بعقله ويحسب النتائج جيدًا، ويعود بالنفع على غيره وعلى نفسه، أمّا الإنسان المتهور فهو شخص لا يعقل ما يقوم به، سريع الغضب، يجرّ الضرر لنفسه ولغيره حتى وإن كانت نيته خلاف ذلك، وتأكيدًا لهذا الكلام وأهمية التعقل في الشجاعة قال المتنبي مبينًا فضل الشجاعة عندما تجتمع مع العقل والتفكير:[٤]

الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ

هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني

فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ

بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ
وبناءً على ما ورد يتبين أنّ الشجاعة مع التعقل ترفع مكانة صاحبها وتزيد من قوة شخصيته ورجاحة عقله، والعكس صحيح؛ أي البعد عن التعقل يقلل من مكانة صاحبه ويذهب بهيبته ووقاره وعزة نفسه.[٣]

المراجع[+]

  1. "المبادئ والقيم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الشجاعة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "شجاعة لا تهور"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
  4. "الرأي قبل شجاعة الشجعان"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019.