سؤال وجواب

السرقات-الأدبية-وأنواعها


مفهوم السرقات الأدبية

تُعرف لفظة السرقة في معاجم اللغة بأنّها أخذ الشيء خِفية[١]، وهي في الأصل تُنسب للأشياء المادية التي تؤخذ خلسة، إلّا أن القيمة التاريخية والثقافية التي حازها العلم والأدب دفعت الكثيرين من ذوي الأطماع لسلب البيانات والآداب ونسبتها لأنفسم مع إنكار أصحابها الحقيقيين[٢]، وقد أشار النقد قديمه وحديثه لقضايا السرقات الأدبية وأنواعها، وكشف عن خفاياها، وبرّر بعضها تحت حكم التناص وحكم التأثر.

السرقة والتناص

بدت قضية السرقات الأدبية وأنواعها قضية شائكة شغلت النقد قديمه وحديثه، والتفات النقاد لهذه الظاهرة وتتبعهم لها جعل الشعراء والأدباء جميعًا محط الشك، فكان لا بُدّ من تقنين هذه الظاهرة وتحديد مجالها لإنصاف الأدب والأدباء، فلا يعد الشاعر سارقًا إلا إذا استولى على فكرة ما أو صورة أو عبارة كان قد ابتدعها غيره ممن كان قبله أو عاصره، فينسبها لذاته منكرًا قائلها الأول، دون أن يجري عليها ما يثبت ذاته وأثره فيها من تعديل أو تحسين للمعنى أو الصياغة، إلا أن النقاد كثيرًا ما كانوا يلتمسون نوعًا من التقارب والتفاعل اللفظي والفكري بين شاعرين عاصر أحدهما الآخر أو كان لاحقًا له، فظهر ما يعرف بالتناص وهو لفظ اصطلحته الناقدة طرفة بن العبد في مثل ذلك: وقوفًا بها صحبي عليّ مطيهم

يقولون لا تهلك أسى وتجلد

ومن يك مثلي ذا عيالٍ ومقترًا

من المال يطرح نفسه كل مطرح

ليبلغ عذرًا أو ينال رغيبة

ومبلغ نفس عذرها مثل منجح

أخذه أبو تمام فقال: فتى مات بين الضرب والطعن ميتة

تقوم مقام النصر إذا فاته النصر
  • ما وقع بين المتنبي وأبي الشيص، حيث قال أبو الشيص:

أجد الملامة في هواك لذيذة

شغفًا بذكرك فليلمني اللوم

أخذه أبو الطيب المتنبي فقال: أحبه وأحب فيه ملامة

إن الملامة فيه من أعدائه
  • ما وقع بين أبي تمام والمتنبي، حيث قال أبو تمام:

فتى لا يرى أن الفريصة مقتل

ولكن يرى أن العيوب مقاتل
  • ما وقع بين أبي نواس و مسلم بن الوليد، إذ قال أبو نواس:

تتمنى الطير غزوته

ثقة بلحم من جزره

حيث أخذه مسلم بن الوليد فقال: قد عوّد الطير عادات وثقن بها

فهن يتبعنه في كل مرتجل

أسباب السرقات الأدبية

لم تكن السرقات الأدبية وأنواعها قضية أرقت النقد القديم وحده، فقد شاعت السرقات الأدبية وأنواعها بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدت وبشكل ملحوظ على سرعة تناقل البيانات دون اكتراث لموثوقيتها، ولعل من أبرز أسباب السرقات الأدبية وأنواعها:[٦]

  • قلة أشعار بعض القبائل العربية، حيث اضطرهم ذلك لكتابة الشعر ونحله وسرقته ونسبته لشعرائهم ليزيدوا من مخزونهم الشعري.
  • دور الرواة في التزيّد وتزييف الأشعار ونحلها.
  • الإعجاب بالعمل الأدبي يدفع ذوي النفوس الضعيفة إلى سرقته.
  • مرور بعض الشعراء بفترة من الضعف الإبداعي فيضطر بعضهم ممن ضعف قلبه وإخلاصه إلى سرقة الشعر.
  • ظهور الخصومات الشعرية بين أنصار الشعراء واحتدام هذه الخصومة مما جعل بعضهم يتوجه باتهام الطرف الآخر بالسرقة الشعرية وإثباتها عليه.
  • محدودية المعرفة والاطلاع الفكري لدى بعض مدعي الأدب.
  • عدم التمتع بالأمانة العلمية والصدق والإخلاص في العمل الأدبي.
  • حب الظهور و إبراز مهارات الحفظ والكشف عن المعاني المشتركة.

المراجع[+]

  1. مجمع اللغة العربية (2004)، المعجم الوسيط (الطبعة الرابعة)، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، صفحة 427.
  2. "في العلاقة بين السرقة الشعرية والتناص"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  3. "تناص"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019.
  4. ^ أ ب ت داود غطاشة، حسين راضي (2000)، قضايا النقد العربي قديمها وحديثها (الطبعة الأولى)، عمان: الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع، صفحة 64. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد ربيع (1990)، قضايا النقد الأدبي (الطبعة الأولى)، عمان: دار الفكر للنشر والتوزيع، صفحة 89.
  6. ديول طاهر (2012)، السرقة الشعرية في التراث النقدي العربي المصطلح والمفهوم المنصف لابن وكيع أنموذجًا (الطبعة د.ط)، الجزائر: جامعة قاصدي مرباح ورقلة، صفحة 49. بتصرّف.