موضوع-تعبير-عن-فضل-الوطن
فضل الوطن
الوطن هو البيت والأمان والأهل والأحباب، وهو الملاذ لكل من ينشدون الراحة والاطمئنان، فالوطن ليس مجرد مكانٍ يتجمع فيه الناس ويمارسون حياتهم فيه، بل هو كيانٌ قائمٌ في القلب والروح، وهو صورة حية عن كل ما ينشده الإنسان، وهو ينتمي إليه بكل ما فيه من قلبٍ وروح، لذلك فإن الإنسان ينتمي لوطنه فطرةً دون أن يحثه أحد على ذلك، ويدافع عنه وهو مقتنع تماماً أنه مستعد لدفع حياته في سبيل حياة الوطن، ولهذا فليس غريباً أبداً أن يكون الوطن هو الأساس في قلب الإنسان، وباقي الأشياء هي التي تُبنى على هذا الأساس.
مهما حاول الإنسان أن يعدد فضل الوطن عليه، فلن يستطيع أن يحصي هذا الفضل أو يحيط به من كل الجوانب، فالوطن يمنح الدفء المعنوي للإنسان، ويُشعره أن ثمة مكاناً ينتمي إليه سيحتضنه في كل وقت، سواء في حياته أو حتى مماته حين يُدفن في ترابه، كما أن الوطن يمنح الحقوق لمواطنيه ويعطيهم حق التعليم والتنقل والجنسية والمواطنة والتأمين الصحي والعمل وغير ذلك الكثير، ويضمن الأمن والأمان لأبنائه، ويُتيح لهم فرصة ممارسة حياتهم بشكلٍ طبيعي.
إن الوطن ليس مجرد بيوت وشوارع وجبال ووديان وأشجار، فهو أيضاً بحاجة أبنائه كي يتطور ويصبح في أفضل المواقع، ومن واجب أبنائه أن يحافظوا عليه وأن يدافعوا عنه ضد الأعداء الداخليين والخارجيين، ومن حق الوطن على أبنائه أيضاً أن يحافظوا على خيراته وموجوداته وثرواته الطبيعية، وأن لا يسمحوا للطامعين بأن يستغلوا هذه الثروات أو يأخذوها، فمن لا يصون وطنه لا يحق له أبداً أن يعيش فيه، ففضل الوطن على أبنائه لا يمكن ردّه أبداً مهما عملوا لأجله، وحتى لو ماتوا فداءً له، فهذا واجبهم الذي يفرضه عليهم انتماءهم للوطن.
الوطن ليس حكراً على الإنسان فقط، فحتى الحيوانات لديها انتماءٌ لأوطانها، ومهما هاجرت أو سافرت فإنها تعود إلى وطنها في نهاية الأمر، لأنها تعرف أن لا كرامة لأي شيءٍ إلا في وطنه، ولا غرابة أبداً أن الشعراء تغنوا بالوطن وأمجاده وذكروا فضله بأروع القصائد، لأنهم يعرفون تماماً أن حب الوطن والانتماء إليه جزءٌ من الإيمان، فهو مستودع الذكريات والماضي، وهو أمان الحاضر وأمل المستقبل، وهو أروع منحة وأروع نعمة من الله على مخلوقاته، لهذا فإن الإنسان الذي يعيش بلا وطن هو في الواقع ينقصه الكثير من الأمان والحياة والحب والانتماء؛ لأن الوطن هو العماد وهو الأرض والسماء والأشجار والأهل والسكن، فشكراً لله على نعمة الوطن.