تعريف-الدراما
الفنون
الفنون لغة عالميّة يستخدمها الإنسان للتعبير عن أحاسيسه النّابعة من أعماقه، والفنون بشكلٍ عامّ لا تًعدّ متطلبًا أساسيًا للإنسان في حياته، وإنما هي تلبية للمشاعر الداخلية فيه، وعلى الرغم من هذا فقد اعتبر بعض العلماء أن الفنون ضرورة من ضرورات الحياة مثلها مثل الماء والهواء والغذاء، أما عن تعريفها فقد عرفها البعض بأنها المهارات التي يستخدمها الناس للوصول إلى أشياء ذات قيمة جمالية، فهي الحرف الإبداعية التي يُمارسها الإنسان، وهي الموسيقى والغناء والرسم والخزف والدراما والنحت، وغير ذلك من الفنون المختلفة، لهذا فإنها تمتلك تأثيرًا قويًا على الإنسان وتعطي صورة واضحة عن مدى ثقافته وتطوّره، وفي هذا المقال سيتم تعريف الدراما، بوصفها فنًا من الفنون.[١]
تعريف الدراما
الدراما من الكلمات المتداولة بكثرة، وخصوصًا في الوقت الحاضر؛ وذلك لانتشار الأعمال الدرامية بمختلف أنواعها، ويتساءل البعض عن تعريف الدراما، إذ إن تعريف الدراما في معجم المعاني بأنها حكايةٌ لجانبٍ من جوانب الحياة الإنسانية، يعرضُها ممثِّلون يقلَّدون الأشخاص الأَصليين في لباسهم وأقوالهم وأفعالهم، أما تعريف الدراما في القاموس المحيط: تأليف شعريّ أو نثريّ يقدِّم حوارَ قصّة يعالج جانبًا من الحياة الإنسانيّة وغالبًا ما تكون مُصمَّمة للعرض على خشبة المسرح أو الشاشة، وقد تكون دراما أخلاقيّة أو اجتماعيّة[٢]، أمّا عن تعريف الدراما عمومًا فهي من أنواع النصوص الأدبية التي تُؤدّى في السّينما أو التلفاز أو المسرح أو الإذاعة، ويقوم بتجسيد شخصياتها ممثلون محترفون، وكلمة الدراما مأخوذة من كلمة إغريقية قديمة تعني العمل.[٣]
كانت الدراما في روما القديمة بمثابة الأدب الذي يُقرأ على المسرح، حيث كان الأداء فيها ارتجاليًّا دون الاعتماد على أية نصوص، وتحرص الدراما على الاهتمام بالتفاعل الإنساني، وغالبًا يصاحبها الموسيقى والغناء، ومن المعروف أن الأوبرا أيضًا تدخل في تعريف الدراما، وبحسب المفهوم الإغريقي فإنّ الدراما مقسمة إلى ثلاثة أقسام وهي:[٣]
- الملهاة أو الكوميديا: أداء تمثيلي يُسبب الضحك، وتكون ممثلة بالقناع الأبيض الضاحك.
- المأساة أو التراجيديا: عكس الكوميديا، وهي أداء تمثيلي يسبب الحزن، وتكون ممثلة بالقناع الأسود الباكي.
- داراما التراجيكوميدي: تقع ما بين التراجيديا والكوميديا، حيث تعتمد على قصص الأساطير، وبشكلٍ عام تتناول شخصيات أسطورية بعضها ساخر وبعضها باكي، كما يمكن إدراج الكوميديا السوداء ببعض أنواعها تحت هذا المسى.
عناصر البناء الدرامي
في كلّ بناء درامي لا بدّ من وجود عناصر يُبنى عليها هذا العمل، أما عناصر البناء الدرامي بناءً على تحديد أرسطو فهي ستة عناصر: الشخصية والحبكة واللغة والفكرة والغناء والمنظر المسرحي، وهذه العناصر تختلف في أهميتها، حيث رتبها أرسطو بناءّ على كمية إشغالها في النص الدرامي، وقد اعتبر أرسطو أن الحبكة هي جوهر العمل الدرامي الذي تُبنى عليه باقي العناصر، وهي بمنزلة الروح من الجسد، وقد عرف الحبكة بأنها ترتيب الأحداث، واشترط أن تعرض فعلًا واحدًا تامًا، بحيث يكون لهذا الفعل بدداية ووسط ونهاية، والحبكة الدرامية إما أن تكون بسيطة أو معقدة، أما مادة الحبكة فهي الشخصية التي تؤديها، والتي يجب أن تكون ملائمة ومحترفة ومشابهة للواقع، أما اللغة المستخدمة فيجب التعبير فيها عن الفكرة بدرجة وضوح عالية كي يكون العمل الدرامي واضحًا للجمهور، واللغة قد تكون عادية أو ممتعة.[٤]
يؤكد أرسطو أن الغناء المصاحب للعمل الدرامي يهيّئ المشاهد للأحداث، أما المنظر المسرحي فقد اعتبره أرسطو أقل العناصر أهمية في العمل الدرامي، إذ اعتبر أن وجود المنظر وعدم وجوده سيان، أي أنّه لا يؤثر في العمل المسرحي، مع ضرورة الانتياه غلى ثلاث وحدات مهمة وهي: وحدة الزمان التي تعتمد عليها الأحداث، ووحدة المكان التي تدور فيها الأحداث، ووحدة الموضوع، إذ يجب أن يكون العمل الدرامي وحدة واحدة غير متعددة حتى لا يُسبب التشتت للمشاهد، وحتى يظلّ مشدودًا إلى الأحداث بأقصى انتباه.[٤]
أقسام الدراما
الحديث عن تعريف الدراما وأنواع الدراما لا يكون مكتملًا إلا إذا كان شاملًا للحديث عن أقسام الدراما، إذ إنّ لكل قسم منها طريقة في العرض والتمثيل، وعددًا معينًا من الشخوص، وكل قسم منها يُلاقي رواجًا بطريقة مختلفة عن الأخرى، وفيما يأتي أقسام الدراما:
- ميلودراما: تتميز بالحوادث المثيرة والمبالغة في أغلب الأحيان، والهدف منها هو الإثارة والتشويق وإثارة الاندهاش والتوتر لدى المشاهد، ويؤديها عدد كبير من الممثلين الذي يؤدون أدوارًا معينة، وبالعادة يواجه البطل في الميلودراما الصعوبات الكثيرة التي تخلقها العقدة الدرامية، فيتم حلها بحسب الأحداث، ومن الأمثلة على الميلودراما: تامبورلين لمارلو، وخدمة سرية لوليم جيليت، وفتاة من الغرب الذهبي لديفيد بيلاسكو.[٥]
- مونودراما: يؤديها ممثل واحد فقط، ومن الأمثلة الشهيرة عليها قصة العجوز والبحر في السينما، وهي من الفنون الدرامية التي تُعدّ من أشكال المسرح التجريبي، وقد تطورت واتسعت خلال القرن العشرين، وتدور الأحداث فيها وتقوم على ممثل واحد فقط، وتُسرد الأحداث عن طريق الحوار.[٦]
الدراما العربية
تعكس الدراما العربية قضايا المجتمع العربي، وهي جزء لا يتجزأ من الدراما العالمية، كما أنها تعكس ثقافة المجتمع العربي وعاداته وتقاليده، وتتصف الدراما العربية بالزخم والإنتاج الكثيف وخصوصًا فيما يتعلق بالدراما الرمضانية، إذ يُعدّ شهر رمضان فرصة مناسبة لشركات إنتاج الدراما لعرض المسلسلات بمختلف أنواعها، وفي كثيرٍ من الأحيان قد تؤثر الدراما بشكلٍ سلبي على المجتمع، وتقل التجارب والخبرات السيئة فيه، مما يؤثر على نوعيتها، وعلى الرغم من إنتاج الكثير من الدراما العربية ذات الجودة الممتازة، إلا أن الأمر لا يخلو من الدراما التي تنقل صورة سلبية عن المجتمع، فضلًا عن قلة الأعمال الدينية مقارنةً بالأعمال الدرامية الاجتماعية والكوميدية وغيرها، فالمطلوب من الدراما العربية هو إيصال رسالة جيدة للمتلقي، ومراعاة ما تقدمه للأسرة العربية من قصص وحكايات درامية.[٧]المراجع[+]
- ↑ "فن"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى دراما في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "دراما"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-09-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عناصر البناء الدرامي"، www.uobabylon.edu، اطّلع عليه بتاريخ 12-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الميلودراما"، www.uobabylon.edu، اطّلع عليه بتاريخ 13-09-2019. بتصرّف.
- ↑ "دراما"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-09-2019. بتصرّف.
- ↑ "أزمة الدراما العربية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.