حكم-عن-الصبر
الصبر
يُعدّ الصبر من أعظم الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان، وقد ميّز الله -تعالى- الإنسان الصابر عن غيره من الناس ووعده بالجزاء والثواب على صبره مهما كان هذا الصبر، سواء صبره على المرض أم على ضيق الرزق أم على متاعب الحياة المختلفة، فمن المهم أن يكون صابرًا وراضيًا بما كتبه الله تعالى له، وكذلك فقد بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهمية الصبر ومكانة الصابرين وأجرهم، وقد ضرب -عليه الصلاة والسلام- أروع أمثلة الصبر في سيرته النبوية وذلك بصبره على أذى الكافرين، لهذا فإنّ الصبر من أخلاق الأنبياء والصالحين، وهو يدلّ على قوة الإيمان والرضا بقضاء الله وقدره، وفي هذا المقال سيتم ذكر عدّة حكم عن الصبر.[١]
حكم عن الصبر
يُعدّ الصبر من الأخلاق العظيمة التي قيل عنها الكثير من الحكم والأمثال والعبارات، والتي عادة ما يُرددها الناس في حياتهم اليومية في المواقف المختلفة التي تستدعي الصبر والحكمة، خصوصًا وأنّ الصبر من مراتب المؤمن حين تَدْلَـهِمُّ الخُطُوب، وتُحْدقُ الفِتَنُ، وتَتَوالى المِحَنُ، وهو سلاحُ المؤمنِ في مجاهداتِه نفسَه وحملِها على الاستقامة على الشّرعِ، وتحصُّنِها مِن الانزلاق في مهاوي الفَسادِ والضَّلالِ"
شعر عن الصبر
الصبر من أكثر الأشياء إلهامًا في الحياة، ولا يعرف طعمه إلا من يجربه، لهذا فهو مصدر للكثير من قصائد الشعراء الذين وصفوه في شعرهم وكلماتهم، وبثوا أحاسيسهم حوله في قصائدهم، ومن أجمل ما قيل من شعر عن الصبر ووصفه ووصف حالاته وطبيعته ما يأتي:
- قصيدة الصَبر الجَميل لمحمد مهدي الجواهري:[٧]
ذممَتُ اصطبارَ العاجزينَ وراقني
- على الضُرِّ صبرُ الواثبِ المتطلِّعِ
له ثِقَةٌ بالنفسِ أنْ ستقودُه
- لحالٍ يرجِّي خيرَها أو لمصرع
وما الصبرُ بالأمرِ اليسيرِ احتمالُه
- وإن راحَ ملصوقاً به كلُّ مُدَّعي
ولا هو بالشئ المشرِّفِ أهلَه
- إذا لم تكنْ عُقباه غيرَ التوجّع
ولكنَّه صبرُ الأسودِ على الطَّوى
- تغطّي عليه وثبةُ المتجمِّع
مِحَكُّ طباعٍ آبياتٍ وطُوَّعٍ
- وبَلوى نفوسٍ طامحاتٍ ووُضَّع
يُعنَّى به حُرٌّ لإحقاقِ جرئٍ غايةٍ
- ويَخرُجُ عنه آخرٌ للتضرُّع
فإنْ كنتَ ذا قلبٍ جرئٍ طبيعةً
- على نكبات الدهر لا بالتطبّع
فبورِكَ نسْجُ الصَّبرِ درعاً مضاعفًا
- وبوركْتَ من ذي مِرَّةٍ متدرِّع
- شعر عن الصبر للشاعر محمود سامي البارودي:[٨]
صَبَرْتُ، وَما بِالصَّبْرِ عَارٌ عَلَى الْفَتَى
- إذا لم يكنْ فيهِ معابٌ ولا نُكر
ولو لم يكنْ فى الصبرِ أعدلُ شاهدٍ
- على كرمِ الأخلاقِ ما حُمدَ الصبرُ
- شعر عن الصبر للإمام الشافعي: تُعدّ هذه القصيدة من أجمل القصائد التي قيلت في الصبر وفضله:[٩]
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
- وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي
- فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلدًا
- وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا
- وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب
- يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا تر للأعادي قط ذلا
- فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ
- فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي
- وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ
- ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا
- فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
وأرضُ الله واسعة ً ولكن
- إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ
- فما يغني عن الموت الدواءُ.
- قصيدة عن الصبر لعلي بن الجهم: هذه القصيدة من أجمل ما قيل من شعر عن الصبر:[١٠]
صَبَرتُ وَمِثلي صَبرُهُ لَيسَ يُنكَرُ
- وَلَيسَ عَلى تَركِ التَقَحُّمِ يُعذَرُ
غَريزَةُ حُرٍّ لا اِختِلاقُ تَكَلُّفٍ
- إِذا خامَ في يَومِ الوَغى المُتَصَبِّرُ
وَلَمّا رَأَيتُ المَوتَ تَهفو بُنودُهُ
- وَبانَت عَلاماتٌ لَهُ لَيسَ تُنكَرُ
وَأَقبَلَتِ الأَعرابُ مِن كُلِّ جانِبٍ
- وَثارَ عَجاجٌ أَسوَدُ اللَونِ أَكدَرُ
بِكُلِّ مُشيحٍ مُستَميتٍ مُشَمِّرٍ
- يَجولُ بِهِ طِرفٌ أَقَبُّ مُشَمِّرُ
بِأَرضِ خُسافٍ حينَ لَم يَكُ دافِعٌ
- وَلا مانِعٌ إِلّا الصَفيحُ المُذَكَّرُ
فَقَلَّلَ في عَينَيَّ عُظمَ جُموعِهِم
- عَزيمَةُ قَلبٍ فيهِ ما جَلَّ يَصغُرُ
بِمُعتَرَكٍ فيهِ المَنايا حَواسِرٌ
- وَنارُ الوَغى بِالمَشرَفِيَّةِ تُسعَرُ
فَما صُنتُ وَجهي عَن ظُباتِ سُيوفِهِم
- وَلا اِنحَزتُ عَنهُم وَالقَنا تَتَكَسَّرُ
وَلَم أَكُ في حَرِّ الكَريهَةِ مُحجِمًا
- إِذا لَم يَكُن في الحَربِ لِلوِردِ مَصدَرُ
إِذا ساعَدَ الطِرفُ الفَتى وَجَنانُهُ
- وَأَسمَرُ خَطِّيٌّ وَأَبيَضُ مِبتَرُ
فَذاكَ وَإِن كانَ الكَريمُ بِنَفسِهِ
- إِذا اِصطَكَّتِ الأَبطالُ في النَقعِ عَسكَرُ
مَنَعتُهُمُ مِن أَن يَنالوا قُلامَةً
- وَكُنتُ شَجاهُم وَالأَسِنَّةُ تَقطُرُ
وَتِلكَ سَجايانا قَديماً وَحادِثًا
- بِها عُرِفَ الماضي وَعَزَّ المُؤَخَّرُ
أَبَت لي قُرومٌ أَنجَبَتنِيَ أَن أُرى
- وَإِن جَلَّ خَطبٌ خاشِعاً أَتَضَجَّرُ
أُولئِكَ آلُ اللَهِ فِهرُ بنُ مالِكٍ
- بِهِم يُجبَرُ العَظمُ الكَسيرُ وَيُكسَرُ
هُمُ المَنكِبُ العالي عَلى كُلِّ مَنكِبٍ
- سُيوفُهُم تُفني وَتُغني وَتُفقِرُ
- قصيدة عن الصبر للشريف الرضي: من أجمل ما قيل من الشعر عن الصبر على فراق الأحبة ما يأتي:[١١]
صَبَرْتُ عَنكَ فلم ألفِظكَ من شَبَعِ
- لكن أرى الصبر اولى بي من الجزع
وان لي عادة في كل نازلة
- أنْ لا تَذِلّ لهَا عُنقي مِنَ الضَّرَعِ
لذاك شجعت قلبي وهو ذو كمد
- وملت بالدمع عني وهو ذو دوع
ماضٍ على وَقَعاتِ الدّهرِ إنْ طَرَقَتْ
- غدا بحمل اذاها جدّ مضطلع
وحاسر يتلقى كل نائبة
- تدمى فيصرفيها صبر مدرع
لولا اندفاع دموع العين غالبة
- لمْ يُعقِبِ الصّبرُ دَمعاً غَيرَ مُندَفِعِ
في اليَأسِ منكَ سُلُوٌّ عنكَ يُضْمِرُهُ
- وقبل يومك يقوى الحزن بالطمع
ما كانَ ذَيلُك مَسدولاً عَلى دَنَسٍ
- ولا نطاقك معقوداً على طمع
ما شئت من لين اخلاق ومكرمة
- وَمن عَفافٍ وَمن فَضْلٍ وَمن وَرَعِ
لِلَّهِ نَفرَة ُ وَجْدٍ لَسْتُ أملِكُها
- إذا تَذَكّرْتُ إخوَانَ الصّفاءِ مَعي
يُوَاصِلُ الحُزْنُ قَلْبي كُلّما فُجعَتْ
- يَدي بحَبلٍ مِنَ الأقرَانِ مُنْقَطِعِ
ألقَى الغَمامُ حَوَايَاهُ عَلى جَدَثٍ
- نَزَلْتَ مِنهُ بمَلقًى غَيرِ مُتّسِع
في حَيثُ لا طَمَعٌ يَوْماً لذِي طَمَعٍ
- في ان يعود ولا رجعى لمرتجع
لا عين تنظران ارسى بعقوتها
- زور ولا اذن عند النداء تعي
وهون الوجدان الموت مشترك
- فينا وانا لذا الماضي من التبع
هيَ الثّنَايَا إلى الآجَالِ نَطْلُعُهَا
- فمِنْ حَثِيثٍ وَمن رَاقٍ على ظَلَع
كالشاء يعذل منا غير مكترث
- عَيّاً، وَيُوعَظُ مِنّا غَيرُ مُستَمِعِ
الآنَ يَعْلَمُ أنّ العَيْشَ مُخْتَلَسٌ
- واننا نقطع الايام بالخدع
هيهات لا قارج يبقى ولا جذع
- عَلى نَوَائِبِ كرّ الأزْلمِ الجَذَعِ
إنّ المَنَايَا لَشَتّى بَينَ طَارِقَة
- هَوْناً، وَنَافِرَة ٍ عَنْ هَوْلِ مُطّلَعِ
اما فناءً عن الدنيا على مهل
- أوِ اعتِبَاطاً يُغادي غُدْوَة َ السّبُعِ
مَا للّيَالي يُرَنِّقنَ المُجَاجَة َ مِنْ
- شربي وبوبين مصطافي ومرتبعي
عَدَتْ عَوَادي الرّدى بَيني وَبَينَكُمُ
- وأنزلتك النوى عني بمنقطع
وَشَتّتَتْ شَمْلَكَ الأيّامُ ظَالِمَة ً
- فَشَمْلُ دَمعي وَلُبّي غَيرُ مُجتَمعِ
أُخَيّ لا رَغِبَتْ عَيْني وَلا أُذُني
- مِنْ بَعدِ يوْمكَ في مَرْأًى وَمُستَمَعِ
وَلا أرَاكَ بقَلْبٍ غَيرِ مُصْطَبِرٍ
- إذا أهَابَ بِهِ السُّلْوَانُ لمْ يُطِعِ
- قصيدة عن الصبر: هذه القصيدة من العصر العباسي، وهي من أجمل ما قيل من حكم عن الصبر:[١٢]
صبرتُ والصبر يُعقب الظَّفرا
- فاستأنس الشادنُ الذي نفرا
فلو ترى كأسَه على فمه
- حسبتَ شمساً تقبِّلُ القمرا
تشرب عيناه خمر وجنته
- فيَسكر الطرفُ وهو ما سكرا
لم يخلق اللَهُ في خلائقه
- أحسنَ من محسنٍ إذا قدرا
- قصيدة عن الصبر لمحمود سامي البارودي: من القصائد الجميلة التي قيلت في الصبر على مر الزمان وتقلباته:[١٣]
صَبرتُ على ريبِ هذا الزمانَ
- وَلَوْلاَ الْمَعَاذِرُ لَمْ أَصْبِرِ
فلا تَحسبنِّى جهلتُ الصوابَ
- وَلَكِنْ هَمَمْتُ فَلَمْ أَقْدِرِ
ثَنَتْ عزْمَتِي ثَوْرَة ُ الْمُفْسِدِينَ
- وغَلَّتْ يَدِي فَتْرَة ُ الْعَسْكَرِ
وَكُنَّا جمِيعاً، فَلَمَّا وَقَعْتُ
- صَبَرْتُ، وَغَادَرَنِي مَعْشَرِي
ولو أنَّنى رُمتُ إعناتهُم
- لَقُلْتُ مَقَالَة َ مُسْتَبْصِرِ
وَلَكِنَّنِي حِينَ جَدَّ الْخِصامُ
- رَجَعْتُ إِلَى كَرَمِ الْعُنْصُرِ
المراجع[+]
- ↑ "الصبر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-03-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "الصبر"، www.ar.wikiquote.org، اطّلع عليه بتاريخ 10-03-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "من أقوال السلف عن الصبر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "الدرر اللآلي من أقوال الحسن البصري (2)"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم وأقوال عن الصبر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "أقوال السلف والعلماء في الصبر"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "الصبر الجميل"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "صَبَرْتُ، وَما بِالصَّبْرِ عَارٌ عَلَى الْفَتَى"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "صَبَرتُ وَمِثلي صَبرُهُ لَيسَ يُنكَرُ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "صَبَرْتُ عَنكَ فلم ألفِظكَ من شَبَعِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "صبرت والصبر يعقب الظفرا"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "صَبرتُ على ريبِ هذا الزمانَ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-03-2020. بتصرّف.