سؤال وجواب

أهمية-التعاون-في-المجتمع


التعاون في الإسلام

إنّ التّعاون من الصّفات الحميدة التي يتحلّى بها الإنسان، كما أنّه جزء من بناء المُجتمع، فلولا تعاون الأفراد على العمل لأخفقت عمارة الأرض التي استُخلف فيها الإنسان ليطوّرها ويؤسّسها، فقد حثّ الدّين الإسلاميّ على التّعاون، فمن القرآن الكريم قوله -تعالى- عندما دعا موسى ربّه: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}،[١] وهذه الآية تدلّ على أهمّيّة التّعاون في المُجتمع بوجود أخ مُتعاون على البرّ والتّقوى، ومن الجدير بالذّكر أنّ التّعاون يكون فقط على البرّ وليس على العدوان كتعاون حمية الجاهليّة، وذلك واضح في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}،[٢] وفي هذا المقال سيتمّ التّعرُّف على أهمّيّة التّعاون في المُجتمع.[٣]

أهمية التعاون في المجتمع

تكمُن أهمّيّة التّعاون في المُجتمع بالآليّة المُتميّزة التي يشترك بها العديد من الأفراد؛ بهدف الوصول إلى النّتيجة المرجوّة والفعّالة، فقد حثّ الرّسول -عليه السّلام- على أهمّيّة التّعاون في المُجتمع وذكر ذلك في العديد من الأحاديث النّبويّة، والتّعاون له صور مُتعدّدة؛ كالتّعاون في العمل والدّراسة ومساعدة كبار السّن ومُساعدة الفُقراء والمساكين ممّا يدل على أهمّيّة التّعاون، وفيما يأتي بيان أهمّية وفوائد التّعاون:[٤]

  • التّعاون ضرورة من ضروريّات المُجتمع؛ لأنّ الاجتماع الإنساني ضروري؛ فإن كان مبني على العدوان لأصبح المُجتمع مُنهارًا، فالإنسان بطبيعته الفطريّة يحبّ أن يُساعده الآخرون، كما أنّه في بعض الأحيان لا يستطيع الوصول إلى حصيلة عمله لوحده.
  • التّعاون وصيّة أوصت بها الشّريعة الإسلاميّة فالله -تعالى- يأمر عباده بالتآلف وعدم الفرقة؛ لأنّ الفرقة تؤدّي إلى هلاك المُجتمع، والألفة والتّرابط بين الأفراد نوع من أنواع النّجاة، والرّسول -عليه السّلام- حث على التّعاون في قوله: "المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا".[٥]
  • التّعاون هو أساس الإنتاج والتفوّق والتّقدُّم الأكاديمي والفكري والعملي، كما أنّه يؤدّي إلى تحقيق المُساواة والشّعور بالإنسانيّة، بالإضافة إلى أنّه الطّريق الموصل إلى نيل الأجر من الله تعالى، والفوز بجنّته وكسب رضاه.
  • التّعاون سبب لنزع الكراهيّة والحقد بين النّاس وتوطيد أواصر الحبّ بالإضافة إلى تعزيز ثمرة الأخوّة الإسلاميّة، كما أنّه وسيلة تُساعد النّاس على مواجهة الأخطار والعَقَبات التي تواجهه ممّا يجعله يشعر بالقوّة والعزيمة والبعد عن الشّعور بالعجز والهزيمة.

معوقات التعاون

وبعد أن تمّ الحديث عن أهمّيّة التّعاون في المُجتمع من الجدير بالذّكر أن التّعاون يتلقّى بعض الموانع والمعوّقات، ومن هذه المعوّقات: الشّخص المُقتصر على رأيه والمُستبد له، فهذا الشّخص تُعجبه نفسه فقط، حيث تكون النّاس جميعها صغيرة في نظره؛ ممّا يعني صعوبة التّعاون معه، ومن المُعوّقات أيضًا الحكم على شخص معيّن بالسّوء لمجرّد السّماع عنه وليس السّماع منه وهذا مناقض لمبدأ التّعاون؛ لأنّ التّعاون قائم على السّماع من الأشخاص بشكل مُباشر وبدون وساطة، فالثّوابت الوهميّة التي تُؤخذ من خلال الآخرين تخرق أساس التّعاون الذي حثت عليه الشّريعة الإسلاميّة، وهذا يؤدّي إلى انعدام الثّقة بالآخرين وسوء الظّنّ بهم.[٦]

المراجع[+]

  1. سورة طه، آية: 28-32.
  2. سورة المائدة، آية: 2.
  3. "ثورة العمل والتعاون"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-02-2020. بتصرّف.
  4. "أهمية التعاون"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-02-2020. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 6026، صحيح.
  6. "معوقات في طريق التعاون"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-02-2020. بتصرّف.