نبذة-عن-هشام-بن-عبد-الملك
قيام دولة بني أمية
تُعرَّف الدولة الأموية بأنَّها ثاني دول الخلافة الإسلامية بعد دولة الخلافة الراشدة، حكمت سلالة بني أمية منذ عام 661م حتَّى عام 750م، وكان مؤسس هذه الخلافة معاوية بن أبي سفيان الذي عيَّنَ واليًا على الشام في عهد عمر بن الخطاب، وبعد أن قُتل علي بن أبي طالب وتولَّى الحسن بن علي خلافة المسلمين، تنازل الحسن لمعاوية بن أبي سفيان عن الخليفة باتفاقٍ يقضي بعودة الخلافة إلى الحسن بعد وفاة معاوية، ولكنَّ وفاة الحسن قبل معاوية أدَّت إلى انتقال الخلافة الإسلامية إلى البيت الأموي، وتولى خلفاء بني أمية على الخلافة كعبد الملك بن مروان وأولاده سليمان وهشام والوليد، وهذا المقال سيتحدَّث عن الخليفة هشام بن عبد الملك.[١]
هشام بن عبد الملك
هو هشام بن عبد الملك الأموي القرشي المولود سنة 691م في دمشق، وهو الخليفة العاشر من خلفاء بني أمية، استلم هشام خلافة المسلمين منذ عام 724م حتَّى عام 743م، وقد بلغت الدولة الإسلامية في عهد هشام أقصى مراحل امتدادها واتساعها في العالم، فبعد أن حارب المسلمون البيزنطيين استولى الجيش الإسلامي في عهد هشام بن عبد الملك على مدينة ناربونه ووصل إلى مشارف فرنسا حيث خاض الجيش معركة بلاط الشهداء ضدَّ الفرنجة، وقد اتَّخذ هشام في عهده عاصمة صيفية هي مدينة الرصافة إضافة إلى العاصمة الرسمية دمشق عاصمة الخلافة الأموية، ويُذكر في سيرته أيضًا أنَّه اهتم بالعلم فنشطتْ حركة الترجمة في عهده، كما قام بعدَّى إصلاحات زراعية، وجفَّف المستنقعات وزاد مساحات الأراضي المزروعة، فعاشتْ البلاد في عهده فترة هدوء وأمان عمَّتْ أرجاء بلاد الشام، وقد توفِّي هشام بن عبد الملك في الرصافة عام 743م، وقد عدَّه المؤرخون آخر من توفِّي من الخلفاء الأمويين الأقوياء.[٢]
سياسة هشام بن عبد الملك الخارجية
كان هشام بن عبد الملك خليفة قويَّ الشخصية، حازمًا راجح العقل، تمكَّن من قيادة الدولة خارجيًا وداخليًا بصرامة ولين معًا، يقول عنه فلهاوزن: "ولا شك أن المؤرخ يخطئ في تصور هشام، إذا ظن أنه كان خليفة لا هَمَّ له إلا أمور الإدارة والشئون الداخلية، على أن هشامًا لم يكن جنديًّا ولكنه لم يكن يرهب الحروب، بل هو وجهها بهمة وبكل الوسائل، وجهَّز جيوشًا كبيرة، ولم يدخر في ذلك الأموال ولا حياة الرجال وكانت يداه -دائمًا- مشغولتين بالمشروعات الحربية في أكثر المواضع تباعدًا؛ فقد كانت جيوشه تقف بالمرصاد للروم، واستمر في إقامة الحصون على الحدود...".[٣]
ولعلَّ أبرز ما يؤخذ على هشام من مآخذ أنَّه تغافل عن دعاة العباسيين الذين نشطوا في عهده بشكل كبير، فقد نشطتْ دعوات العباسيين المُشوِّهة لسمعةِ الدولة الأموية في عهد هشام في خراسان، ويُرجّح المؤرخون سبب انتشارهم إلى كراهية هشام للعنف وعدم اتباعه أساليب القمع والقتل والتدمير لضبط الدولة، فاستفحل أمر الدعاة وبدأت دعوات العباسيين تكبر في نهاية عهده وبعد وفاته أيضًا، يقول ابن كثير: "لما مات هشام بن عبد الملك مات مُلْكُ بني أمية وتولى، وأدبر أمر الجهاد في سبيل الله، واضطرب أمرهم جدًّا، وإن كانت تأخرتْ أيامهم بعهده، نحوًا من سبع سنين، ولكن في اختلاف وهيج، وما زالوا كذلك حتَّى خرجت عليهم بنو العباس فاستلبوهم نعمتهم وملكهم، وقتلوا منهم خلقًا وسلبوهم الخلافة"، والله تعالى أعلم.[٣]المراجع[+]
- ↑ "أمويون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "هشام بن عبد الملك"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "خلافة هشام بن عبد الملك"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.