أين-يقع-جبل-النور
تعبد النبي قبل البعثة
بعد زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من أمّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- وقبل نزول الوحي عليه حُبِّبَ إليه الخلاء، فكان يصعد إلى غار حراء في أعلى جبل النور وصار يجلس فيه أوقاتًا طويلة يتعبّد ويتفكّر في أمور الكون، وهذا الأمر -أي التّعبّد- أمرٌ قديم في أجداد النبي -عليه الصلاة والسلام- كعبد المطلب، وكانوا يسمّونه التّحنّث أو التّحنّف، ويُقال إنّ الأصل هو التّحنّث، ولكنّ العرب يبدلون الفاء ثاء، وقيل إنّ العرب عرفت هذا السلوك عن إبراهيم -عليه السلام- قديمًا، وبخاصّة في شهر رمضان المُبارك، وقد اختار النبي -عليه الصلاة والسلام- غار حِراء لإطلالته على الكعبة المُشرّفة، وهذا الغار يقع في جبل النور، والسؤال هو أين يقع جبل النور.[١]
أين يقع جبل النور
إذا سأل سائل أين يقع جبل النور، أو ما هو جبل النور فالجواب هو أنّ ذلك الجبل هو أحد جبال مكة المكرّمة وأحد أهمّ المواقع التاريخيّة في مكة، ويبعد عن المسجد الحرام قرابة 4 أو 5 كيلومترات،[٢] ويقع إلى الشمال الشرقي من المسجد الحرام، وترجع أهمية جبل النور من كونه كان مكان تعبُّد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يتعبّد فيه في غار حِراء، ويرتفع الجبل نحو 642 مترًا ويمتاز بانحداره الشّديد، وتبلغ مساحته حوالي خمسة كيلومترات و250 مترًا، وتشبه قمّته -بشكلها المميّز- القبّة أو سنام الجمل، ولجبل النور أهمية كُبرى في حياة المسلمين كونه شهد نزول الوحي أوّل مرة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما كان يتعبّد في غار حِراء، وبذلك يكون قد أُجيب على سؤال السائل الذي يسأل أين يقع جبل النور، وستقف الفقرة القادمة مع غار حِراء الذي أكسَبَ جبل النور تلك الأهميّة الكبيرة.[٣]
غار حراء
بعد أن تبيّن أين يقع جبل النور فإنّ الحديث سيكون عن غار حِراء، فقد مرّ سابقًا أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصعد إلى غار حِراء ويتفكّر وكان هذا التّفكّر في أمور الكون والملكوت هو عبادة تُسمّى التّحنّث أو التّحنّف، ويقع غار حِراء في أعلى جبل النور الذي صار يُسمّى فيما بعد جبل الإسلام؛ بسبب نزول الدعوة في هذا الغار الذي في هذا الجبل، وهذا الجبل أصلًا له أهميّة من قبل الإسلام ولكنّها ليست كأهميّته بعد الإسلام؛ إذ يُقال إنّ الحجر الأساس الذي بُنيت منه الكعبة كان من حجارة جبل النور، ويتّصف هذا الغار بكونه فجوة في الجبل طوله أربعة أذرع وعَرضُه ذراع وثلاثة أرباع، ولا يمكن لأكثر من خمسة أشخاص الجلوس فيه في آن معًا، ويُشرف الغار على الكعبة المشرّفة، ويُمكن للواقف فيه أن يرى كامل مكّة المكرّمة وأبنيتها، ويكون إلى يسار الذّاهب إلى جبل عرفات، فباختصار يكتسب هذا الغار أهميّته من ثلاثة أمور هي:
- أنّ حجارة الجبل الذي يقع فيه غار حراء قد بُنيت منها أساسات الكعبة المُشرّفة.
- أنّ هذا الغار كان خِيار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين صار يتعبّد قبل بعثته.
- أنّ الوحي هبط عليه حين كان يتعبّد في ذلك الغار، فكان المكان الذي شهد أوّل لقاء بين الوحي وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا باختصار ما يمكن الحديث عنه عن جبل النور، وأين يقع جبل النور، وكذلك غاره المشهور غار حِراء.[٤]
المراجع[+]
- ↑ "السيرة النبوية - (4) عبادته قبل البعثة"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "هل جبل ثور و جبل النور يدخلان في حدود الحرم المكي"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "جبل النور"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "غار حراء"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
