فوائد-المد-والجزر
محتويات
المد والجزر
المد والجزر هي ظاهرة طبيعية يتم فيها ارتفاع وانخفاض مستوى سطح البحر، وتتأثر بالأنظمة البرمائية للمحيطات وشكل الخط الساحلي بالإضافة إلى تأثيرات الرياح والضغط الجوي، ولا تقتصر ظواهر المد والجزر على المحيطات ولكن يمكن أن تحدث في أنظمة مائية أخرى، وتختلف ظاهرة المد والجزر في مختلف أجزاء الأرض وهي تمتد عبر نطاقات زمنية تتراوح من ساعات إلى سنوات، وهناك أجهزة لقياس المد والجزر يتم وضعها في محطات ثابتة عند مستوى المياه، وتتجاهل تلك المقاييس التغيرات التي تسببها الموجات قصيرة المدى، وسيتناول هذا المقال توضيح فوائد المد والجزر.[١]
تاريخ ظاهرة المد والجزر
إنّ انحسار المد والجزر هو أمر شائع منذ آلاف السنين، حيث إن القوى الجيولوجية التي تعمل على ذلك تعود إلى ملايين السنين مثل الصفائح التكتونية بالإضافة إلى تآكل التربة والترسبات التي تسببت في تباين المد والجزر في أماكن معينة بصورة عشوائية عبر التاريخ، وبعض ظواهر المد والجزر على الساحل الشرقي للولايات المتحدة على سبيل المثال كانت في الماضي أعلى بكثير مما هي عليه اليوم، ويعد المد والجزر في خليج فوندي في نوفا سكوتيا من بين الأكثر تطرفًا في العالم حيث يصل مداها إلى 55 قدمًا، ولم تصل إلى حد أكبر من ذلك منذ 5000 عام تقريبًا، ولكن في نفس الوقت كانت نسبة المد والجزر على ساحل المحيط الأطلسي الجنوبي من ولاية كارولينا الشمالية إلى فلوريدا أعلى بنحو 75 %، وتعد أنماط المد والجزر التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ هي نفسها كما هي اليوم.[٢]
تجدر الإشارة إلى أنه منذ حوالي 9000 عام كانت الأرض في زمن العصر الجليدي الأخير وكان هناك تضخيم هائل في المد والجزر وكانت نطاقات المد والجزر أكبر بثلاث مرات من تلك الموجودة اليوم، وأحد المتغيرات الرئيسة في المد والجزر القديمة كانت التغيرات في مستوى سطح البحر التي سببتها العصور الجليدية السابقة عندما تراكمت كميات هائلة من الجليد في نصف الكرة الشمالي منذ 15000 إلى 20000 عام، إنّ فهم تاريخ تأثير المد والجزر على الأرض والتغيرات الناتجة يساعد العلماء على تعيين فوائد المد والجزر بشكل أكبر والتنبؤ بشكل أفضل بالتغيرات المستقبلية.[٢]
أسباب المد والجزر
قبل توضيح فوائد المد والجزر تجدر الإشارة إلى أنّ ظاهرة المد والجزر تنتج عن قوى الجاذبية للقمر والشمس وكذلك قوة الطرد المركزي التي تنتج بسبب دوران الأرض، ومع تغيّر مواقع هذه الأجرام السماوية تتغير ارتفاعات الأسطح المائية، فعندما يتم محاذاة الشمس والقمر مع الأرض يتم سحب منسوب المياه في أسطح المحيطات المواجهة لهما ثم يرتفعان لاحقًا، وعلى الرغم من أنّ القمر أصغر بكثير من الشمس إلا أنّه أقرب بكثير، لذلك فإنّ للقمر تأثير في المد والجزر أكثر من الشمس، وليست كل ظواهر المد والجزر مرتبطة بالمواقف النسبية لهذه الأجرام السماوية، فبعض المسطحات المائية مثل المسطحات الضحلة مقارنة بالمحيطات تتعرض لتغيير مستويات المياه بسبب الاختلافات في الضغط الجوي، وهناك أيضًا حالات متطرفة أخرى تتجلى فيها ظاهرة المد والجزر ولكن لا علاقة لها بالمواقع الفلكية، وعلى سبيل المثال يُطلق البعض اسم ظاهرة المد على موجات تسونامي رغم أنّ هذه الظاهرة ناتجة بالكامل عن نزوح كميات كبيرة من المياه بسبب الزلازل والانفجارات البركانية ولا علاقة لها بالقمر أو الشمس.[٣]
فوائد المد والجزر
لتوضيح فوائد المد والجزر تجدر الإشارة أوّلًا إلى أنّ تلك الظاهرة تحدث في دورات منتظمة يمكن التنبؤ بها، والأفراد الذين يعيشون ويعملون في البحار والمحيطات يدرسون زمن حدوث المد والجزر ويتعلمون التنبؤ بحركاتها وتأثيراتها للاستفادة منها بشكل أفضل، ويمكن توضيح فوائد المد والجزر فيما يأتي:[٤]
الطقس
تؤثر ظاهرة المد والجزر على الطقس عن طريق تحريك مياه المحيط، وتمتزج التيارات الناتجة عن المد والجزر بالمياه القطبية التي لا يمكن أن تمتص الكثير من أشعة الشمس، وينتج عن ذلك ظروف مناخية يمكن التنبؤ بها وتفادي بعض التغيرات المناخية الناتجة عنها[٤].
الملاحة
وهي من أهم فوائد المد والجزر إذ تؤثر ظاهرة المد والجزر على عمق التيارات المائية في كل محيط، وقد تحتاج السفن إلى التنقل في المياه أثناء ارتفاع المد في بعض المناطق أو المخاطرة بالتجول، لذلك يتحرّز الملّاحون من مستوى الماء وعرض القنوات واتجاه تدفق المياه لتحديد أفضل وقت للسفر[٤].
صيد السمك
قد تتركز الأسماك بشكل كبير أثناء فترات حدوث ظاهرة المد والجزر، ولذلك يتبع الصيادون التجاريون زمن المد والجزر ويقومون بالصيد خلال تلك الفترات لتحسين استثماراتهم الاقتصادية والاستفادة من وقتهم بشكل أكثر كفاءة، وهناك كائنات بحرية مثل السلطعون وبلح البحر والقواقع والأعشاب البحرية وغيرها تعيش في المناطق التي تنتج عن المد والجزر[٤].
سلبيات المد والجزر
بعد توضيح أهم فوائد المد والجزر تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة المد والجزر لا تقتصر على الفوائد الهائلة الناتجة عنها والتي يستطيع الناس الاستفادة منها بل لها أيضًا سلبيات، ويمكن توضيح أبرز سلبيات المد والجزر فيما يأتي:[٥]
- على الرغم من إمكانية توقع حدوث المد والجزر فإن الطاقة الناتجة عن المد والجزر ليست دائمًا مصدرًا ثابتًا للطاقة لأنها تعتمد اعتمادًا كليًا على قوة وتدفق حركات الماء التي تعتمد على جاذبية الأجرام السماوية.
- يتطلب الاستفادة من المد والجزر زيادة تكاليف الاستثمار والصيانة والبناء بالإضافة إلى التكلفة المترتبة على إرسال الطاقة المولّدة من الأجهزة المغمورة في الأرض لأنها تتطلب كبلات طويلة تحت الماء.
- توليد الطاقة المتقطع الناتج عن المد والجزر يولّد الطاقة عشر ساعات فقط في اليوم.
- يزداد التآكل الساحلي في أوقات المد والجزر.
- إذا لم يتم التعامل مع المد والجزر بشكل صحيح فإن ذلك يمكن أن يخلق فوضى في شكل الطمي المتراكم والرواسب المختلفة.
المراجع[+]
- ↑ "Tide", en.wikipedia.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ancient Tides Wildly Different Than Today", www.livescience.com, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ "What Causes Tides?", www.universetoday.com, Retrieved 22-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Importance of Tides", sciencing.com, Retrieved 22-12-2019. Edited.
- ↑ "Basic Concepts of Tidal Energy in India", www.toppr.com, Retrieved 23-12-2019. Edited.