سؤال وجواب

ما-هو-اضطراب-القلق-الاجتماعي


مفهوم الاضطرابات السلوكية

الاضطراب السلوكيّ هو اضطراب نفسي يمكن ملاحظته عندما يسلك الفرد سلوكًا منحرفًا عن السلوك المتعارف عليه بالمجتمع بصورة واضحة، بحيث يكون السلوك متكررًا أي عدد مرات حدوثه كثيرة، أو مدة الحدوث أي الفترة الزمنية التي يحدث بها السلوك طويلة، أوأن يكون السلوك متظرفًا في شدته، وقبل الحكم على السلوك أنه مضطرب يجب الوضع بالاعتبار العمر والجنس والوضع الاجتماعي، ولا يعدّ السلوك اضطراب إلا إذا أحدث خلل في الوظائف الاجتماعية أو الأكاديمة أو المهنية أو غيرها من الوظائف، وإن مفهوم الاضطراب يختلف من مجتمع لآخر، ويندرج تحت الاضطرابات السلوكية اضطراب القلق الاجتماعي فما هو اضطراب القلق الاجتماعي.[١]

ما هو اضطراب القلق الاجتماعي

إن من أكثر المواقف التي تسبّب للأفراد القلق هو الحديث أمام العامة فهو على رأس قائمة المخاوف، حيث وجد أن واحدًا من بين كل خمس أشخاص يعتبر الحديث أمام العامة خوفًا مطلقًا، فما هو اضطراب القلق الاجتماعي، يمكن تعريف القلق الاجتماعي أنه ميل للانسحاب من أمام الآخرين، وبشكلٍ خاصّ هؤلاء الذين لا يعرفهم، فيشعر الفرد بالقلق وعدم الارتياح، ويرى أنه موضع تفحص وتدقيق من الآخرين، ويتداخل مفهوم القلق الاجتماعي مع الخجل فكلما كان الشخص خجولًا إزداد القلق الاجتماعي لديه، ويختلف مع مفهوم الحياء الذي هو درجة مناسبة من الخجل التي تتنساب مع الموقف الذي يكون فيه الفرد وتعطي له الشعور بالوقار والرقي في التعامل.[٢]

أسباب اضطراب القلق الاجتماعي

إنّ حالة الخوف الشديد من المواقف الاجتماعيّة والرغبة في الهرب تعود إلى عوامل واسباب فالانتقال من سؤال: ما هو اضطراب القلق الاجتماعي يؤدي إلى سؤال: ما هي أسباب هذا الاضطراب ومنها كالآتي:[٣]

أسباب نفسية

إنّ العاطفة التي يتحسّس بها بعض الناس بسبب صراع عاطفي قد تزيد من تأثيرها على قابلية الفرد على تحمل المواقف الاجتماعية، فينتقل الصراع الداخلي إلى الارتباط بمصدر خارجيّ بدلًا من المصدر الداخلي وعملية الانتقال هذه تكون لا شعورية، فلا يكون السبب الرئيس للرهاب الاجتماعي هو الموقف الاجتماعي نفسه بل اسباب خفية في اللاشعور عند الفرد قد تكون مواقف انفصال عانى منها الفرد في طفولته المبكرة وأثرت عليه في المستقبل لتاخذ شكل الرهاب الاجتماعي.

الربط الإشراطي

وتفسّر اضطراب القلق الاجتماعي بطريقتَيْن أولًا بأنه نتيجة ارتباط زمني ومكاني متكرر بموضوع وظرف معين مقلق ومحزن مع الموقف الاجتماعي، وينتهي الأمر بنسيان الظروف الأساسية للخوف أو القلق ويصبح الموقف الاجتماعي هو الباعث للقلق مثل شخص صادف أن يكون تقديمه لعرض أمام زملائه مع دخول متكرر لوالده للمشفى، وبعد فترة ينسى الفرد السبب الحقيقي للخوف بالموقف، ويبقى الموقف نفسه في ذاكرته، ثانيًا يكون سبب الاضطراب نتيجة عقاب على موقف اجتماعي كأن يذهب الطفل لحل مسألة على السبورة وينهال عليه المعلم بالألفاظ السيئة أو الضرب، ما يجعل زملاءه يضحكون عليه فتبقى هذه الخبرة السيئة، وتُعَمّم على جميع المواقف الاجتماعية.

أسباب فسيولوجية

يمكن أن يكون لاضطراب القلق الاجتماعي أساس فسيولوجي فيوجد مناطق بالدماغ ترتبط مع الشعور بالخوف ، والخلل بها يؤدي إلى الزيادة في ردة فعل الخوف.

أعراض اضطراب القلق الاجتماعي

يمكن معرفة ما هو اضطراب القلق الاجتماعي عند معرفة أعراضه والمظاهر التي تدل على وجوده عند الفرد، فلا بد أن لكل اضطرابات علاماتٍ تدل عليه وتميزه من اضطراب لآخر، ومن هذه الأعرض ما يأتي:[١]

  • أعراض سلوكية: مثل تجنب الاتصال البصري والتحدث بصوت منخفض جدًا والصمت وعدم الطلاقة اللفظية، وحركات جسدية غير ملائمة كالإفراط بالابتسام أو قلتها، وظهور تصرفات ملازمة للموقف الاجتماعي كاللعب بالشعر أو طقطقة الأصابع.
  • أعراض فسيولوجية: أيّ التغيرات التي تدث في جسم الفرد مثل زيادة معدل دقات القلب والتعرق والارتجاف والإحساس بجفاف في الفم والشعور بالغثيان والدوخة.
  • أعراض معرفية: أي الأفكار والبناء المعرفي الذي يحملها الفرد وتدل على وجود اضطراب القلق الاجتماعي، مثل انخفاض تقدير الذات والتمركُز حول الذات وحمل أفكار سلبية حول الذات والآخرين، والخوف من الظهور بمظهر الغبي أمام الآخرين ونقد الذات ورؤية الفرد لنفسه أنه مليء بالعيوب ووجود خوف من فقدان السيطرة على الموقف، ويوجد لديه توقعات سلبية حول الموقف الاجتماعي.
  • أعراض انفعالية: ظهور علامات انفعالية كالارتباك والحزن والشعور بالوحدة.

علاج اضطراب القلق الاجتماعي

إن بعد معرفة ما هو اضطراب القلق الاجتماعي لا بدّ من معرفة كيفية العلاج لأن القلق الاجتماعي من المشكلات التي تؤثر على العديد من مجالات الحياة التي تسرق السعادة من الأشخاص المصابين في هذا الاضطراب، وإنّ أول مرحلة تكون في معرفة ما هو اضطراب القلق الاجتماعي واستبصار الفرد في هذا الاضطراب، وعدم إنكار وجوده أو عدم سلوك مسلك العزلة للشعور أن الفرد تخلص من الاضطراب، ثانيًا، يمكن استخدام العلاج السلوكي بطريقة الاشراط الاجرائي بجعل الفرد يقوم بموقف اجتماعي ويتلقى التعزيز على سلوكه وبهذا يرى أن ليس كل موقف اجتماعي يدعي بالضرورة للإفراط بالخجل.[١]


ويمكن للفرد إن شعر أنّ الاضطراب مؤثر جدًا على حياته عليه بالذهاب لمرشد نفسي يمكنه اتباع بعض الأساليب العلاجية التي ستحسن حالته مثل تقليل الحساسية التدريجيّ الذي يفك الإشراط بين الموقف الاجتماعي والقلق ويستبدلها بالاسترخاء، والعلاج الأخير والذي لا ينصح به هو العلاج بالأدوية ولكنها اخر احتمال ممكن اللجوء إليه؛ لأنها تعالج أعراضًا وليس السبب الحقيقيّ، أما العلاج النفسي فيعالج سبب المشكلة.[١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث مصطفى القمش، خليل المعايطة (2013)، الاضطرابات السلوكية والانفعالية (الطبعة الرابعة)، عمان-الاردن: دار المسيرة ، صفحة 14،15،16،225،226،239. بتصرّف.
  2. مورى.بي شتاينن جون آرووكر (2002)، قهر الخجل والفلق الاجتماعي (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: مكتبة جرير ، صفحة 3،4،7. بتصرّف.
  3. سوسن مجيد (2015)، اضطرابات الشخصية (الطبعة الثانية)، عمان-الأردن: دار الصفاء للنشر والتوزيع، صفحة 230،231. بتصرّف.