مؤسس-علم-الكيمياء
محتويات
علم الكيمياء
هو العلم الذي يدرس خواص المواد وبنيتها وتركيبتها، والتغيرات التي تطرأ عليها، والطاقة التي تستهلكها أو تنتجها خلال هذه التغيرات، فكل عنصر سواء كان طبيعيًا أو مصنعًا يتكون من مجموعة من الذرات، وهذه الذرات بدورها تتكون من جزيئات أصغر، تشكل البنية الأساسية للعناصر الكيميائية، ويهتم علم الكيمياء بدراسة خواص هذه الذرات والقوانين التي تحكم تفاعلاتها، وكيفية الاستفادة من خواصها المختلفة وتوظيفها في مجالات عدة، وتاليًا سيتم التعرف على مؤسس علم الكيمياء.[١]
مؤسس علم الكيمياء
كانت الكيمياء مترافقة مع حضارة الإنسان منذ القدم، خلال سعي الإنسان دائمًا لمعرفة ماهية المواد وكيفية استخدامها في حياته اليومية، استخدم الخزافون طبقة من الزجاج لحفظ أوانيهم، واستُخدم التخمير لصنع الأجبان كذلك الحدادون الذين مزجوا النحاس والقصدير لصناعة البرونز، وعملية دباغة الجلود، وفي القرن الثامن الميلادي برز العالم المسلم جابر بن حيان واعتبر مؤسس علم الكيمياء، فقد كان أول من استخدم الأساليب العلمية لدراسة المواد، وعرف بأبي الكيمياء نظرًا لإنجازاته المهمة ومؤلفاته التي بلغت اثنين وعشرين مخطوطةً وصفت علم التقطير وعمليات التبخر والتكاثف والتسامي وغيرها.[٢]
يعد أبو موسى جابر بن حيان الأزدي أب الكيمياء العربية، ومؤسس علم الكيمياء، ولد في مدينة طوس في خراسان في العام 721م، والده حيان الأزدي من قبيلة أزد اليمنية، كان عطارًا في مدينة الكوفة إبان حكم الأمويين، انتقل إلى إيران حيث ولد جابر، ثم بعدها إلى اليمن حيث تلقّى جابر بن حيان علومه على يد العالم الحربي الحميري، عاد بعدها إلى الكوفة في عهد العباسيين وأصبح طالبًا لدى الإمام جعفر الصادق، درس ابن حيان الكيمياء والفلسفة وعلم الفلك والطب والصيدلة، وأصبح الخيميائي الرئيس للبلاط خلال حكم هارون الرشيد، وكان طبيبًا لكبار وزراءه المعروفين باسم البرامكة، توفي في الكوفة في العام في العام 851م.[٣]
أصبح اسم جابر بن حيان الأكثر شهرة، ليس فقط باعتباره مؤسس علم الكيمياء، بل لكونه مهّد الطريق أمام العلماء الذين تبعوه أمثال أبو بكر الرازي والكندي والطغرائي، كما تأثر الكيميائيون الأوروبيون في العصور الوسطى بكتبه، وقد ترجمت أطروحاته حول الكيمياء إلى اللغة اللاتينية وأصبحت من أهم المراجع القياسية للخيميائيين الأوروبيين، ويعود له الفضل في تعريف الكثير من المصطلحات الكيميائية التي ادرجت لاحقًا في لغات أوروبية مختلفة وأصبحت جزءًا من المصطلحات العلمية.[٤]
أهم إنجازات جابر بن حيان
يعود الفضل إلى جابر بن حيان في استخدام المنهج التجريبي في الكيمياء، وابتكار العديد من التفاعلات الكيميائية المستخدمة في الكيمياء الحديثة، مثل التبخر والتسامي والتبلور والتكلس، وتركيب العديد من الأحماض، واختراع الإمبيق، وهو عبارة عن أداة زجاجية لها عنق طويل تستخدم في عملية التقطير، إضافة إلى تركيب العديد من المعادن وصباغة الأقمشة ودباغة الجلود، واستخدام أكسيد المنغنيز في صناعة الزجاج، وتعريف الدهانات والزيوت، وكان أول من استحضر ماء الذهب.[٣]
صنّف جابر بن حيان العناصر الطبيعية لثلاث فئات: الكحول وهي المواد التي تتبخر لدى تسخينها، والمعادن مثل الذهب والفضة والحديد والنحاس، وأخيرًا الصخور التي يمكن تحويلها إلى مسحوق، وبينما انحصر استخدام علم الكيمياء قديمًا على أعداد العناصر الثمينة، وتمكن ابن حيان من تطويره عبر التجارب ودراسة التفاعلات الكيميائية وأسسها، مما أخرج الكيمياء من عالم الخرافات والأساطير إلى المنهج العلمي الدقيق، ولا يعد ابن حيان مؤسس علم الكيمياء فحسب، بل يعزى إليه تطور الكيمياء في أوروبا.[٣]
هناك ما يقرب من 3000 مقالًا وأطروحة تنسب إلى ابن حيان، ونظرًا لهذا العدد الهائل فقد شكّك بعض العلماء في نسبة هذه المؤلفات جميعها لابن حيان، وقالوا أنّ بعضها يعود لكتابات وتعليقات من قبل طلابه، ولكن تم رفض هذه النظريات فيما بعد باعتبار احتساب جزء أو فصل من كتاب بحد ذاته مما أدى إلى هذا العدد الكبير من المؤلفات، وأهمها ما يأتي:[٤]
- الكتب المئة والاثنا عشر: وهي الكتب التي خصصت للبرامكة؛ وزراء هارون الرشيد واعتبرت النسخة العربية من اللوحة الزمردية، وقد ترجم إلى اللاتينية في العصور الوسطى واعتبر من أهم المراجع للكيميائيين الأوروبيين.
- الكتب السبعون: وقد ترجمت إلى اللاتينية وتضم كتاب الأحجار وكتاب الزُهرة.
- كتب التصحيح العشرة: والتي تحتوي على توصيات علماء مثل فيثاغورس وسقراط وأرسطو وأفلاطون.
- كتب التوازن: وتتحدث هذه المجموعة عن نظريته الأشهر؛ نظرية التوازن في الطبيعة.
الكيمياء الحديثة
قبل دخول القرن العشرين، وصفت الكيمياء بأنّها سلوك المادة و دورها في التحولات المختلفة من حالة إلى أخرى، وبعد اكتشاف بنية الذرات النظام المتري، وتوحيد المصطلحات الكيميائية، واكتشف أنّ كتلة المادة تبقى ثابتة عند تحولها من حالة إلى أخرى.[٦]
فروع علم الكيمياء
على مر القرون، طرأت تطورات كبيرة على علم الكيمياء، وارتبطت أسماء عدّة بهذا العلم، جابر بن حيان مؤسس علم الكيمياء الأول، وأنطوان لافوازييه الذي اعتبر مؤسس علم الكيمياء الحديث، وظهرت تطبيقات عملية كثيرة وصناعات مختلفة مرتبطة به، وتعددت فروع علم الكيمياء، تعد الفروع الخمسة الرئيسة هي:[٧]
- الكيمياء العضوية: تعنى بدراسة عنصر الكربون ومركباته المختلفة.
- الكيمياء غير العضوية: تدرس المركبات التي لا تشملها الكيمياء العضوية كالمعادن، والتي لا تحتوي على الرابط C-H في تركيبها.
- الكيمياء التحليلية: وفيها يتم دراسة كيمياء المادة والأدوات المستخدمة لقياس خواص المواد.
- الكيمياء الفيزيائية: هو العلم الذي يستخدم التطبيقات الفيزيائية مثل الديناميكا الحرارية والميكانيكا الكمية لدراسة الكيمياء.
- الكيمياء الحيوية: هي دراسة العمليات الكيميائية التي تتعلق بالكائنات الحية.
المراجع[+]
- ↑ "Chemistry", www.britannica.com, Retrieved 5-12-2019. Edited.
- ↑ "History of Chemistry | Famous Chemists", www.livescience.com, Retrieved 5-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Jabir ibn Hayyan", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 5-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Jabir ibn Hayyan", en.wikipedia.org, Retrieved 6-12-2019. Edited.
- ↑ "What Is Modern Chemistry?", www.chegg.com, Retrieved 6-12-2019. Edited.
- ↑ "The father of modern chemistry is:", www.toppr.com, Retrieved 6-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "The 5 Main Branches of Chemistry", www.thoughtco.com, Retrieved 6-12-2019. Edited.