كيفية-صلاة-عيد-الأضحى
محتويات
الصلاة في الإسلام
الصلاة في الإسلام ركن من أركان الدين الإسلامي الخمسة، وهي عماد الدين المتين، وأساس نجاة المسلم يوم القيامة، وهي فرض على كلِّ إنسان مسلم ذكرًا كان أو أنثى، قال تعالى في سورة النساء: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}[١]، وتقسم الصّلاة في الإسلام إلى صلاة فرض وصلاة نافلة، أمَّا صلاة الفرض فهي خمس صلوات في اليوم والليلة، أما النوافل فهي السنن التي ترتبط بصلوات الفرض في اليوم، كما أن صلاة العيد وصلاة الجنازة وصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف كلُّها صلوات غير مفروضة على العبد في الإسلام، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على كيفية صلاة عيد الأضحى في الإسلام.
عيد الأضحى
عيد الأضحى في الإسلام هو أحد العيدين الذين جعلهما الله -سبحانه وتعالى- لعباده فرحةً ورحمة من عنده، ويوافق عيد الأضحى يوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويكون بعد وقفة سورة الكوثر: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}[٦]، وقال ابن قدامة في تفسير هذه الآية: "المشهور في التفسير أن المراد بذلك صلاة العيد"، والله أعلم.
كيفية صلاة عيد الأضحى
إنَّ كيفية صلاة عيد الأضحى تتفق مع كيفية صلاة عيد الفطر، وقد حدد العلماء كيفية صلاة عيد الأضحى بشكل تفصيلي بيانًا للناس وإيضاحًا لمن جهل كيفية صلاة العيد، وهي أن يؤم بالناس إمامهم وأن يصلِّي بهم صلاة العيد ركعتين، فيكبر في الركعة الأولى تكبيرة الإحرام ويكبِّر بعدها ست تكبيرات متتالية، ثمَّ يقرأ الإمام سورة الفاتحة ثمَّ يقرأ في أول ركعة بسورة ق أو بسورة الغاشية أو بسورة القمر، فهذا ما جاء عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.[٧]
وتجب الإشارة إلى أنَّ وقت صلاة العيد يكون بعد أن ترتفع الشمس قدر رمح، أي عند زوال حمرة الشمس، وينتهي وقتها عند زوال الشمس، وقد جاء في صحيح الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: "كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ.."[٨]، والله تعالى أعلم.[٩]
الخطبة يوم العيد
بعد الحديث عن كيفية صلاة عيد الأضحى، لا بدَّ من الحديث عن الخطبة في العيدين وحكمها في الإسلام، وفي حكم الخطبة ذهب جمهور العلماء إلى أنَّه على الإمام أن يخطب يوم العيد بخطبتين، يفصل بين هاتين الخطبتين بجلوس، كخطبة الجمعة تمامًا، قال الإمام مالك في هذا الحكم: "الخطب كلُّها، خطبة الإمام في الاستسقاء والعيدين ويوم عرفة والجمعة، يُجلسُ فيما بينها، يُفصل فيما بين الخطبتين بالجلوس"، وجاء عن الإمام الشافعي أنَّه قال: "عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: السُّنَّة أن يخطبَ الإمام في العيدين خطبتين يفصل بينهما بجلوس"، وقال الإمام النووي: "وما روي عن ابن مسعود أنَّه قال: السُّنة أن يخطب في العيد خطبتين يفصل بينهما بجلوس، ضعيفٌ غير متصل، ولم يثبت في تكرير الخطبة شيء، والمعتمد فيه القياس على الجمعة".[١٠]
وقد أجابت اللجنة الدائمة في الإفتاء عندما سُئلت عن الجلوس بين خطبتي العيد قائلةً: "خطبتا العيدين سنَّة وهي بعد صلاة العيد، وذلك لما روي النّسائيّ وابن ماجه وأبو داود عن عطاء عن عبد الله بن السائب -رضي الله عنهما- قال: شهدتُ مع النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- العيد فلمَّا قضى الصَّلاة قال: "إنَّا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلسْ ومن أحب أن يذهب فليذهب"[١١]، وقال الشوكاني -رحمه الله- في النيل: قال المصنف رحمه الله تعالى: وفيه بيان أنَّ الخطبة سُنَّة، إذ لو وجبتْ وجبَ الجلوسُ لها"، والله أعلم.[١٠]المراجع[+]
- ↑ سورة النساء، آية: 103.
- ↑ سورة الصافات، آية: 107.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 3603، أخرجه في صحيحه.
- ↑ "عيد الأضحى"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم صلاة العيدين"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الكوثر، آية: 2.
- ↑ "ما هي كيفية صلاة العيدين؟"، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 956، صحيح.
- ↑ "كيفية صلاة العيدين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "هل يَخطب في العيد خطبتين أو خطبة واحدة؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم: 2289، صحيح.