أسباب-الفتوحات-الإسلامية
محتويات
الرسالة الإسلامية
مع مطلعِ القرن الميلاديّ السابع بعث الله تعالى رسوله محمدًا الشريعة الإسلامية ما قبلها من الشرائع، ويكون الدين كله لله، وقد بدأ عليه الصلاة والسلام بدعوة عشريته الأقربين، ثم أمره الله بدعوة سائر بيوت مكة المكرمة؛ فتعرض هو ومن آمن معه لاضطهاد وأذى كفار قريش إلى أن أذن الله له بالهجرة إلى يثرب التي نورها الله باحتضانها للدعوة الإسلامية، فأسّس فيها المسلمون دولتهم التي قويت شوكتها بعد فتح مكة لتعم مختلف مناطق شبه الجزيرة العربية، ولتتواسع بعد وفاة النبيّ من خلال الفتوحات شرقًا وغربًا، وهذا حديث مفصّل عن أسباب الفتوحات الإسلامية، وأهم نتائجها.[١]
تعريف الفتوحات الإسلامية
قبلَ الخوض في أسباب الفتوحات الإسلامية يمكن تعريف هذه الفتوحات بأنّها مجموعة الحملات العسكرية التي خرج بها المسلمون لقتال من يحاربهم لردهم عن غايتهم السامية في تبليغ الرسالة، وقد بدأت بوادر هذه الفتوحات في غزوات الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وانحصرت أسباب الفتوحات الإسلامية في عهد الرسول بالدفاع عن المدينة المنورة، وعقد التحالفات مع القبائل العربية لتسهيل عملية نشر الدعوة الإسلامية، وقد توّجت هذا الغزوات بفتح مكة المكرمة في العام الثامن للهجرة، وبعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- خاض المسلمون حروب الردة ضد القبائل العربية التي انقلبت على أمر الإسلام؛ لتبدأ بعدها انطلاقة الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين التي شملت الشام والعراق وفارس ومصر وإفريقيا وصولا إلى الأندلس في أوروبا، وقد واجه فيها المسلمون إمبراطوريتَيْ الفرس والروم وقبائل البربر في إفريقيا ومملكة القوط في شبه الجزيرية الإيبيرية.[٢]
أسباب الفتوحات الإسلامية
لم تكن أسباب الفتوحات الإسلامية ذات مبدأ دنيويّ أبدًا، بل قامت على مطلب ديني يرتبط في أساسه بنشر الدعوة الإسلامية، وتبليغها لجميع الأمم والشعوب؛ لإخراجهم من عبادة العباد تحت سلطة الظلم والقهر والتبعية إلى عبادة الله الواحد في ظل شريعة المساواة والعدل وحفظ الحقوق، وعليه يمكن حصر أسباب الفتوحات الإسلامية في هدفين أساسيين، يندرج ضمنهما العديد من الأهداف، هما ما يأتي.[٣]
رد العدوان عن المسلمين
يعدّ تجهيز الجيوش لرد العدوان من أهم أسباب قيام الدول وبقائها والحفاظ على أراضيها؛ لذلك كان ردّ العدوان أول سبب من أسباب الفتوحات الإسلامية، وهو الأمر الذي دعى له القرآن في بداية مشروعية الجهاد عندما صار للمسلمين كيان حقيقي في المدينة المنورة بعد 13 سنة قضوها تحت ظلم المشركين دون أن يُشهروا سيفًا في وجه من ظلمهم فكان وتمثل ذلك أيضًا في فتح مكة عندما نقضت قريش عهدها، واعتدت على قوم من حلفاء المسلمين، فكان الفتح لرد العدوان الذي لو لم يواجه بالقوة لاستمر حتى يصل إلى أرض المسلمين، وكذلك كان قتال الروم في معركة مؤتة بعد أن قتل الغساسنة وهم حلفاء الروم رسول رسول الله إلى ملك بصرى، ثم كان ردّ عدوان الروم في غزوة تبوك، ليتتابع بعد ذلك تحضير الروم وتجهيزهم لمحاربة المسلمين الذين واجهوهم كما واجهوا الفرس الذين مزّقوا كتاب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وأرسلوا له بالتهديد والوعيد.[٤]
الدعوة لدين الإسلام
هو أعظم أسباب الفتوحات الإسلامية، فقد أمر الله المسلمين بتبليغ رسالة الإسلام إلى جميع الشعوب والأمم بهدف إخراجها من أوهام الوثنية وعبادة الحجارة، وتصحيح معتقداتها المحرّفة، وتنوير عقوله بنور الإيمان بالله وحده الخالق والمدبر الذي كرّم الإنسان وخلق البشر سواسية كأسنان المشط لا فضل فيما بيينهم لأبيض على أسود ولا لغني على فقير إلا بالتقوى، ولهذا فقد كان على المسلمين أن يعرضوا الدين أولًا محاولين بذلك شتى الوسائل، ثم كانوا يعرضون على أهل المدن البلدان دفع الجزية مع ضمان حرية المعتقد بشرط عدم التعرض للمسلمين في سعيهم لنشر الدين وهداية الشعوب، وبهذه السياسة التي تبتعد كل البعد عن العنف وتجعل القتال أمرًا اضطراريًا تمكّن المسلمون من فتح عدد كبير من المدن صلحًا بعهود كتبوها لأهالي المدن بعد خروج المقاتلين منها، وبهذا نشر المسلمون دعوتهم دون التعرض لأملاك الناس ودون تخريب للمدن، وهي غاية الدين الذي أمرهم بألا يشهرو سيفًا إلا بوجه من أراد قتالهم وثنيهم عن إبلاغ رسالتهم.[٣]
نتائج الفتوحات الإسلامية
بعد الحديث عن أسباب الفتوحات الإسلامية لا بُد من القول بأن هذه الفتوحات قد حققت ما أريد منها؛ فقد كانت عاملًا حاسمًا في حفاظ المسلمين على عقيدتهم وعزتهم وحمتهم من الافتتان بقوة أعدائهم واستطاع المسلمون خلال هذه السنين الطويلة ردّ أي نوع من أنواع العدوان على الثغور من خلال رفدها بالقوات وتجهيز المعسكرات وبناء المدن لتكون مراكز دفاع وانطلاق للحملات العسكرية، وعرف المسلمون أهمية وخطورة الأساطيل البحرية فجهزوا أساطيل لردها وقاموا بفتح الجزر التي اتخذها الروم منطلقًا لحملاتهم على مدن الساحل الشامي وسواحل أفريقيا.[٢]
وانتصر المسلمون في القرن الأول للبعثة الإسلامية على جميع الجيوش التي حاربتهم رغم بعض النكسات والهزائم في بعض المعارك، وبالنتيجة فُتحت جميع مدن بلاد الشام، وتابع المسلمون شمالًا وصولًا إلى أرمينيا، كما فتحت العراق وفارس وصولًا إلى أطراف بلاد الهند، وفي إفريقيا فتحت مصر وما جاورها وصولًا إلى برقة وطرابلس الغرب في عهد الخلافة الراشدة، ثم تابع المسلمون فتح الشمال الإفريقي في عهد الخلافة الأموية، واستطاعوا بعد ذلك المسلمون وخلال ثلاثة أعوام فتح بلاد الأندلس.[٥]
وقد ساعد حرص وأمازيغ وغيرها في إنارة شعلة الجزية ممن أراد البقاء على الدينه إلا بهدف الحماية، ورد أي عدوان، والدليل هو أن المسلمين كانوا يعيدون الجزية لأهل الذمّة إن وجدوا أنهم غير قادرين على حمايتهم، كما حصل مع أهل مدن الشام حين أعاد لهم أبو عبيدة بن الجراح مال الجزية لمّا اضطرت جيوش المسلمين للانسحاب جنوبًا نحو اليرموك للتحضير لصد جحافل الجيوش الرومانية، وغير ذلك الكثير من لمحات الإنسانية التي لم يذكر التاريخ مثيلًا لها من الرحمة والرأفة بالأسرى، وعدم تجويعهم والتنكيل بهم، وعدم قتال إلا من يحمل السيف، وعدم إحراق الجثث أو التمثيل بها، وحفظ أرواح من لا يستطيع القتال من النساء والأطفال والشيوخ، وكذلك الحفاظ على الثروات من زروع وأشجار مثمرة ومواشي.[٣]
المراجع[+]
- ↑ "إسلام"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الفتوحات الإسلامية"، www.marefa.or، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "أهمية الفتوحات الإسلامية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفتوحات بين رد العدوان ونشر الدعوة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "فتوحات إسلامية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الفتوحات الإسلامية (1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.