سؤال وجواب

فضل-سورة-يوسف


سورة يوسف

إنّ سورة يوسف من السّور المكيّة ما عدا الآية الأولى والثانية والثالثة والسابعة فهي آيات مدنية، ويبلغ عدد آيات سورة يوسف 111 آية، نزلت سورة يوسف بعد المصحف السورة الثّانية عشرة، بدأت السّورة بحروف مقطّعة "الر"، وقد ورد ذكر نبيّ الله يوسف أكثر من خمسة وعشرين مرّة، وسمّيت بسورة يوسف بهذا الإسم؛ لأنّها تسرد قصّة النّبيّ يوسف عليه السّلام، وسورة يوسف كغيرها من سور القرآن المكّيّة التي تسرد قصص الأنبياء، إلّا أنّها سردت قصّة النّبيّ يوسف بن يعقوب بشكل مفصّل، وما تعرّض إليه من أنواع البلاء من إخوته ومن الغرباء إضافة إلى كيد النّساء له، إلى أن نجّاه الله تعالى، وجلس على العرش، وخضع له كلّ من كاد له وتربّص به، وسيركّز محور هذا المقال على فضل سورة يوسف.[١]

فضل سورة يوسف

لمعرفة فضل سورة يوسف، يجدر العلم بإنّها قصّة متكاملة العناصر، مع ما تحمله من الفوائد والعبر والعظات، وقد نقلها الله -تعالى- إلى خاتم أنبيائه تخفيفًا عنه، ممّا لاقاه من كفار قريش ومن حالفهم، حيث قال الله -تعالى- في أوّلها مخاطبًا نبيّه محمّد، صلّى الله عليه وسلّم: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}،[٢] وقال أيضًا: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}،[٣] فأيّ مهموم أو حزين أو يائس عندما يقرأ سورة يوسف، لا بدّ وأنّه سيشعر بانشراح الصّدر تيمّنا بمجريات قصّة يوسف عليه السّلام، إذ بعد كلّ ما لاقاه النبي يوسف من الغدر والكيد من القريب والغريب، فإنّ الله -تعالى- نجّاه منهم جميعًا، فانتقل من حال إلى حال، ومن ذلّ إلى عزّ، ومن حزن إلى فرح وسرور،[٤] وكان عثمان ابن عفّان -رضي الله عنه- يُكثر من قراءة سورة يوسف، لقول الفرافصة بن عمير الحنفي: "ما أَخَذْتُ سورةَ يُوسُفَ إلا من قراءةِ عثمانَ بنِ عَفَّانَ إِيَّاها في الصُّبْحِ؛ من كَثْرَةِ ما كان يُرَدِّدُها"،[٥] فهي تُعوّد العبد المؤمن على الصّبر، فقد اجتمع ليوسف ثلاثة أنواع من الصّبر: صبرٌ على الطّاعة، وصبرٌ عن الحرام، وصبرٌ على أقدار الله تعالى.[٦]

جانب من قطاف سورة يوسف

إثراءً لمقال فضل سورة يوسف، سيتمّ المرور على بعض ممّا يستفاد منها، فعندما يتأمّل المسلم وغير المسلم سور القرآن الكريم ببصره وبصيرته، يستقي منها أمورًا كثيرة وعظيمة، فيستفيد منها في الحياة الدّنيا وفي الآخرة، فالمؤمن عندما يتلو كلام الله تعالى، فجزاؤه بكلّ حرف عشر حسنات، ولكن لا تكفي التّلاوة بدون فهم مقصود كلام الله تعالى، إذ لا بدّ من الوعي لما يقرأ، وممّا يجب وعيه في سورة يوسف ما يأتي:[٧]

  • بُدئت السّورة الكريمة بذكر العقل، وختمت بذكر الإيمان، إنّ دلّ ذلك فإنّما يدلّ على أنّ العقل السّليم يقود إلى الإيمان الصّحيح.
  • الحريّة نعمة من نعم الله -تعالى- على عباده، فالكلّ يسعى إليها بفطرته، حيث قال تعالى: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ}.[٨]
  • أكثر الأقوال في المدّة بين رؤيا يوسف وبين تأويلها وحدوثها حوالي ثمانين سنة، وأقلّها حوالي ثماني عشرة سنة، وعلى كلٍّ طالت المدّة أم قصرت، فإنّها تحقّقت، فعلى كلّ عبد مؤمن أن لا ييأس من رحمة الله -تعالى- وفرجه.
  • أخوة يوسف الذين كادوا له بسبب غيرتهم منه لقربه من أبيهم أكثر منهم، لو بدؤوا من حيث انتهوا، لما وقعوا في ظلم يوسف، ولَما تعرّض يوسف لِما تعرّض له من الرّحلة المؤلمة ومن عديد المحن والبلاء.

المراجع[+]

  1. "سورة يوسف"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-01-2020. بتصرّف.
  2. سورة يوسف، آية: 3.
  3. سورة يوسف، آية: 7.
  4. "هل قراءة سورة يوسف ينتفع بها المهموم والحزين "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-01-2020. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن الفرافصة بن عمير الحنفي، الصفحة أو الرقم: 825، حديث إسناده صحيح.
  6. "مائة فائدة من سورة يوسف عليه السلام:"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-01-2020. بتصرّف.
  7. "في أفياء سورة يوسف/ يا معارضي الأقدار"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-01-2020. بتصرّف.
  8. سورة يوسف، آية: 100.