سؤال وجواب

أنواع-آلة-الكمان


الآلات الموسيقية

الآلات الموسيقيّة هي الأدوات المتخصّصة بإصدار الأصوات الموسيقيّة، ويمكن استخدامها لأهدافٍ فنيّة أو بدافع المرح والتسلية والمتعة، وتتنوّع الآلات الموسيقية تنوعًا كبيرًا، ولكلّ آلة منها مكانتها الخاصة في الموسيقى، فمنها الآلات الوترية مثل: العود والكمان والجيتار، ومنها الآلات الهوائية مثل: الناي والمزمار، ومنها الآلات الإيقاعية مثل: الطبل والدف، وقد اخترع الإنسان الكثير من الآلات الموسيقية التي جاء بعضها بالصدفة، بعد أن كان يُصدر أصواتًا موسيقية على الأجسام الصلبة مثل: المعدن والخشب، وفي هذا المقال سيتم التعريف بواحدة من الآلات الموسيقية الشهيرة، وهي آلة الكمان، كما سيتم ذكر أنواع آلة الكمان.[١]

تعريف آلة الكمان

قبل ذكر أنواع آلة الكمان، لا بدّ أولًا من تعريف هذه الآلة، وآلة الكمان كما ورد تعريفها في معجم المعاني تعني: الكمنجة، وهي آلة طربية تتألف من أربعة أوتار وقوس عازف كمان، وهي من فصيلة الآلات الوترية، وتنحد من الرباب، وتتكون آلة الكمان من صندوق خشبي تُشدّ عليه أربعة أوتار، ويمر من فوق الأوتار قوس.[٢]، وآلة الكمان من أشهر الآلات الوترية الموسيقية التي استخدمت في الموسيقى الكلاسيكية، ويُوصف صوتها بأنه من أحن وأجمل الأصوات الموسيقية، ومهما اختلفت أنواع آلة الكمان، تبقى أرقى وأرق الآلات الوترية ذات القوس، وهي الآلة الأكثر تعبيرًا بينها، ولهذا فإنّ لآلة الكمان السيادة على الآلات الوترية جميعها منذ أكثر من قرنين، ولا يُنافسها في سيادة الآلات الموسيقية إلا البيانو، علمًا أنّ لكلّ آلة منهما خصوصية لا تتضارب مع الأخرى.[٣]

أنواع آلة الكمان

يظنّ البعض أنّ أنواع آلة الكمان لا تتعدى كونها نوعًا واحدًا، لكن في الحقيقة فإنّ أنواع آلة الكمان متعددة، وهذه الأنواع جميعها تنضم إلى عائلة الكمان الوترية، ولكلّ نوعٍ من أنواعها خصوصية مرتبطة فيه، ونشأ وتطور في مكانٍ معين، أما أهم أنواع آلة الكمان فهي كما يأتي:

  • الكَمَان الأَجْهَر: يُسمى أيضًا كونترباص أو كونتراباس، وهو أكبر أنواع آلة الكمان وأكثرها ضخامة، وله أربعة أوتار هي: "صول، لي، را، مي"، وصوت الكمان الأجهر غليظ، ويمكن العزف عليه بالنقر أو باستخدام القوس، وفي أغلب الأحيان يعزف عليه عازف الكمان واقفًا أو وهو جالس على كرسي مرتفع، وطول الكمان الأجهر مئة وثمانون سنتيمترًا، ومجاله الصوتي أوكتافين ونصف، علمًا أنّ الأوكتاف هي وحدة قياس الصوت الموسيقي.[٤]
  • الكمان الكهربائي: يُسمى أيضًا الكمان الصوتي الكهربائي، ويحتوي على لاقط كهرضغطي أو مغناطيسي، يصل إليه الكهرباء حسب الضغط، ثم يُحوّل سلسلة الاهتزاز إلى إشارة كهربائية مرسلة عبر كابل مكبر للصوت، وللكمان الكهربائي جسم رنان يُنتج الصوت بمستوى الاستماع، وقد أُنشئ من قبل فيكتور بفيل وأوسكار فيريلينغ وغيرهم، وأصبح رائج الاستخدام في الفرق الموسيقية.[٥]
  • كمان الرابي: من أقدم أنواع آلة الكمان، وقد اشتقّ من الرباب العربي الذي وصل إلى أوروبا عن طريق القسطنطينية، وتطوّر فيها، وقد مرّت هذه الآلة بالعديد من التعديلات حتى أصبحت بشكلها الحالي في القرن السادس عشر في إيطاليا الشمالية.[٣]
  • الكمان الحديث: ويُعدّ هذا النوع من أنواع آلة الكمان الشكل الحديث والمعروف من الكمان المعاصر، إذ إنّ أنواع آلة الكمان التي تنضم إلى هذا النوع هي ’لات الكمان من عائلات: أماتى وستراديقارى ووجوارنيرى، وكلّها نشأت في إيطاليا في القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر، وبقي شكل آلة الكمان كما هو عليه منذ ذلك الوقت إلى اليوم.[٣]

تاريخ آلة الكمان

بعد التعرّف على أنواع آلة الكمان، لا بدّ من إلقاء نظرة على تاريخ آلة الكمان، والاعتقاد السائد أنّ الآلات الوترية كانت قيثارية، وكلّها نشأت في الثقافات الفروسية لآسيا الوسطى، ومن الأمثلة عليها آلة البزق، ومنها تطورت لىلة الكمان، لهذا فإنّ أقدم عازفي كمان في العالم هم الأتراك والمنغوليين من آسيا الداخلية، وكانوا يملكون كمانات مستقيمة ذات وترين، وكانت هذه الأوتار مأخوذة من شعر الخيل، بعد ذلك انتشرت آلة الكمان إلى الصين والهند والإسراج في الهند والإمبراطورية البيزنطية، لكن الكمان بشكله الحالي ظهر في شمالي إيطاليا في القرن السادس عشر، أما الكمان الأوروبي الحديث ققد تطوّر تدريجيًا، واقتبست صناعته من ثلاثة آلات معروفه قبله وهي: الربابة وهي نفسها القيثارة ونهضة الكمان والقيثارة ذات الذراع، أما أقدم آلة كمان مويقة فهي بأربعة أوتار، أُنشئت في عام 1555 من قبل أندريا أماتي.[٥]

أهمية آلة الكمان

لآلة الكمان مكانة كبيرة بين الآلات الموسيقية عمومًا، والآلات الموسيقية الوترية خصوصًا، إذ تستطيع هذه الآلة تجسيد جميع التعابير الإنسانية بشكلٍ رقيق وإحساسٍ عالٍ يُظهر الاتفعالات القوية مثل الغضب واليأس، وذلك لامتلاكها تقنيات عديدة للعزف، وهذا يُعطيها قوة كبيرة، ممّا زاد في رواجه آلة الكمان بمختلف أنواعها، وأصبحت مكانتها معروفة بين جميع الشعوب، خصوصًا بعد أن أعطاها الموسيقار الإيطالي منتفردي السيادة على جميع آلات الأوركسترا في الأوبرات، فأصبح الفرق الموسيقية تعتمد على آلة الكمان بشكلٍ رئيس، حتى أصبح عدد آلات الكمان بأنواعها المتعددة يبلغ ما يقارب نصف مجموع الآلات الموسيقية في الفرق السيمفونية.[٥]

أصبح الرباعي الوتري يعتمد على أسرة آلة الكمان، كما يوجد لآلة الكمان رصيدًا تاريخيًا ضخمًا من المؤلفات الموسيقية العظيمة، إذ إن معظم المؤلفين الموسيقيين العظماء ألفوا قطعًا موسيقية لآلة الكمان أمثال بيتهوفن وباخ وموزار وباغنيني، كما أن عائلة الكمان تشترك في جميع السيمفونيات، وتُعدّ جزءًا أساسيًا منها، وعنصرًا أساسيًا في الأوركسترات السيمفونية، ومما يجدر ذكره أن أول من أدخل آلة الكمان بشكلها الحالي إلى الموسيقى العربية هو العازف أنطوان الشوا والد سامي الشوّا، الذي يُعرف بلقب "سلطان الكمان"، وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر، وازدهر الكمان في الموسيقى العربية كثيرًا بعدما دخل فيه التخت الشرقي.[٥]

المراجع[+]

  1. "آلة موسيقية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2019. بتصرّف.
  2. "عريف و معنى كمان في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "كمان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2019. بتصرّف.
  4. "كمان أجهر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث "كمان"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2019. بتصرّف.