سؤال وجواب

خصائص-المدرسة-السلوكية


تعريف السلوك

يعبّر السلوك عن مجموعة النظم والأفعال التي يقوم بها الأشخاص سواء أكانو أفرادًا أم جماعاتٍ، ويشمل السلوك جميع الكائنات الحية أو الكيانات الصناعية بالتزامن مع البيئة، ومن الممكن تعريف السلوك أيضًا على أنه الاستجابة للمثيرات التي تشكل النظام من حولنا سواء كانت هذه المحفزات سلبية أم إيجابية، داخلية أم خارجية، واعية أم غير واعية، ويعتقد بأن السلوك البشري يتأثر بالغدد الصماء وتعقيد نظامه العصبي، وبشكا عام تتمتع الكائنات الحية الأكثر تعقيد عصبيًا بقدرة أكبر على التعلم، وبالنسبة لسلوك الحيوانات فإنه يعتمد غالبًا على التكيف التطوري، وغالبا ما يرتبط تعريف السلوك مع خصائص المدرسة السلوكية.[١]

خصائص المدرسة السلوكية

للتعرّف على خصائص المدرسة السلوكية لا بد من تعريفها، ولتعريفها لا بد من البدأ بالعالم جون واطسون والذي بدأت هذه المدرسة على يده، فعرّف واطسون علم النفس على أنّه فرع من العلوم الطبيعية، والذي يتخذ من السلوك المتعلم وغير المتعلم موضوعًا له، ولأنه نادى بالسلوك الملاحظ فقد سميت مدرسته بالمدرسة السلوكية، افترض واطسون مجموعة من الافتراضات في علم النفس، أهمها أن السلوك هو عبارة عن نظام متعلم حيث تؤكد المدرسة السلوكية على أن السلوك هو عبارة عن استجابات يتم تعلمها من خلال البيئة المحيطة بالإنسان، والميل إلى استبعاد العوامل الفطرية، وهذا ما يؤدّي بدوره إلى الرقي بالإنسان ليتعلم.[٢]

وهذا الافتراض من أهمّ خصائص المدرسة السلوكية كما يجب أن يتم النظر لعلم النفس كعلم قائم بذاته ففي تعريف خصائص المدرسة السلوكية ينظر إلى هذا الافتراض كأهمّ عامل من العوامل الموجودة لنجاح المدرسة السلوكية وعلم النفس بشكل عام، بافتراض أن كل علم يحتاج للنظرية وكذلك لتجريبها، من خلال وسائل القياس الدقيقة كالملاحظة، وباعتبار أن علم النفس قائم على النظريات التجريبية فإن المدرسة السلوكية توفّر هذا العامل بدقة، حيث تلاحظ السلوك وتسجله ليتم دراسته بشكل عملي، كما دعت المدرسة السلوكية إلى محاولة تبسيط الطريقة والوسائل المستخدمة للقياس قَدْر الإمكان.[٢]

يؤمِن السلوكيون بمفهوم الإدراك، العاطفة والمنطق أيضا، ولكنهم يفضلون دراسة السلوك الظاهر والذي يمكن قياسه بشكل يتّسم بالموضوعية والعلمية، ولذلك فبالنسبة للمدرسة السلوكية إما أن يتم شرح العواطف والأفكار باستخدام مصطلحات سلوكية أو عدم وجود شرح عنها إطلاقًا، وهذا أهم خصائص المدرسة السلوكية، تؤمن السلوكية أيضا بأن هناك اختلاف طفيف بين سلوك البشر والحيوانات حيث يؤمن السلوكيون بعدم وجود فوارق كبيرة بين الإنسان والحيوان ولذلك فإنه لا ضير من إجراء التجارب العلمية على الحيوانات، وبالتالي أصبحت الفئران والحمام المصدر الرئيس للعلماء في بياناتهم ونتائجهم في الدراسات، كما يرى السلوكيون بأن السلوك هو نتيجة للتحفيز، حيث ينظر واطسون للسلوك مهما كان تعقيده بأنه استجابة للمحفزات الموجودة، ويمكن من خلال إجراء التجارب باستخدام المحفزات رؤية ردود فعل الحالة لهذه المحفزات.[٢]

أنواع النظريات السلوكية

خصائص المدرسة السلوكية واضحة ومُتَّفَق عليها، ولكن للسلوكية أنواع عديدة تختلف عن النهج الذي اتبعه واطسون في نظريته، ولكن العلماء الذين أضافوا للسلوكية كانوا قد استلهموا أفكارهم من عمل واطسون وجهده في تعريف خصائص المدرسة السلوكية، من أهم هذه النظريات ما يأتي.[٢]

السلوكية المنهجية

ترى السلوكية المنهجية القدرة على ملاحظة السلوك، والتنبؤ به والسيطرة عليه، تعبر السلوكية المنهجية ببساطة عن النهج الذي اتبعه واطسون في معاملة الكائنات الحية، والذي حدد السلوك بالمعايير الظاهرية حيث اعتبر بأن السلوك الداخلي والعواطف أشياء لا يمكن قياسها بل يمكن قياس ما يظهر من السلوك فقط،وهذا هو المبدأ الأساسي في قياس السلوك.[٢]

السلوكية الراديكالية

أسّسَ السلوكية الراديكالية العالم سكنر، ووافق على أهداف السلوكية باعتبارهما التنبؤ والضبط، كما وافق سكنر على أهمية العمليات الداخلية مثل الإدراك، واقترح شرحها في تحليل السلوك، كما يوجد فرق هام بين السلوكية المنهجية التي اتخذها واطسون والسلوكية الراديكالية، حيث آمنت السلوكية بأن عقل الإنسان حين يولد ما هو إلا صفحة بيضاء، في حين عارضت السلوكية الراديكالية هذه الفكرة وافترضت بأن الإنسان يولد باستعدادت فطرية تؤهله للقدرة على البقاء.[٢]

مبادئ السلوكية الراديكالية

تختلف مبادئ السلوكية الراديكالية قليلا وتفصل المؤثرات التي تبنتها المدرسة السلوكية، وتحاول النظر بعمق في موضوع السلوك وأهميته والمؤثرات التي من الممكن أن تجعل السلوك مختلفًا في كل موقف من مواقف الحياة، وهذه المبادئ كما يأتي.[٣]

السلوك موضوع قائم بذاته

افترض سكنر بأن النتيجة الحاصلة من خلال مؤثر لا تؤثر عليها البيئة فقط، وإنما تؤثر في الاستجابة عوامل كثيرة مثل القدرة العقلية والمؤثرات الدقيقة الموجودة ضمن هذه البيئة، وركز على العلاقة العقلية القائمة على الربط بين الموقف وبيئة ما وعرفها بالسلوك المشروط وغير المشروط، حيث يحدد معايير السلوك مجموعة من المؤثرات تحدد مجرى السلوك فيما بعد حسب ارتباطها بسلوك ما.[٣]

المفاهيم التحليلية والعلائقية

يعني هذا المفهوم ارتباط علاقة بين المحفز ونتيجته في الذهن، فقد يلاحظ الطالب بأنه حال تناوله للسكرفقد يقوي التركيز، ومع ذلك، فعندما تقوم أمه بإعطائه قطعة من السكر في حال قيامه بواجباته، فإن هذا يعدّ معززًا سلبيًا لتأثيره السيئ على الإنسان، فاقتران السلوك بالمعززات من الممكن أن يحدث استجابة شرطية وقد تكون المعززات سلبية أو إيجابية.[٣]

تاريخ المدرسة السلوكية

نشر إيفان بافلوف نتائج تجربته التي تتحدث عن التكيف بعد دراسته لعملية الهضم في الكلاب عام 1897، ثم أطلق واطسون المدرسة السلوكية في علم النفس ونشر مقالًا عن علم النفس باعتباره علم سلوكي عام 1913، أجرى بعدها بالتعاون مع راينر عام 1920 تجربة على اليتيم آلبرت بي، المعروف باسم آلبرت الصغير، على سلوك الخوف من جرذ أبيض، تبعهما ثورندايك عام 1905 في إطلاق قانون الأثر، والذي ينص على أن عواقب السلوك تحدد مدى تكراره لاحقًا، ثم كتب سكنر عام 1936 عن سلوك الكائنات الحية بشكل عام، وفي عام 1943 نشر كلارك هال مبادئ السلوك، وتم نشر كتاب والدن تو من قبل سكنر والذي وصف فيه المجتمع المثالي القائم على مبادئ السلوكية عام 1948، أتبعه تشومسكي بنقد لنظريته بعنوان مراجعة السلوك اللفظي عام 1959، نشر بعدها باندورا كتابًا بعنوان نظرية النزعة الاجتماعية وتنمية الشخصية عام 1963 جمع فيه بين الأسس السلوكية والمعرفية، ثم صدم سكنر المجتمع بكتابه وراء الحرية والكرامة الذي يناقش فيه وهم الإرادة الحرة عام 1971.[٤]

المراجع[+]

  1. "Behavior", en.wikipedia.org, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "behaviorism.html", www.simplypsychology.org, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "publication/299100427_Behaviorism", www.researchgate.net, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  4. "behaviorism.html", www.simplypsychology.org, Retrieved 26-11-2019.