أنواع-القرار-الإداري
محتويات
مفهوم الإدارة
من الصعب جدًا اختزال مفهوم إدارة الأعمال في تعريف واحد، خاصة في ظل انقسام الآراء حول هذا المفهوم، والذي يختلف تعريفه من مدرسة اقتصادية لأخرى، ومن الممكن اشتقاق تعريف يقرب من وجهات النظر المختلفة حول تعريف الإدارة، حيث يمكن تعريفها بأنها عملية تخطيط وتنظيم وقيادة ورقابة الأنشطة المتعلقة بالمنظمة، واستخدام كل مواردها في سبيل تحقيق الأهداف الموضوعة لهذه المنظمة، كما عرفها جورج تيري بأنها عملية يمارس فيها التخطيط الإدارة وتختلف نوعية هذا القرار بين إدارة وأخرى، وتعرف نظرية القرار على أنها مجموعة من النتائج أو الاستنتاجات المنطقية التي تساعد في عملية اتخاذ القرار مناسب في ظل ظروف معينة، وتنقسم نظرية القرار إلى ثلاثة أنواع سيتم ذكرها فيما ياتي مع التوضيح:[٢]
- القرار في ظل اليقين: حيث يتوفر لدى المدير أو الفرد مجموعة من البدائل والخيارات الواضحة والتي يتوفر عنها معلومات كافية وواضحة تساعد المدير في اتخاذه للقرار المناسب.
- القرار تحت النزاع: حيث إن هذه القرارات قد تتخذ في ظل وجود مشاكل ونزاعات إما داخل اتخاذ القرار على أنها عملية التفكير والتحليل المنطقي لعدة بدائل واختيار البديل الأمثل والأكثر كفاءة من بينها، حيث يتوجب على المدير تحليل الإيجابيات والسلبيات لكل قرار من القرارات المتاحة وتوقع نتائجها وانعكاساتها على المنظمة.[٣]
وقد عرفها هاريسون على أنها اصدار حكم معين عما يجب أن يفعله الفرد في موقف ما، وذلك بعد الفحص الدقيق للبدائل المختلفة التي من الممكن اختيارها، أما هربرت سايمون فيقول أن اتخاذ القرارات هو قلب الإدارة وأن المفاهيم النظرية يجب أن تستمد من منطق سيكولوجية الاختيار الإنساني، حيث إن القرارات وفق ما سبق تعد سلسلة متصلة من بعضها البعض، فأي قرار استراتيجي سيتبعه مجموعة من القرارات الصغيرة أو الروتينية، وأي قرار آخر سيلحقه قرار آخر أو يسبقه قرار حتى يتم تحقيق القرار الرئيس الذي سيقود إلى تحقيق الهدف الموضوع، فالتخطيط الذي يعد الطريق الصحيح لتحقيق الهدف، سيتم إيجاد أن القرارات هي المكون الأساسي للتخطيط والتي تدفعه إلى النور، فهي التي تساعد في التنبؤ المستقبلي وجمع المعلومات.[٣]
تحليل القرار الإداري
ويعد التحليل بشكل عام أحد أهم وظائف الإدارة وأدواتها في النشاط الإداري بشكل عام، حيث من الضروري جدًا استخدام أداة التحليل في العملية الإدارية بغية وضع الهدف المناسب أو القرار المناسب أو وضع القانون الداخلي الفعال وفي عملية التنظيم وتخطيط الموارد البشرية أو اتخاذ قرار بالموارد البشرية بالوظائف الأساسية الواجب التركيز عليه في المنظمة أو بقرار التخلص من وظائف أخرى غير مهمة في نشاط المنظمة، وبناءً على ما سبق يمكن القول بأن أنواع القرار الإداري تختلف بين بعضها البعض، حيث إن هنالك أنواع من القرار الإداري متعلقة بالناحية القانونية، أو على أساس الوظائف الأساسية في المنظمة التي سيتم ذكرها فيما يأتي مع التوضيح:[٥]
أنواع القرار الإداري من الناحية القانونية
يتطرق هذا النوع الذي يشتق من أحد أنواع القرار الإداري إلى المشكلات المتعلقة بنواحي قانونية عامة أو خاصة، سواء كانت هذه القوانين تنظيمية من داخل المنظمة أو عامة موضوعة من قبل الدولة، وتنقسم هذه الأنواع إلى الآتي:
- مدى القرار وعموميته: ويقسم هذا النوع إلى نوعين، الأول تنظيمي وهو المتضمن لقواعد عامة ملزمة تطبق على عدد غير محدود من الأفراد، والثاني هو الفردي الذي يخاطب فردًا بذاته.
- تكوين القرارات: وتنقسم بدورها إلى قرارات بسيطة ذات كيان مستقل وأثر قانوني سريع كتعيين موظف واحد، أو توقيع عقوبة على فرد بذاته، وهناك نوع ثاني كالقرارات المركبة التي تتدخل فيها عدة نواحي قانونية كإرساء مزاد أو مناقصة.
- أثر القرارات على الأفراد: هنالك قرارات ملزمة وهذا هو الأصل في القرار، وهنالك قرارات غير ملزمة كالنشرات والتعليمات التوضيحية وتعد بمثابة نصائح لا يسأل الأفراد عن تطبيقها.
- قابلية القرار للإلغاء: حيث يوجد من القرارات ما يمكن معارضته والاحتجاج عليه أو المطالبة بإلغائه في بعض المؤسسات.
أنواع القرار الإداري وفقًا للوظائف الأساسية
وهي قرارات متعلقة بالعنصر البشري وادارة الموارد البشرية، أو بتنظيم العملية بالتمويل: ويشمل ذلك حجم رأس المال اللازم لتمويل أنشطة المنظمة وتحديد رأس المال العامل والثابت ونسبة السيولة وقنوات التمويل.
- قرارات متعلقة بالوظائف الإدارية: وتشمل الأهداف المطلوب تحقيقها والإجراءات الواجب اتباعها ومدى إلزاميتها وتحديد الفئة المستهدفة من القرار.
أنواع القرار الإداري من حيث الشكل
وتختلف هذه القرارات عن بعضها البعض بناء على أسلوب معالجة الإدارة والتعامل مع هذه القرارات، حيث إنه يوجد إجراءات معينة لكل نوع وفيما يأتي سيتم توضيحها:
- القرارات الأساسية والروتينية: حيث تعالج القرارات الأساسية مشاكل معقدة وغير متكررة باستمرار، أما القرارات الروتينية فهي قرارات تتكرر باستمرار لذلك يكون لها أسلوب معين وإجراءات معينة.
- القرارات التنظيمية والفردية: حيث إن القرارات التنظيمية تمس جوهر المنظمة ككل ونشاطها، أما الفردية فتتميز بأنها ذات صفة شخصية كأي مشكلة تمس أثارها شخص واحد أو مجموعة صغيرة من الأفراد.
- القرارات المخططة وغير المخططة: القرارات المخططة تتم على أساس برنامج مخطط وتصبع بعد ذلك قرارات روتينية، أما القرارات غير المخططة فهي قرارات جديدة كالتحول من المركزية إلى اللامركزية مثلًا أو التحول من الإنتاج على الطلب للإنتاج المستمر.
صنع القرار العقلاني
وهي طريقة لانتقاء خيار من بين عدة خيارات متاحة في عملية صنع القرار، إذ يتوجب على المدير في عملية صنع القرار العقلاني تحليل الخيارات بطريقة منطقية وعقلانية مستندة إلى أسس علمية وتحليل منهجي وإلى الحقائق العلمية والنسب الرياضية المتعلقة في وضع المؤسسة المتأثرة من القرار المنوي اتخاذه سواء كان ذلك يمس في استثمارات المنظمة ووضعها المالي أو متعلقة في إدارة الموارد البشرية وحجمها ونوعيتها وقدراتها أو المتعلقة بالجوانب التسويقية كشكل المنتج وتغليفه وقنوات تسويقه أو بالمبيعات وحجمها، وغالبًا ما يتخذ المدير عدة إجراءات تحليلية وقياسية في مراجعة الحقائق والملاحظات والاطلاع على نتائج قرارات سابقة شبيهة بالقرار المنوي اتخاذه، حيث تعد عملية صنع القرار العقلاني أساسية في عملية اتخاذ القرارات الحساسة والمصيرية والتي لا تحتمل الأخطاء الكبيرة لانعكاسها على المنظمة بشكل عام والتسبب بظروف سلبية أو إيجابية على حد سواء.[٦]
شجرة القرار الإداري
شجرة القرار الإداري هي عبارة عن بنية تشبه المخطط الانسيابي، حيث تمثل كل عقدة داخلية اختبار ويمثل كل فرع من فروعها نتيجة لاختبار، إذ أنها أداة لمساعدة صُناع القرار في اتخاذ القرارات المناسبة للظرف الذي تمر به المنظمة وذو كفاءة وفعالية عالية في تحقيق أهداف المنظمة وتطلعاتها، حيث تتضمن شجرة القرار الإداري مجموعة من القرارات مشابهة للقرارات المراد اتخاذها ونتائجها المحتملة سواء كانت نتائج سلبية أو نتائج إيجابية، كما تظهر شجرة القرار الإداري النتائج التي قد تحدث بالصدفة، وتظهر نوعية الأدوات اللازمة لتطبيق القرار وتكلفتها والأدوات المساعدة، وتستخدم شجرة القرار الإداري بكثرة في بحوث العمليات وتحليل القرارات بهدف المساعدة في وضع استراتيجية تهدف إلى تحقيق الأهداف الموضوعة بفعالة وكفاءة عالية جدًا.[٧]
أساليب صنع القرار الإداري
تنبع أهمية صنع القرار من كون القرارات هي التي ستوجه العاملين في المنظمة والإدارات المختلفة في المنظمة، حيث يقع على عاتق صانع القرار توجيه نشاط المنظمة ككل واتخاذ قرارات متنوعة تتراوح بين المهم والأقل أهمية اعتمادًا على نوعية القرار والغاية منه، لذلك يعد الأسلوب في اتخاذ القرار مهمًا، وفيما يأتي ذكر لأساليب اتخاذ القرار: [٨]
- التفكير الجماعي: حيث يعد هذا الأسلوب ديموقراطي في عملية صنع القرار، إذ أن المدير يتباحث مع مجموعة من الأفراد قبل اتخاذ القرار بهدف الاطلاع على وجهة النظر وبالتالي يتم اتخاذ قرار أكثر عقلانية.
- المعلومات الموجهة: حيث يعتمد هذا النوع من صنع القرار على الأرقام والإحصائيات، فكلما زادت المعلومات ازدادت قدرة الإدارة على اتخاذ القرار المناسب
- ردود الأفعال الغريزية: حيث يعتمد المدراء الذي يتخذون قراراتهم بناء على ردود الفعل الغريزية على مشاعرهم في اتخاذ قرارات سريعة ويتصف هذا النوع من القرارات بالمخاطرة العالية.
- القائمة المنهجية: ويمتاز هذا النوع من المدراء بالنظر إلى الأمام إلى إيجابيات القرار وسلبياته وتحليله بطريقة منهجية وعقلانية.
- الاسترشاد الروحي: وتمتاز هذه الفئة من المدراء بإيمانها بالمعتقدات الروحية ومحاولة الاستماع إلى صوت الروح في عملية صنعهم للقرار حيث يستخدمون أساليب كالصلاة والعزلة كأساليب في اتخاذ القرار.
- السلبي المتردد: ويمتاز هذا النوع من المدراء بالتردد والسلبية ويحاولون الابتعاد عن اتخاذ القرارات وعادة ما يصدرون قراراتهم بناء على آراء الأشخاص المحيطين بهم.
نظام دعم القرار الإداري
وهو أحد تطبيقات الحاسب الآلي حيث يقوم هذا التطبيق بجمع البيانات وتنظيمها وتحليلها وتصنيفها بهدف مساعدة صناع القرار على اتخاذ القرار المناسب الذي يساعد في الوصول إلى أهداف المنظمة بكفاءة وفاعلية، حيث أن نظام دعم القرار يقوم بإظهار البيانات المتعلقة بالقرارات المشابهة والتي اتخذت سابقًا ويظهر ما ترتب عليها من نتائج سلبية وإيجابية وإذا ما كانت هذه القرارات قد حققت الهدف منها، ويعمل نظام دعم القرار على تجميع بياناته من مصادر مختلفة كالبيانات الأولية والمستندات الرسمية وغير الرسمية ومن الموظفين والإدارة العليا والإدارات التنفيذية، وقد تتضمن بيانات نظام دعم القرار أرقامًا تتعلق بالإيرادات والمبيعات المتوقعة، ومقارنات لأرقام المبيعات بين فترات زمنية مختلفة، وتستخدم مثل هذه التطبيقات في التشخيص الطبي والتحقق من القروض وتقييم العطاءات وغيرها.[٩]
المشاكل الإدارية في صنع القرار
قد تواجه الإدارة بعض الصعوبات في عملية صنع القرار الإداري قد تعوق صدوره بالصورة الصحيحة كما قد يواجه القرار بالرفض من قبل المرؤوسين لتعارضه مع مصالحهم، مما يتطلب من الإدارة بذل جهود أكبر وامتلاك مهارات جديدة، وتتنوع هذه الصعوبات في المنظمة، حيث من الممكن أن تكون معوقات بيئية ويقصد هنا بيئة المنظمة، مشاكل متعلقة بشخصية صانع القرار، أو في عملية إدراك المشكلة وتفسير الحقائق، والتخوف والشك لدى العاملين أو الإدارة نفسها مما ينعكس سلبًا على عملية اتخاذ القرار و درجة التزام المرؤوسين به.[٥]المراجع[+]
- ↑ "management", www.businessdictionary.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
- ↑ "decision theory", www.businessdictionary.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "decision-making", www.businessdictionary.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "decision analysis", www.businessdictionary.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت عمرو غنايم، علي الشرقاوي (1981)، تنظيم وإدارة الأعمال (الطبعة 2)، بيروت: دار النهضة العربية ، صفحة 120، جزء الثالث . بتصرّف.
- ↑ "rational decision making", www.businessdictionary.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
- ↑ "Decision tree", www.wikiwand.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
- ↑ "The 7 Styles of Decision Making", www.entrepreneur.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
- ↑ "decision support system", www.techopedia.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.