ما-هو-علم-البيان
علوم البلاغة
تعدّ البلاغة فرعًا من فروع اللغة العربيّة، والبلاغة هي مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال والتفكير في المعاني الصادقة المبتكَرَة، فتكون حَسَنة الترتيب، مع توخي الدقّة في انتقاء الألفاظ وبعض الأساليب المستخدمة بحسب مواطن الكلام وموضوعاته[١]، والعلم الذي له كبير الاختصاص بالبلاغة هو علم المعاني، وهذا العلم يعرف به أحوال اللفظ العربي المستخدم، التي يتطابق بها مع مقتضى الحال، وكذلك الحال أيضًا في علم البيان، الذي يعرف به تحسين الكلام بعد القيام برعاية تطبيقه على مقتضى الحال، أمّا والاستعارة، وجميع هذه العناوين تظهر كيفية أداء المعنى الواحد بأساليب مختلفة، ومن خلال ما سبق تمّت الإجابة بنوع من التفصيل الموجز حول سؤال: ما هو علم البيان،[٤]
التشبيه
فيما تقدّم كان حديثًا موجزًا حول الإجابة عن سؤال: ما هو علم البيان، وتجدر الإشارة في هذا الباب إلى تعريف التشبيه، وهو أحد أهم الموضوعات التي تندرج تحت عنوان: ما هو علم البيان، والتشبيه هو إيراد مماثلة بين شيئين أو أكثر، مع اشتراكهما في صفة واحدة أو أكثر لهدف يريده المتكلم، وذلك من خلال إحدى أدوات التشبيه، وهي: الكاف، كأن، مثل، شبه، وأركان التشبيه هي: المشبّه، والمشبه به، والأداة ووجه الشبه، ويقسم التشبيه إلى عدة أقسام وهي:[٥]
- التشبيه المرسل: وهو ما ذُكِرت فيه أداة التشبيه، مثل: حاتمٌ كالبحر في العطاء.
- التشبيه المؤكد: وهو ما حُذِفت منه أداة التشبيه، مثل: المال سيفٌ نفعًا وضرًّا.
- التشبيه المجمل: وهو ما حُذِف منه وجه الشبه، مثل: العالم سراج أمته.
- التشبيه المفصل: وهو ما ذُكِر فيه وجه الشبه، مثل: هو كالعسل حلاوة.
- التشبيه البليغ: وهو ما حُذِف منه أداة التشبيه ووجه الشبه، مثل: عليٌّ أسد.
المجاز
وبعد الإجابة عن سؤال: ما هو علم البيان، لا بدّ من تعريف المجاز؛ فالمجاز هو أحد فروع علم البيان، وهو اللفظ الذي يستعمل في غير ما وضع له، مع وجود قرينة تمنع من إرادة المعنى، وقد تكون القرينة لفظيّة أو محليّة، ويقسم المجاز إلى أربعة أقسام وهي: مجاز مفرد مرسل، ومجاز مفرد بالاستعارة، ومجاز مركّب مرسل، ومجاز مركّب بالاستعارة[٦]، ومن أشهر علاقات المجاز التي لا بدّ من ذكرها في موضوع: ما هو علم البيان، ما يأتي:[٧]
- علاقة السببية: وهي إطلاقِ اسم السبب، كالتعبير عن القدرة.
- علاقة المسببية: وتتمثّل هذه العلاقة في إطلاقُ اسم المسبب على السبب؛ كتسمية المرض المهلِك بالموت.
- علاقة المشابهة: وتكون في تسمية الشيء بأيّ اسم ما يشابهه في الصفة؛ كإطلاق صفة الأسدِ على الشخص القويّ الشُّجَاع.
- علاقة المضادة: كتسميةِ الصحراء المهلكة بالمَفَازَة.
- علاقة الكلِّية: وتتمثل في إطلاق اسمِ الكل على الجزء؛ كقولنا: جعل الجنود أصابعهم في آذانهم من شدّة الصواعق.
- علاقة الجزئية: وتتمثّل في إطلاقُ الجزء على الكل؛ كإطلاق لفظ الرَّقَبة على العبد، فنقول في إعتاقه: تحرير رقبته.
- علاقة تسمية الشيء باعتبار ما كان عليه: مثل تسميةِ العتيق عبدًا.
- علاقة اعتبار ما سيكون: مثل تسمية العنبَ بالخمر.
الكناية
عند الإجابة حول سؤال: ما هو علم البيان، يجدر التطرّق للحديث عن الكناية، والكناية هي عدم التصريح بالشيء، مثل قول شيئًا دون التصريح به، فيتمّ الإتيان بجملة تفيد المعنى ولكن ليس المعنى المراد نفسه، إذن فالكناية لفظ أُريدَ به لازم معناه، مع إرادة ذلك المعنى، مثل: طويل النجاد؛ أي طويل القامة[٨]، والكناية من ألطف الأساليب المستخدمة في علم البلاغة وأدقّها، وهي كذلك أبلغ من التصريح وقول الحقيقة، لأنّه يكون الانتقال فيها من الملزوم إلى اللازم، مثل: زيد كثير الرماد، أي زيد كريم، وقد قسّم علماء اللغة العربية الكناية بحسب المعنى الذي تدلّ عليه إلى ثلاثة أقسام:[٩]
- كناية عن صفةٍ: ويكنى بها عن صفة لازمة للمعنى، مثل: هو ربيب أبي الهول، وتكنى عن شدة كتمانه لسره.
- كناية عن موصوف: ويكنى فيها عن ذات أو موصوف، مثل: أبناء النيل، وتكنى عن المصريين.
- كناية عن نسبة: وهي التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شيء متصل بالموصوف، مثل: الخيل معقود بنواصيها الخير، كناية عن نسبة الخير إلى الخيل.
الاستعارة
تعدّ الاستعارة إحدى أهم فروع علم البيان، وعند الإجابة عن سؤال: ما هو علم البيان، لا بدّ من الحديث حول الاستعارة، والاستعارة لغة: طلبُ شيءٍ ما للاستفادة منه فترة زمنية من دون مقابل، على أن يَرُدَّه المستعير إلى الْمُعِير عند انقضاء المدّة الممنوحة له، أو عند الطلب، أمّا الاستعارة اصطلاحًا: فهي استعمال لفظ معيّن في غير ما وضع له، مع وجود قرينة صارفة عن إرادة المعنى، بالإضافة إلى أنّ الاستعارة تشبه المجاز في الاستعمال اللغوي للكلام، وأصلها تشبيه معيّن حذف منه المشبّه ووجه الشبه وأداة الشبه، ولم يبقى من هذا التشبيه إلّا ما يدلُّ على المشبه به، مع استخدام أسلوب استعارة اللفظ الذي يدلُّ على المشبه به، واستعمالها في الكلام وذلك بدلًا عن ذكر لفظ المشبه، وبناء على ذلك يتمُّ تقسيم الاستعارة إلى أربعة أركان وهي:[١٠]
- اللفظ المستعار.
- المعنى المستعار منه، وهو المشبّه به.
- المعنى المستعار به، وهو المشبّه.
- القرينة الصارفة عن إرادة ما وُضِع له اللّفظ.
المراجع[+]
- ↑ محمد أحمد قاسم، محيي الدين ديب (2003)، علوم البلاغة (الطبعة الأولى)، طرابلس: المؤسسة الحديثة للكتاب، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ جعفر السيد باقر الحسيني (2009)، أساليب البيان في القرآن الكريم (الطبعة الأولى)، إيران: مؤسسة بوستان كتاب، صفحة 145. بتصرّف.
- ↑ "علم البلاغة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-10-2019. بتصرّف.
- ↑ جعفر السيد باقر الحسيني (2009)، أساليب البيان في القرآن الكريم] (الطبعة الأولى)، ايران: مؤسسة بوستان كتاب، صفحة 196. بتصرّف.
- ↑ "علم البلاغة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "المجاز وأنواعه"، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "المجاز"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "من علوم البلاغة: الكناية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الكناية وأنواعها"، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الاستعارة"، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.