سؤال وجواب

ما-هي-البحور-الشعرية


الشعر العربي

الشّعر العربيّ هو كلام ذو معنى موزون مقفّى، مقصود به ذلك، ويكون أكثر من بيت واحد، ولذلك ما جاء في الكتاب والسّنة النّبويّة من كلام موزون، لا يعدّ شعرًا لأنّه لم يقصده الشّعر، وقال بعض العلماء عن الشّعر: بأنّه فصّل قطعًا متساوية في الوزن، متّفقة في الحرف الأخير منها، وتسمّى كلّ قطعة منها بيتًا، ويسمّى الحرف الأخير من كلّ بيت الذي بنيت عليه القصيدة حرف الرّويّ، والقافية من كلّ بيت شعريّ من آخر ساكن إلى أقرب ساكن قبله مع المتحرّك قبله، وتسمّى مجموعة الأبيات التي قالها الشّاعر قصيدة، وكلّ بيت قد يكون منفرد بفكرة لوحده، وقد يكون مرتبط المعنى مع غيره، وسيتمّ في هذا المقال الإجابة على السّؤال المطروح: ما هي البحور الشعرية؟[١]

علم العروض

علم العروض هو علم يُعرف من خلاله جيّد الشّعر من فاسده، فهو ميزان الشّعر العربيّ، حيث يبحث عن أحوال الأوزان المعتبرة، كما النّحو معيار اللّغة والكلام به يُعرف المعرب من الملحون، كذلك علم العروض من خلاله يُعرف مكسور الشّعر من موزونه، ويرجع الفضل في وضع علم العروض إلى أحد أئمة اللّغة والأدب، وهو الخليل بن أحمد الفراهيدي في القرن الثّاني عشر، فقد أوجد الخليل خمسة عشر بحرًا، وزاد عليها الأخفش البحر السّادس عشر، وأطلق عليه اسم الخبب "المتدارك"، وقد استطاع الخليل أن يحصر كلّ أشعار العرب في بحوره، وكان دافعه لمعرفة علم العروض معرفته بالنّغم والإيقاع، هي التي أرشدته إلى علم العروض، فهما متقاربان في المأخذ، وانطلاقًا من هذا التّعريف سيتمّ التّركيز على الإجابة عن السّؤال المطروح: ما هي البحور الشعرية؟ [٢]

ما هي البحور الشعرية

للإجابة عن سؤال: ما هي البحور الشعرية؟ لا بدّ من تعريفها أوّلًا، و هي الأوزان الشّعريّة المؤلّفة من تفعيلات مختلفة بين بحر وآخر، أو الإيقاعات الموسيقيّة المختلفة للشّعر العربيّ، وهي خمسة عشر بحرًا اكتشفها الفراهيديّ، وزاد تلميذه الأخفش بحرًا آخر، وسمّاه المتدارك لتداركه إيّاه، وهذه الإجابة على سؤال: ما هي البحور الشعرية:[٣]

طَوِيلٌ لَهُ دُونَ الْبُحُورِ فَضَائِلُ

فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُ
  • البحر المديد:

لِمَدِيدِ الشِّعْرِ عِنْدِي صِفَاتُ

فَاعِلَاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلَاتُن

إِنَّ الْبَسِيطَ لَدَيهِ يُبْسَطُ الْأَمَلُ

مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُن
  • البحر الوافر:

بُحُورُ الشِّعْرِ وَافِرُهَا جَمِيلُ

مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ
  • البحر الكامل:

كَمُلَ الْجَمَالَ مِنَ الْبُحُورِ الْكَامِلُ

مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ
  • البحر الهزج:

عَلَى الأَهْزَاجِ تَسْهِيلُ

مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ
  • البحر الرجز:

فِي أَبْحُرِ الْأَرْجَازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ

مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
  • البحر الرمل:

رَمَلُ الْأَبْحُرِ تَرْوِيهِ الثِّقَاتُ

فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ
  • البحر السريع:

بَحْرٌ سَرِيعٌ مَا لَهُ سَاحِلُ

مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ
  • البحر المنسرح:

مُنْسَرِحٌ فِيهِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ

مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولَاتُ مُفْتَعِلُنْ
  • البحر الخفيف:

يَا خَفِيفًا خَفَّتْ بِهِ الْحَرَكَاتُ

فَاعِلَاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلَاتُنْ
  • البحر المضارع:

تُعَدُّ الْمُضَارِعَاتُ

مَفَاعِيلُنْ فَاعِلَاتُنْ
  • البحر المقتضب:

اِقْتَضِبْ كَمَا سَأَلُوا

مَفْعُولاتُ مُفْتَعِلُنْ
  • البحر المُجتثّ:

إِنْ جُثَّتِ الْحَرَكَاتُ

مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلَاتُنْ
  • البحر الْمُتَقَارِبِ:

عَنِ الْمُتَقَارِبِ قَالَ الْخَلِيلُ

فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ
  • البحر المُحْدَثِ أو المتدارك:

حَرَكَاتُ المُحْدَثِ تَنْتَقِلُ

فَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلُ

شواهد على البحور الشّعرية

كما سبق، فقد استوعب الخليل بن أحمد الفراهيدي كلّ أشعار العرب في بحوره العروضيّة، وقد أهمل بحر المتدارك لأنّه ظنّه أنّه مهملًا ولكن تداركه الأخفش، ويأتي سرد الشّواهد المناسبة على البحور الشّعريّة، ليتمّ إغناء الإجابة على السّؤال المطروح: ما هي البحور الشعرية؟ والأمثلة هي على الشّكل الآتي:

  • قال امرؤ القيس من البحر الطّويل:[٤]

قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
  • قال ابن الأبار البلنسي من المديد:[٥]

أذِنَتْ أرْضُ العِدَى بافْتِتَاحِ

هَلْ وَرَاءَ الليْلِ غَيْرُ الصّباحِ
  • قال الأعشى من البحر البسيط:[٦]

ودِّعْ هُرَيْرَةَ إن الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ

وهَلْ تُطِيقُ وَدَاعـاً أَيُّهَا الرَّجُـلُ

لم أَدْرِ، جِنِّيٌّ سَبَاني أَمْ بَشَرْ

أَمْ شَمْسُ ظُهْرٍ أشْرَقَتْ لي أَمْ قَمَرْ!
  • قال مبارك العقيلي من بحر الرّمل:[١١]

خلِّ عنكِ الصّدَّ يا بدرَ الدُّجَى

لا تنِ لي قاطعاً منكِ الرَّجا
  • قال ابن خفاجة الأندلسيّ من البحر السّريع:[١٢]

ألا مضَى عَصرُ الصِّبا، فانقَضَى

وحَبّذا عَصرُ شَبابٍ مَضَى
  • قال عمر بن أبي ربيعة من البحر المنسرح:[١٣]

إِذا أَنتَ لَم تَعشَق وَلَم تَدرِ ما الهَوى

فَكُن حَجَرا مِن يابِسِ الصَخرِ جَلمَدا
  • الحارث بن حلزة من البحر الخفيف:[١٤]

آذَنـَتْـنَا بِبَيـْنِـهَا أسْمـاءُ

رُبَّ ثـاوٍ يُمَـلُّ مِنْـهُ الثَّـوَاءُ
  • قال الشّاعر من البحر المضارع:[١٥]

دعاني إلى سعادٍ

دواعي هوى سعادِ
  • قال الشّاعر من البحر المقتضب:[١٦]

أقبَلتْ فلاحَ لها

عارِضَانِ كالبَرَدِ
  • قال ابن عبد ربّه من البحر المجتثّ:[١٧]

البطنُ منها خَميصٌ

والوجهُ مثلُ الهِلالِ

أَما يَردَعُ المَوتُ أَهلَ النُهى

وَيَمنَعُ عَن غِيِّهِ مَن غَوى
  • قال خليل مطران من البحر المتدارك:[١٩]

مَا بَيْنَ لُصُوصٍ وَلُصُوصٍ

فَرْقٌ فِي الأَعْلَى وَالأَدْنَى

لِصِغَارِهِمُ المَوْتُ المُزْرِي

وَكِبَارِهِمُ الشَّرَفُ الأَسْنَى

حروف القافية

بعد الإجابة عن السّؤال المطروح: ما هي البحور الشعرية؟ سيتمّ التّعرّف على حروف القافية، لأنّها تعدّ جزءًا من علم العروض، والقافية كما هو معروف مكوّنة من حروف متحرّكة وساكنة، وفيما يأتي أسماء هذه الحروف:[٢٠]

  • الرَّوِيُّ: وهو أهمّ حروف القافية، لأنّ القصيدة غالبًا تنسب إليه، فيقال: لاميّة امرئ القيس وميميّة زهير، إذًا فهو الحرف الذي بنيت عليه القصيدة، ولا يكون حرف الرّويّ حرفَ مَدٍّ ولاهاءً.
  • الوَصل: وهو حرف المدّ "ا، و، ي" الذي ينشأ من إشباع حركة حرف الرّويّ، أي يأتي بعد حرف الرّوي، أوهاء وَلِيَتِ الرّوي، مثال: الألف التي بعد حرف الرّوي في "طمعَا"، في قول المجنون:

ما بالُ قلبكَ يا مجنونُ قد خُلعَا

في حُبِّ مَنْ لا تَرَى في نَيلِهِ طَمعَا
  • الخروج: وهو حرف المدّ "ا، و، ي" الذي ينشأ من إشباع حركة الوصل إن كان الوصل هاء كالألف في "هبوبهَا" والواو في "أذكرهُو" والياء في "نعلهِي".
  • الرّدف: وهو حرف المدّ الذي يقع قبل حرف الروي وليس بينهما فاصل، كالياء في قول علقمة:

طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ

بُعَيدَ الشَبابِ عَصرَ حانَ مَشيبُ
  • التّأسيس: هو الألف التي يفصلها عن الرّويّ حرف، مثل قول ابن حمديس:

الطُّلولُ الدَّوارسُ

فارقَتْها الأوانسُ
  • الدّخيل: هو الحرف المتحرّك الذي يفصل بين التّأسيس والرّوي؛ كالنّون في كلمة: "أوانس" في البيت السّابق.

المراجع[+]

  1. "مفهوم الشعر العربي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
  2. عبد العزيز عتيق ، علم العروض والقافية، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 7-8. بتصرّف.
  3. "البحور وعلم العروض"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
  4. "لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  5. "أذنت أرض العدى بافتتاح"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  6. " ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  7. "أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  8. "هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  9. "فرطت فيك بسوء تدبيري"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  10. "لم أَدْرِ، جِنِّيٌّ سَبَاني أَمْ بَشَرْ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  11. "خل عنك الصد يا بدر الدجى"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  12. "ألا مضَى عَصرُ الصِّبا، فانقَضَى"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  13. "تمشي الهوينا إذا مشت فضلا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  14. " آذنتنا ببينها أسماء"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  15. ابن الدماميني، العيون الغامزة على خبايا الرامزة ، صفحة 70.
  16. د: مسلك ميمون، مصطلحات العروض والقافية في لسان العرب، بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 261.
  17. "وشادنٍ ذي دلالِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  18. "أما يردع الموت أهل النهى"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  19. "ما بين لصوص ولصوص"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
  20. الدكتور محمود مصطفى (1423هـ - 2002م)، أهدى سبيل إلى علمي الخليل (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، صفحة 92-93. بتصرّف.