معلومات-عن-مدينة-بيت-لحم
مدن فلسطين
بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي بالسّيطرة على فلسطين بعد أحداث النّكبة والنّكسة سنوات 1948 و1967 وتقسيم البلاد تمّ منح السّلطة الفلسطينيّة مسؤوليّة تصنيف المدن داخل الضّفة الغربيّة وقطاع غزّة ضمن المناطق التّابعة لها، فعمل الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في 2007 بعمليّة إحصاءٍ رسميٍ للتّعداد السّكاني داخل المدن وتصنيفها، فكانت غزّة أكبر مدينةٍ في كلَّ فلسطين بينما تُعدّ الخليل أكبر مدينةٍ فلسطينيّةٍ في الضّفة الغربيّة، كما تشكّل بعض المدن تجمّعاتٍ كبيرةٍ للسّكان مثل بيت جالا وبيت ساحور ورام الله والبيرة ومدينة بيت لحم التي سيتحدث عنها هذا المقال.[١]
مدينة بيت لحم
تقع مدينة بيت لحم ضمن منطقة الضّفة الغربيّة في دولة فلسطين على تلال يهودا حيث تبعد مسافة 8 كم جنوب مدينة القدس، وترتبط المدينة بالتّعاليم الدينيّة المختلفة ومن ضمنها أنّها مكان ميلاد يسوع المسيح، فقد ربط اللّاهوت المسيحي مولد اليسوع بنبوءات العهد القديم بينما يعتقد علماء العهد الحديث أنّ هنالك أجزاء من الإنجيل قد تمّ تحريفها ومن ضمنها مكان ميلاد المسيح الذي قد يكون في مدينة النّاصرة، رغم كلّ التّضاربات والآراء إلّا أنّ المعتقد المسيحي وضع لمدينة بيت لحم مكانةً خاصّةً منذ ما يقرب من 2000 عامًا.[٢]
تبلغ المساحة الإجماليّة لمدينة بيت لحم 10،611 كيلو مترًا مربعًا ويقطنها حوالي 25،266 نسمةً بينما تبلغ كثافتها السّكانيّة 2،400 شخصًا لكلّ كيلو مترٍ مربّعٍ، في التّاريخ الحديث كانت مدينة بيت لحم تُدار من قبل الانتداب البريطاني حتّى 1948 بعد قرار الأمم المتّحدة بتقسيم فلسطين إلى أن استولت الأردن على المدينة خلال الحرب عام 1948 لتحتفظ بالسّيطرة على المدينة حتّى حرب الأيام الستّة عام 1967 قبل أن تفرض قوّات الاحتلال الإسرائيلي سيطرتها على المدينة.[٣]
تضم مدينة بيت لحم على مجموعةٍ من القرى الخصبة نتيجةً لوقوعها فوق طبقةٍ من المياه الجوفيّة العذبة وهو ما جعلها مشهورةً بإنتاج زيت الزّيتون، كما كانت قديمًا منشأةً عسكريّةً وحصنًا منيعًا، فعلى مدى تاريخ المدينة العريق وبحسب الأبحاث والاستكشافات الأثريّة فإلى جانب مولد المسيح فقد تمّ اكتشاف مخطوطات البحر الميّت والتي تعود إلى أوائل القرن العشرين كما أصبحت المدينة الملاذ الآمن للأرمن والسريانيين الذين فرّوا من المحرقة خلال نشوء الدّولة التركيّة، لقد كانت المدينة دائمًا ما ترحّب بالحجّاج والتّجارممّا جعل منها مركزًا دينيًا وتجاريًا على مرِّ العصور.[٤]
مناخ بيت لحم
تتمتّع مدينة بيت لحم بمناخ منطقة البحر الأبيض المتوسّط أي أنّ صيفها حارٌ وجافٌ بينما يعتبر شتاؤها معتدلٌ ورطب، تتفاوت درجات الحرارة خلال فصل الشّتاء لتكون باردةً وماطرةً إلى أن تصل لذروتها في شهر يناير الذي يُعدُّ أكثر شهور السّنة برودةً لتتراوح درجات الحرارة بين 1 و 13 درجةً مئويّةً، مع قدوم الصّيف وبداية شهر مايو يكون الطّقس دافئًا ومشمسًا إلى أن يصل شهر أغسطس الذي يُعدُّ أكثر شهور الصّيف لهيبًا وحرارةً بدرجاتٍ تتجاوز 30 درجةً مئويّةً، فيما يخصُّ الهطول المطري فتتلقّى المدينة 700 ملي ليتر بالمعدّل من الأمطار سنويًا معظمها يكون بين نوفمبر ويناير.[٥]
أمّا فيما يتعلّق بنسبة الرّطوبة فقد تصل إلى 60% بين يناير وفبراير وتهبط إلى أدنى مستوياتها في مايو، كما يتشكّل النّدى اللّيلي في نصف عدد أيّام السّنة وتتأثّر بيت لحم بالنّسيم العليل للبحر الأبيض المتوسّط خلال فترة النّهار ناهيك عن تعرّض المدينة لموجاتٍ سنويّةٍ من الرّياح الخماسينيّة الحارّة والجافّة القادمة من الصّحراء العربيّة خلال أشهر الصّيف الأولى.[٥]
السياحة في بيت لحم
تُعدّ السّياحة في مدينة بيت لحم هي الشّريان الرّئيس المغذّي للمدينة فعلى عكس باقي المناطق الفلسطينيّة قبل عام 2000 غالبيّة السّكان لم يكن لديهم أيّة وظائف في الدّاخل الفلسطيني فشكّلت السّياحة ما نسبته 65% من اقتصاد المدينة بينما حلّت الصّناعة خلفها بنسبة 20%، يتوافد السّياح إلى المدينة سنويًا بأعدادٍ كبيرةٍ وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من مليونيّ زائرٍ، وعلى الرّغم من توقّف الحركة السياحيّة بعد الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية إلّا أنّها بدأت في العودة بالتّدريج في 2010.[٦]
تمتلك المدينة العديد من المعالم السياحيّة وخاصّةً الدينيّة منها وهي التي تحتضن كنيسة المهد التي تُعدّ أحد المعالم الرئيسة الجّاذبة للحجّاج المسيحيّين، كما يقع في وسط المدينة ما يسمّى القبر المقدّس والذي يعتقد أنّ المسيح قد وُلد بالقرب منه، تحتوي المدينة على ما يزيد عن 30 فندقًا ومنها قصر جاسر القائم منذ عام 1910 بالقرب من كنيسة المهد الذي تم إغلاقه في عام 2000 بسبب الصّراع السّياسي قبل إعادة فتحه في 2005.[٦]
الاقتصاد في بيت لحم
أحد عوامل النّمو الاقتصادي في مدينة بيت لحم هو التّسوّق الذي يشكّل عامل جذبٍ رئيسٍ على مدار العام وبشكلٍ خاصٍ خلال موسم الأعياد حيث تزدحم الشّوارع والأسواق القديمة في المدينة ويزداد الضّغط على محلّات الحرف اليدويّة والتّوابل والذّهب والمجوهرات إضافةً إلى الإقبال الشّديد على محال الحلويّات الشرقيّة وخاصةً البقلاوة التي تشتهر بها المدينة، على الجانب الآخر يهتم السيّاح بكلّ ما هو منحوتٍ ومصنوعٍ من خشب الزّيتون بما في ذلك الحلي اليدويّة والصّلبان والصّناديق والتّماثيل، إضافةً إلى ما سبق فتشتهر المدينة بالأحجار الكريمة والمنسوجات والأثاث وتنتج مصانع المدينة الدّهانات والبلاستيك والأدوية والمنتجات الغذائيّة المختلفة التي تُصدّر إلى عديدٍ من دول العالم.[٦]
استضافت مدينة بيت لحم في عام 2008 أكبر مؤتمرٍ اقتصاديٍ في الأراضي الفلسطينيّة والذي تمّ عقده من أجل إقناع رجال أعمالٍ ومصرفيّين من جميع أنحاء منطقة الشّرق الأوسط بالاستثمار في أراضي الضّفة الغربيّة وقطاع غزّة للنّهوض بالاقتصاد الوطني الفلسطيني ودعم البلاد وتقليل نسب البطالة من خلال تأمين فرص العمل للمواطنين بحثًا عن لقمة العيش الكريمة فتمّ جمع 1.4 مليار دولار أمريكي لاستخدامها واستثمارها تجاريًا داخل الأراضي الفلسطينية.[٦]المراجع[+]
- ↑ "List of cities administered by the Palestinian Authority ", www.wikiwand.com, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "Bethlehem", www.britannica.com, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "Bethlehem ", www.wikiwand.com, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ "The Little Town of Bethlehem Has a Surprising History", www.nationalgeographic.com, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Bethlehem ", www.wikiwand.com, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Bethlehem", en.wikipedia.org, Retrieved 21.10.2019. Edited.