سؤال وجواب

العصور-الذهبية-للإسلام


بيت الحكمة

يُشيرُ بيت الحِكمة إلى مَعهدٍ ومركزٍ فكريّ أو إلى مكتبةٍ خاصَّة كبيرة في بغداد تابعة للخلفاء العبَّاسيين خلال العصور الذهبية للإسلام، ويُعدّ بيت الحكمة موضوع جدالٍ نشط حول وجوده ووظائفه كمعهدٍ رسمي، وهو قضيَّةٌ معقَّدةٌ بسبب الافتقار إلى الأدلة المادية بعد اليونانية والفارسية والهندية والصينية والمصرية والفينيقية، والتي قد تكون فُقدت بطريقة ما وتمَّ ترجمتها لاحقًا إلى التركية والعبرية واللاتينية، كما ولا تُنكَر مساهمة المسيحيين في الحضارة الإسلامية في عهد السريانية وبعدها إلى العربية، ومن المسيحين المساهمين في الحضارة الإسلامية حنين بن إسحق، والجدير بالذكر بأن تأسيس بيت الحِكمة كان على غرار جوندشابور،جندسيابور المركز الفكري للإمبراطورية الساسانية.[٢]

التقنيات الحديثة

مع إدخال الورق ونظام الكتابة الجديد والسَّهل فقد أصبح من الممكن كسب الرزق من خلال كتابة وبيع الكُتب فقط والتي قد تكون للمرة الاولى في التاريخ، حيث انتشر استخدام الورق من الصين إلى المناطق الإسلامية في القرن الثامن ووصل الأندلس في القرن العاشر، فقد كان الورق المُصنَّع يمتص الحّبر مما جعله مثاليًا لحفظ السجلات، وقد ابتكر المسلمون أساليب خط التجميع لمخطوطات نسخ اليد لإصدار الطبعات بشكل أكبر من أي نسخة متوفرة في أوروبا لعدة قرون، وقد تعلَّمت بقية البُلدان تصنيع الورق من الكتَّان من الدُّول الإسلامية.[٢]

التأثير الديني

حيث كان لأوامر القرآن والحديث دورًا رئيسًا في التأثير على المسلمين في هذه الفترة من تاريخهم، وذلك من خلال بحثهم عن المعرفة وتطوير بُنيَة العلم، فقد كان دستورهم القرآن الذي حثَّ على التَّعليم واكتساب المعرفة.[٢]

بغداد في العصر الذهبي

كان حُب المعرفة ظاهرًا في بغداد التي تأسست عام 762م كعاصمة للخلافة العباسية في العراق، فقد تجمَّع العلماء والفلاسفة والأطباء وغيرهم من المفكّرين في مركز التجارة والتنمية الثقافية، وتبادل هؤلاء العلماء والمفكرين -الكثير منهم كان طليقًا باللغة العربية واليونانية- الأفكار وترجموا النصوص اليونانية إلى العربية، وتُعرف فترة الخلافة العباسية وحُكم بغداد بالعصور الذهبية للإسلام التي ازدهرت فيها الدولة الإسلامية في شتَّى مجالات العلوم، فقد قام زعماء الدولة العباسية ببناء بغداد لتحل محل دمشق كعاصمة للإمبراطورية الإسلامية، وقام الخلفاء العباسيين ببناء بغداد من الصّفر مع الحفاظ على شبكة الطرق التي أنشأها دجلة بقُطر اثني عشر ميلًا، وفيها العديد من الضواحي المُغطاة بالمتنزَّهات والحدائق الجميلة والقصور الأنيقة، والمزوَّدة بالكثير من البازارات الغنيّة والمساجد والحمّامات المبنية بدقّة والتي تمتد لمسافاتٍ كبيرة على جانِبَي النَّهر، وفي أيام ازدهارها بلغ عدد سكَّان مدينة بغداد وضواحيها أكثر من مليونَي شخص، وكان قَصر الخليفة في وسط حديقةٍ شاسعة تتزيّن أرضه بالنباتات والأزهار والأشجار وأحواض المياه والنَّوافير وكان مُحاطًا بالمنحوتات، وكان على جانب النّهر أيضًا قصور النُّبلاء العظماء، وكانت شوارع بغداد واسعة لا يقل عرضها عن أربعين ذراعًا، وتميَّزت المدينة بالنظافة والصَّرف الصحي وراحة المواطنين.[٣]

علماء العصور الذهبية للإسلام

كان العصر الذهبي للإسلام مليئًا بالعلماء الذين سطروا أسماءهم بالذهب في تاريخ العالم الإسلامي، وذلك لإسهاماتهم الكبيرة في كل مجالات العلوم والتي لا تزال خالدةً حتى اليوم مثل: الخوارزمي وابن رشد وابن الهيثم والبيروني والعديد من العلماء والمفكرين الذين لهم الفضل الكبير في وضع قاعدة العلوم للأجيال القادمة منهم ما يأتي.

أبو بكر الرازي 854م - 925م

رائد طبّ العيون متعدد الجوانب الثقافيّة، إلّا أن اهتمامته تركّزت على الطب والقانون والموسيقى والعلوم وعلم الأخلاق كما وكان عالمًا في الفلك والرياضيات، يٌنسب إليه تصنيف المنطق إلى مجموعتين منفصلتين الأولى فكرة والثانية دليل، وله كتاب بعنوان كتاب الموسيقى يقدم فيه مبادئ فلسفية حول الموسيقى وتأثيرها.[٦]

ابن سينا 980م - 1037م

أب الطب الحديث ويُعد أهم الأطباء والفلكيين والمفكريين والكتاب في العصور الذهبية للإسلام، من أبرز مؤلفاته كتاب الشّفاء، والقانون في الطب المؤلف من خمسة مجلدات وقد تمَّ استخدام هذا الكتاب كمنهاجِ تدريس في العالم الإسلامي وأوروبا حتى القرن الثامن عشر.[٧]

جابر بن حيَّان 721م - 815م

من اهتماماته الرّئيسة: الكيمياء وعلم الفلك والطب والصيدلة والفلسفة والفيزياء ، وهو مخترع الإنبيق وهو جهاز كيميائي للتقطير، ومن مؤلفاته كتاب المملكة وكتاب الزئبق الشرقي.[٨]

نهاية العصور الذهبية للإسلام

في القرن الثالث عشر عَزت الإمبراطورية المغولية معظم الأراضي البرّية لأوراسيا، بما في ذلك الصين في الشرق والكثير من أراضي الخلافة الإسلامية القديمة في الغرب، ويرى البعض أنّ تدمير بغداد وبيت الحكمة عام 1258م من قبل هولاكو كان نهاية العصر الذهبي الإسلامي، كما أن الغزو العثماني للشرق الأوسط الناطق بالعربية والذي يُعدّ قلب العالم الإسلامي وضع العالم الإسلامي تحت السيطرة التركية وكان ذلك في الفترة بين 1516م - 1717م، ورغم السيطرة التركية إلًا أن العلوم العقلانية استمرت في الشرق الأوسط، أما العوامل التي أدَّت إلى انهيار الحضارة الإسلامية فهي لا تزال نقطة جدال.[٩]

يرى المؤرّخ الاقتصادي جويل موكير بأن الفيلسوف الإسلامي أبو حامد الغزالي كان الشخصية الرئيسة في تدهور العلوم الإسلامية، حيث أسهمت أعماله في تصاعد التصوّف والمذهب الظرفي في العالم الإسلامي، ويرى آخرون أن سبب تراجع العلوم الإسلامية يعود إلى إحياء السُّنة في القرنَيْن الحادي عشر والثاني عشر والتي أسفرت عن سلسلة من التغيّرات المؤسسية والتي بدورها قلَّصت من الإنتاجات العلمية لصالح إنتاج المعرفة الدينية التي تُعدّ أكثر ربحًا، إلّا أنه تمَّ تفنيد هذه الآراء بسهولة حيث كان علماء العصور الذهبية للإسلام خُبراءً في المجالَيْن الديني والعلمي، كما أن العديد من مدارس الفكر الإسلامي تمَّ إنشاؤها في العصر الذهبي، والسؤال الذي يطرح نفسه دائمًا: هل ستعود العصور الذهبية للإسلام، وهل سيخرج المسلمون من سباتهم الذي طال؟ هذا ما ستُجيب عليه الأجيال القادمة.[٩]

المراجع[+]

  1. "House of Wisdom", www.wikipedia.org, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Islamic Golden Age", www.wikiwand.com, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "The golden age of Islam", www.khanacademy.org, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  4. "Muhammad ibn Zakariya al-Razi", www.wikiwand.com, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  5. "Ibn al-Nafis", www.wikiwand.com, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  6. "Al-Farabi", www.wikiwand.com, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  7. "Avicenna", www.wikiwand.com, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  8. "Jabir ibn Hayyan", www.wikiwand.com, Retrieved 30-12-2019. Edited.
  9. ^ أ ب "Islamic Golden Age", www.wikipedia.org, Retrieved 30-12-2019. Edited.