كيف-نستقبل-شهر-رمضان

بواسطة:

شهر رمضان

مِنْ أَفضَلِ شُهورِ السَنَّةِ التي خَصَّها اللهُ -تَعالى- بِالذِكرِ، هو شَهرُ رَمضان، فَجَعَلَ اللهُ -تَعالى- الصِّيَامَ في شَهرِ رَمضان فَرضًا على كُلِ مُسلمٍ، وهو ركنٌ رابعٌ من أركانِ الإِسلامِ، حيثُ قالَ رسول الله: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"،[١] وَقَدْ حثَّ رسول الله على صِّيامِهِ وقيامِهِ، فَقَدْ روى أبو هريرة ما يدلُ على ذلكَ فقال: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"،[٢] ويُعدّ بلوغ شهر رمضان فضل عظيم من الله تعالى، فقد كان رسول الله يُبشرُ أصحابهم بقدومهِ، ومما سَيأتي الحديثُ عنه كيف نستقبل شهر رمضان.[٣]

كيف نستقبل شهر رمضان

يُعَدُ شَهرُ رَمضان شَهرُ الرَّحمَةِ، والمَغفِرَةِ مِنَ الله تعالى، ففيهِ يعتِقُ اللهَ رِقابَ عبادِهِ مِنَ النَّارِ، فهو الشَهرُ الذي أعطَى الله عبادَهُ من الفَضَائلِ والميزاتِ، وَجَعَلَ اللهُ الثَّوابَ والأجرَ لِمَنْ تَعبدَ الله فيهِ، بالصِّيامِ والقِيَامِ، مما جَعَلَ المُسلمين يَتَسائلونَ، كيف نستقبل شهر رمضان، ومن الأمور التي يستقبل بها المسلمون الشهرَ الفَضِيل ما يأتي:[٤]

  • استقبالِهِ بالتوبةِ إلى اللهِ تعالى، فهذهِ من الأُمورِ التي يفرحُ بِها اللهُ -تَعالى- مِن عَبدِهِ، حَيثُ قالَ رسول الله: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ".[٥]
  • تجديدُ النِيَّةِ للهِ تَعالى، واستشعارِ فَضِلِ اللهِ -تَعالى- ونعمَتِهِ، وَشُكرِهِ على الفضلِ الذي أَعطاهُ اللهُ لِعبادِهِ، بأنْ جعلَ لهم أجرًا كبيرًا على صيامِهم، وقيامِهم.
  • أنْ يَعقِدَ العَزمَ على عَدمِِ تَضيِيعِ فَضلِ هَذهِ الأيامَ والليالي، فالكثيرُ مِنَ النّاسِ يُضيِّعُ أيامَهُ بالنومِ، ولياليهِ بالسَهَرِ.
  • الحرصُ على تَحصيلِ أجرِ إفطارِ الصائِمينَ، فكما قال رسول الله: "من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئًا".[٦]
  • العَزمُ على الإكثارِ مِنْ تلاوةِ كِتابِ اللهِ، وَتدبُرِ مَعانِيهِ وَفهمِهِ.
  • الابتعادُ عَنِ كُلِّ ما حَرَّمَ اللهُ تَعالى، بِحفظِ اللسانِ، وحفظِ بقيةِ الجوارحِ.
  • استقبالُهُ بالخلقِ الحسنِ، والتعاملِ اللطيفِ مَعَ النّاسِ.
  • استغلالُ شهرِ رَمضانَ في الإكثارِ مِنَ الدُعاءِ.

صلاة التراويح

تُعرَفُ صَّلاةُ التراويحِ بأنّها صَّلاةُ القيامِ بِشهرِ رمضان، وسميَّت بذلك؛ لأنَّ النّاس كانوا يُطيلونَ فيها الصَّلاةَ مِنْ ركوعٍ وسجودٍ، وبعد أدائِهم لأربعةِ ركعاتٍ، يستريحونَ بعدها، ثُمَّ يصلون أربعةً، ويرتاحونَ بَعدَها، حتى آخر الصَّلاةِ، وَحكمُ هَذهِ الصَّلاة أنّها سُنَّةٌ مؤكدةٌ عن رسول الله، ودليلُ ذلك ما رواهُ أبو هريرة قال: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"،[٧] وغير ذلكَ من الأدلةِ، وهي مما أجمعَ عليهِ عُلماءُ الأمَّةِ، وَمِنَ السُنَّةِ أن تؤدّى جماعةً في المسجدِ، ولَصَّلاةِ التراويح فضلٌ عظيمٌ، فهي تغفرُ الذنوبَ، ويُكتبُ الله الأجرَ العظيم لِمَنْ صَلَّاها جماعةً، وأمّا عددُ ركعاتِها فالأمرُ واسعٌ في ذلك، منهم من قالَ عشرون ومنهم من زادَ على ذلك، ومنهم من قال أقلَ مِنْ ذَلك، وكُلُّهُ جائز.[٨]

المراجع[+]

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، حديث صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 759، حديث صحيح.
  3. "كيف نستقبل شهر رمضان؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
  4. "كيف نستقبل شهر رمضان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2747، حديث صحيح.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 807، حديث حسن صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 759، حديث صحيح.
  8. "صلاة التراويح "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.

مواضيع ذات صلة بـ

قصة الحمار الذي صار حصانًا

قصة الحمار الذي صار حصاناً يُروى في قديمِ الزمان قصة الحمار الذي صار حصانًا، كان هذا الحمار ثريًّا جدًا، وقد ضاق ذرعًا بتسمية الناس ل

أعراض-الكلاميديا

. الكلاميديا . أعراض الكلاميديا العامة . أعراض الكلاميديا عند النساء . أعراض الكلاميديا عند الرجال . علاج الكلاميديا . مضاعفات الكلاميد

من-هي-أم-المؤمنين

أمُّ المؤمنين أمُّ المؤمنين: هو مصطلحٌ إسلاميِّ ورد في القرآن الكريم والمقصود به زوجات النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى:{النَّبِ

تعريف-مصطلح-صحابي-جليل

. مصطلحات إسلامية . صحابي جليل . من هم العشرة المبشرون بالجنة . آخر من مات من الصحابة مصطلحات إسلامية هي المصطلحات التي ظهرت وجاءت لأول

موعد رامز مجنون رسمي رمضان 2021

محتويات 1 برنامج رامز مجنون رسمي رمضان 2021 : 2 فكرة برنامج رامز مجنون رسمي رمضان 2021 : 3 رامز مجنون رسمي والإعلامية أروى رمضان 2021 : 4 ضحايا ب

ما-هي-حقوق-الجار

. الجار في الإسلام . ما هي حقوق الجار . فضل الإحسان إلى الجار . حق الجار غير المسلم . آداب التعامل مع الجار المزعج الجار في الإسلام الجار

خاطرة-عن-الأم

خاطرة عن الأم الأم روح الحياة وسرُّها الجميل، وهي نبع الماء الصافي المتدفق بالمحبة والخير والعطاء، وهي الخير الذي لا ينتهي والحب الذ

آيات قرانية عن رحمة الله

محتويات 1 الرحمة 2 الرحمة من الله تعالى 3 أنواع الرحمة 4 صور الرحمة 5 الرحمة فى القران الكريم 6 ايات عن رحمة الله تعالى آيات عن رحمة الله،