ما-هو-علم-تجويد-القرآن
محتويات
ترتيل القرآن الكريم
"التّرتيل" مصدرٌ الفعل "رتّلَ"، ومن معانيه "التّرسُّل والأناة في أداء الكلمة بحسنٍ واستقامةٍ"، والتّرتيل في القرآن "التّمهل بقراءته والتّأني بتلاوته تلاوةً منغّمةً بصوتٍ حسنٍ"،[١]فالتّرتيل أسلوبٌ فريدٌ تميّز به القرآن عن غيره من ألوان الكلام نطقًا وأداءً وتعبيرًا، وقد أُمِر بأدائه رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- في الشّريعة والدّين، المحفوظ بحفظ الله في الصّدور والسّطور، المنقول نقلًا متواترًا بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ، مرتّلًا بأحكام التّلاوة وعلم تّجويد القرآن، ذاك العلم الذي تفرّد به كلام الله عمّن سواه، فقال تعالى في سورة الإسراء مخاطبًا نبيه: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلً}[٥]، أي "بترسّلٍ وتمهلٍ" ليتحقّق في قراءته الفهم والعِلم والعمل جميعًا، فما هو علم تجويد القرآن؟ وما هو تاريخه وأقسامه وجوهره؟.[٦]
تعريف علم التّجويد
التّجويد في اللّغة من الفعل جَوَّدَ، يُقال: "جوَّدَ العملَ" أي أتقنه وأحسن صُنْعَه، "ويُجَوِّدُ إِنْتَاجَهُ" يُحَسِّنُهُ ويَجَعَلُهُ جَيِّدًا،[٧]وقال الداني: "تجويدُ القرآن هو إعطاءُ الحروف حقوقها وترتيبها ومراتبها، وردّ الحرف من المعجم إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، وتمكين النّطق به على حال صيغته وهيئته من غير إسرافٍ ولا تعسّفٍ، ولا إفراطٍ ولا تكلّفٍ، وليس بين التّجويد وتركه، إلّا رياضة من تدبَّرَه بفكّه"[٨]وعليه يُقصد بعلم تجويد القرآن اصطلاحًا: "بأنّه العلم المتخصّص في كيفية نطق الكلمات القرآنية مخرجًا وصفةً، وقفًا وابتداءً، وصلًا ووقفًا، وذلك بإعطاء كلّ حرفٍ حقّه من الصّفات اللّازمة ومُستحقّه من الأحكام النّاشئة عن الصّفات".[٦]
تاريخ علم التّجويد
بعد أن منّ الله تعالى على المسلمين بالفتوحات الإسلامية واتّسعت رقعة العالم الإسلامي، اختلط اللّسان العربيّ بالأعجمي، وتخوّف ولاة أمر المسلمين من انتشار اللّحن والخطأ في لفظ آي القرآن الكريم، فاستحدثوا النّقط والتّشكيل على المصحف العثمانيّ، ووضعوا بعدها أحكام وقواعد في علم تجويد القرآن، إذ يعود الفضل في ضبط أحكام علم التّجويد ووضعها لأئمة القراءة واللّغة، فكان أوّل من وضعها هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، ومنهم من نسب وضعها إلى أبي الأسود الدؤلي وقيل: أبو عُبَيد القاسم بن سلاَّم، ثمّ أنشأ أبو مزاحمٍ الخاقاني المُتوفّى 325هـ قصيدته الرّائية من 51 بيتًا في علم تجويد القرآن، وكان أوّل من ألَّف في هذا العلم في أواخر القرن 3هـ.[٦]
وأما عِلمُ واجبٌ عينيّ" إذ يُستدلّ على وجوبه من القرآن والسنّة والإجماع، ومنها قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}.[٢]ومن أدلّة وجوبه في سورة التّوبة: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ}[١٠]، فإن تصدّر لتعليمه وتَعلّمُهِ نفرٌ من المسلمين سقط عن الباقين.[٦]
أحكام علم التّجويد
قد يختلف العلماءُ بآرائهم في علم تجويد القرآن الكريم وطريقة التّرتيب في مصنّفاتهم ذات الاختصاص، إلّا أنّهم يجمعون على مواضيعه المفصِّلة لقواعد التّلاوة وأحكام التّجويد، وتشمل على سبيل الذّكر لا الحصر، مفردات المقال كافّةً والمباحث الآتية، -والله تعالى أعلم-:[٦]
- اللّحن وأقسامه: ويتفرع عنه: "تعريف اللّحن، أقسامه الخفيّ والجليّ، الحكم الشّرعي لكلّ قسم".
- أحكام الميم السّاكنة: ويتفرع عنها في علم تجويد القرآن: "التّعريف بها وبأحكامها: الإخفاء والإدغام والإظهار الشّفويّ".
- حكم النّون والميم المشدّدتين: ويتفرع عنهما: "التعريف بهما، التعريف بالغُنّة ومخرجها ومقدارها وكيفيتها ومراتبها".
- أحكام اللّام السّاكنة: ويتفرع عنها: "لام ال، ولام الفعل والحرف والاسم والأمر".
- أحكام المدّ وأنواعه: ويتفرع عنه: "معنى المدّ والقصر، والتّعريف بالمدّ وحروف ومراتبه وألقابه واجتماع المدود وأقسامه: الأصليّ والفرعيّ والمتّصل والمنفصل والبدل والعارض للسّكون واللّازم الكلمي المخفّف والمثقّل واللّازم الحرفي المخفّف والمثقّل".
- مخارج الحروف: ويتفرع عنها في علم تجويد القرآن: "التّعريف بالمخرج والحرف، التّعريف بألقاب الحروف ومخارجها: الجوف والحلق واللّسان والشّفتان والخيشوم".
- صفات الحروف: ويتفرع عنها التّعريف بصفات الحروف ذات الأضداد وهي: "الهمس والجهر، الشّدة والتّوسط والرّخاوة، الاستعلاء والاستفال، الإطباق والانفتاح، الإذلاق والإصمات"، وصفات الحروف الّتي لا ضدّ لها وهي: "الصّفير، القلقلة، اللّين، الانحراف، التّكرير، التّفشي، الاستطالة، الخفاء، الغنّة".
- سورة الفاتحة: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}،[١٤]حيث قُرئ لفظ "مَالِكِ"مرّةً باثبات الألف بعد الميم، ومرّةً بحذفها لتُصبح "مَلِكِ".
- الرّكن الثّالث: موافقة القراءة السّند الصّحيح: ويقصد به "أنّ القراءة لا تكون صحيحةً، حتّى تُنقل في كلّ مراحل السّند عن العدلِ الضّابط المُتقن الفطِن عن مثله، وصولًا إلى السّند المتّصل برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
مراتب قراءة القرآن الكريم
ذكر علماء التّجويد أربع السّواك ومسّ الطّيب.
المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى الترتيل في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة المزمل، آية: 4.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن الدارقطني، عن قتادة ، الصفحة أو الرقم: 1177 ، صحيح.
- ↑ "تلاوة القرآن الكريم "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 106.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ عطية نصر (1414هـ-1994م)، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة الرابعة)، صفحة 9-40. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى التجويد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-08-2019. بتصرّف.
- ↑ عثمان الأندلسي (2000م - 1421هـ)، التحديد في الإتقان والتجويد (الطبعة الأولى)، عمان - الأردن: دار عمّار، صفحة 68. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي ، في مجمع الزوائد، عن مسعود بن يزيد الكندي ، الصفحة أو الرقم: 7/158 ، رجاله ثقات.
- ↑ سورة التوبة، آية: 122.
- ^ أ ب "أركان القراءة ومراتبها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 37.
- ↑ سورة البقرة، آية: 74.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 4.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 32.
- ↑ أحمد الديب (1413هـ)، فتح المجيد رسالة في أحكام التجويد (الطبعة الرابعة)، جدّة: دار عكاظ للطباعة والنّشر، صفحة 23-25. بتصرّف.